التطبيع تصفية للقضية بالضربة القاضية

تم نشره الأحد 09 آب / أغسطس 2009 03:46 صباحاً
التطبيع تصفية للقضية بالضربة القاضية
راكان المجالي

العنوان الجديد المعلن لخطة المبعوث الامريكي جورج ميتشل للتسوية هو وقف الاستيطان لمدة عام من قبل اسرائيل مقابل التطبيع العربي مع الدولة العبرية وكما هو واضح فان امريكا ومعها العالم الرأسمالي يقرون بتكريس الاستيطان كما هو قائم طبقاً للأمر الواقع ، وعندما تجرأت ادارة اوباما بالمطالبة بوقف التوسع في الاستيطان قوبل هذا المطلب بالرفض الصهيوني القاطع ، وبرفض كذلك من قبل الاكثرية في مجلسي النواب والشيوخ في امريكا ، وأقصى ما تمخض عنه اختزال موقف ادارة اوباما بوقف الاستيطان هو الدعوة لوقفه لمدة عام لتنصرف اسرائيل لاستكمال البناء داخل المستوطنات وهو ما يحتاج الى اكثر من عام ، ومقابل ذلك فان على العرب جميعاً ان يطبعوا علاقاتهم مع اسرائيل.

ما تطلبه امريكا من العرب لصالح اسرائيل هو التطبيع وهو نهاية المطاف وليس بداية الاستحقاقات التي تمثلت عربياً بالاعتراف الضمني باسرائيل عبر قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 بعد حرب العام 1967 والذي تلاه اعتراف العرب بالقرار 338 الذي اكد على القرار 242 واضاف له اعتماد التفاوض المباشر للتوصل الى تسوية ، وتطور الامر عبر مبادرة فاس العربية في العام 1982 وصولا الى المبادرة العربية في العام 2002 التي أقرت شرعية اسرائيل صراحة مقابل حل في حدود 4 حزيران ,1967

ولا يخفى ان اسرائيل وامريكا تقبلان في الجزء الذي يعطي الشرعية لاسرائيل من مبادرة السلام العربية ولا تقبلان الجزء الاخر الذي يرتب التزامات متقابلة وصولا الى الحل.

ولا يخفى كذلك ان اسرائيل فسرت الاتفاقيات التي وقعتها مع البلدان العربية بما يخدم تكريسها لاحتلال الاراضي الفلسطينية وأي اتفاقيات لاحقة مع ما تبقى من دول الجوار هو محكوم ايضا في اطار ثنائي وبما يسهل المزيد من استفراد اسرائيل بالفلسطينيين الذين يعيشون حالة من التمزق والارتباك وتشتت الولاءات التي تتوزع على التنظيمات وليس على الوطن.

وفي ظل حالة الوهن والعجز العربية تتفتق عبقرية ميتشل عن مطالبة العرب جميعا بالتطبيع ، وهو كما اشرنا نهاية المطاف أي انه بعد الوصول للتطبيع لا تعود هنالك قضية قابلة للبحث بعد ان نصبح نحن اليهود «سمن على عسل» من جانبنا فقط.

وللتوضيح فان الاتفاقيات السياسية مع اسرائيل لم تحقق التطبيع فبعد 30 عاما من كامب ديفيد المصري لم يتحقق هذا التطبيع وكذلك الحال بعد 15 عاما على اتفاقية وادي عربة مع الاردن واكثر من ذلك لا تطبيع الا التطبيع القسري مع السلطة الفلسطينية.

اذن ما تريده ادارة اوباما هو تصفية القضية الفلسطينية بالضربة القاضية وليس بالنقاط التي تتطلب جولات طويلة من الدوران في الحلقة المفرغة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات