قضايا الوطن وتطلعاته على طاولة حوار شباب وفتيات معسكرات الحسين

المدينة نيوز -: يخوض شباب وشابات الوطن المشاركون في معسكرات الحسين للعمل والبناء حوارات تطال هموم الوطن وتطلعاتهم للمستقبل بعد أن وفرت لهم سبل الالتقاء والتفاعل دون قيود على حد قولهم.
ويتحدث هؤلاء الشباب والشابات بصوت مرتفع عن تلك التحديات بروح ايجابية يدفعهم في ذلك إيمانهم بدورهم في البناء وتعزيز مسيرة الوطن في شتى المجالات.
فعلى ربوة من تلال السلط، تنخرط فتيات من الكرك والطفيلة حيث احد معسكرات الشباب في منطقة السرو، في تلك الحوارات التي تتصدرها مشكلة العنف المجتمعي، وتعزيز الحوار، وقبول الآخر، وترسيخ مفاهيم وقيم العمل الجماعي والتطوعي.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمضت وقتا في المعسكر، ورصدت مشاهدات لفعاليات وحوارات تلك الفتيات اللاتي تحدثن عن العديد من تطلعاتهن وما أتاح تجمعهن في المعسكر من فرصة لصقل شخصياتهن واكسابهن مزيدا من المعرفة والقيم الوطنية.
في حديثهن لـ (بترا) وجهن بعض الانتقادات للمعسكر من بينها نقص في بعض الخدمات، ونظافة المرافق الصحية، وعدم جاهزية حوض السباحة، وعدم توفير كافتيريا، وعدم ملاءمة ساحة التدريب لتطبيق المهارات العسكرية خصوصا وأنهن منتظمات في معسكر لهذه الغاية.
ورغم ذلك تحدثن بروح ايجابية عن التفاعلات التي يقمن بها، فالربيع العربي كان على مجلة الحائط التي كتبت أوراقها من قبل بعضهن، اظهرن فيها وعيا بما يجري في الوطن والمنطقة من أحداث.
ميس العوران، فتاة من الطفيلة تشارك للمرة الثالثة بالمعسكرات، ترى أن المشاركة تشكل فرصة لتعزيز الثقة بالنفس، ومعرفة الوطن وهذا كله ينعكس إيجابا على حياة المشاركات وتفاعلهن مع المجتمع.
وقالت " ناقشنا العنف الجامعي وأسبابه ووجدنا أن غياب المرافق، وأماكن الترفيه، والنشاطات اللامنهجية، أدت الى ضغوط نفسية وكبت للطاقات التي يعبر عنها وللأسف بأشكال متعددة من العنف".
وترى ميس - وهي طالبة في السنة الثالثة في قسم المحاسبة بجامعة الطفيلة وفاعلة في العمل التطوعي والشباب- أن الانخراط في مثل هذه النشاطات مهم لكل الشباب والفتيات، غير أن هناك دورا على مؤسسات الدولة في النهوض بمستوى توفير مستلزمات العمل التطوعي، والتثقيف، وإقامة ورشات العمل التي تناقش مشكلات هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع الأردني والتي تشكل ما يزيد عن 70 بالمئة منه.
وتستهدف المعسكرات الفئات العمرية من 12 - 18 عاما، وتنتشر في جميع محافظات المملكة، فيما يجري تنفيذ العديد من برامجها بالتعاون مع القوات المسلحة ومديريتي الأمن العام والدفاع المدني، وعدد من الوزارات الخدماتية ومؤسسة التدريب المهني ومختلف وسائل الإعلام.
واعتبرت سميحة المحافظة من مركز شابات غور الصافي بمحافظة الكرك مشاركتها في المعسكر خطوة مهمة في حياتها في تعزيز صفات الاعتماد على الذات، والثقة بالنفس، ومهارات القيادة، والجدية في التعامل مع محيطها المجتمعي والمدرسي.
وتضيف أنها تمارس مهارات رياضية ككرة القدم والجري وتأمل أن تلتفت هذه المعسكرات لهذه الهوايات، " فالعقل السليم في الجسم السليم" وفقا لقولها الذي دعت من خلاله الى توظيف هذه المعسكرات لمزيد من التثقيف في التربية الوطنية.
وتسعى معسكرات الحسين للشباب الى تجسد إرثا وطنيا منذ انطلاقتها في العام 1968، وشكلت خلال الأعوام الماضية قيمة مضافة للعمل الشبابي والتنموي، عبر سعيها في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى الشباب الأردني والنهوض برعايتهم فكريا وسلوكيا وقيميا.
شروق الحجايا من مركز شابات الحسا، تقول إنها انخرطت ومنذ طفولتها في هذه المعسكرات وأكسبتني مهارات في التواصل مع الآخرين وتكوين صداقات مع المشاركات من مختلف الأعمار الشبابية،والجرأة.
والشعر حاضر في المعسكر حيث تتقن شروق كتابة الشعر وإلقائه، فكتبت في الانتماء للوطن، ومواقف الأردن النبيلة تجاه الأشقاء في فلسطين، وعن معاناة الشعب السوري جراء ما يدور في بلادهم.
وتأتي معسكرات العام الحالي بشكل ومضمون جديدين، فهي ترتكز على حوارات وورشات عمل، بهدف استيعاب التنوع الفكري للشباب سعيا الى بناء جسور من التواصل والحوار القائم على احترام الرأي والرأي الآخر،ونبذ الغلو والعنف والتطرف.
ورأت تقى القيسي من مركز شابات الطفيلة أن مشاركتها في المعسكر رغم قصر مدته كان له تأثير ايجابي في تنمية شخصيتها، وتعزيز ثقتها بنفسها، وتنمية روح الفكر لديها.
وأملت أن توفر لها هذه التجمعات في الأعوام المقبلة تنمية مواهبها التي تتجسد في الخياطة والتطريز والأعمال اليدوية ومنحها فرصة عرض هذه الأشغال للمشاركات في معسكرها.
وكان لها رأى في مواقع التواصل الاجتماعي والتي اعتبرتها فرصة إذا حسن استغلالها للدعوة الى العمل التطوعي وترسيخه بين صفوف الفتيات.
فتحية العجالين من مركز شباب غور الصافي وهي خريجة دبلوم محاسبة، عبرت عن رأيها بوضوح أنها تواجه وبعض من زميلاتها صعوبات في إقناع أهاليهن في الانخراط بهذه الفعاليات التي تسهم في صقل شخصياتهن وتقديمهن للحياة بروح ايجابية.
وتتقن فتحية فنون الرسم على المرايا، والتطريز، ومحاولات في كتابة المقالات لكنها – حسب قولها – لا تجد الدعم لصقل مواهبها.
وتهدف المعسكرات الى إكساب الشباب والشابات الكثير من المهارات الحياتية الضرورية، وإتاحة الفرصة أمامهم، للاطلاع على مختلف مجالات الإنجاز الوطني، سواء كانت اقتصادية أو مجتمعية أو أمنية.
وتشارك كوثر الجهراني للمرة الثالثة في هذه الفعاليات والتي اعتبرتها فرصة كبيرة لأبناء جيلها للانخراط بالعمل التطوعي، وتعلم المفاهيم الوطنية، وترسيخ مبدأ المواطنة.
وتقول إننا نتأمل من هذه المعسكرات الالتفات الى مواهبنا وهواياتنا وتنميتها وتوفير الدعم لها بما يتيح الاستمرار في ممارستها.
وتركز فلسفة المعسكرات على ترسيخ دور الشباب في عمليتي البناء والتنمية، وتوسيع قاعدة مشاركتهم بما يسهم في تعزيز مبدأ المواطنة بشقيها "الحقوق والواجبات"، وتنمية الانتماء والانحياز لمصلحة الوطن ودعم مكانة الشباب في المجتمع.
وضمن حوارات الشباب يتم التركيز على برنامج التمكين الديمقراطي الذي أطلقه جلالة الملك والبحث في مضامين الورقة النقاشية الرابعة التي ركزت على هذا الموضوع، وهو ما أكدته مشرفة المعسكر نهاد عربيات.
وقالت في هذا الصدد إن الشباب يدركون أن لهم مكانة واهتمام عند جلالة الملك، وهم واعون لتنفيذ مضمون هذه الأوراق الملكية.
وتحدثت عربيات عن محاور البرنامج في المعسكر والذي يتضمن على مدى أسبوع ورشات عمل لمناقشة قضايا المفاهيم الديمقراطية والحوار وقبول الآخر.
وبينت أن الفتيات في معسكر السرو سيتم اصطحابهن الى متحف وصفي التل القريب من المكان، وستقام ورشات عمل عن المخدرات من خلال مسرحية تقيمها مديرية العلاقات العامة في مديرية الأمن العام.
ويكتسبن الفتيات خلال فترة المعسكر المهارات العسكرية، فضلا عن تنفيذ نشاطات رياضية، وعصف ذهني في طرق التفكير الايجابي في حل المشاكل والنزاعات.
وكان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أعلن في مدينة الحسين للشباب الأسبوع الماضي عن انطلاق فعاليات معسكرات الحسين للعمل والبناء، التي ينظمها المجلس الأعلى للشباب بمشاركة 23 ألف شاب وفتاة في مختلف مناطق المملكة تحت شعار"الشباب شركاء في مسيرة البناء والتنمية"، والتي تستمر حتى 29 آب المقبل