وليامز... النسخة العربية باهته

النسخة الغربية من وليامز تختصر قصة سيرينا وليامز وفينوس وليامز شقيقتان امريكيتان تتربعان على بطولات التنس الارضي في العالم, وفي البطولة الاخيرة في انجلترا التقت الشقيقتان في المباراة النهائية خسرت واحدة وفازت الاخرى. المهم ان الاختين على رأس هذه اللعبة وقد وصلن الى قمتها بكل شفافية واقتدار وعبر منافسات شديدة ومباريات ممتدة وعبر سنوات عدة, ورغم ذلك فان المرء عندما يشاهد هذه الحالة ينتابه احساس بعدم الرضا في ان يشاهد مباراة نهائية تجمع شقيقتين لدرجة يتسأل المرء فيها الا يوجد غير افراد عائلة وليامز, وبعد برهة يقبل بذلك ولو على مضض لأنهن لم يصلن الى هذا الموقع بفعل الواسطة ولا لان وليامز الاب ورثهم بطولته بعد ان كان بطل للعالم في هذه اللعبة او يمتلك من النفوذ ما يجعله قادر على ذلك ولا لان عائلة وليامز تدعي بأنها من اوائل العائلات التي بنت امريكا او جاءت اليها ولا من اول العائلات التي استلم احد افراداها مواقع متميزة في اجهزة الدولة المختلفة ولا لان عائلة وليامز واحدة من اكبر العشائر الامريكية. فقط وصلوا الى ذلك بكل حق بجهدهم المشروع بكفاية واقتدار عبر الية وطريق مشروع تحفه الشفافية من كل جانب.
اما النسخة العربية لال وليامز فان جزء منها قد تحقق وان بميادين اخرى, ففي هذه النسخة يمكن ان تشاهد اكثر من شقيق وقد تبوء كل واحد منهم اعلى الوظائف والمواقع في الدولة, ويمكن ان تشاهد ازواجا وقد وصل كل واحد منهم الى وزارة, ويمكن ان تشاهد منزلا واحدا فيه عضو في البرلمان وشيخ قبيلة ووزير وربما محافظ, بل في النسخة العربية يمكن ان يكون في نفس الوقت شقيقان او ابناء عمومة او افراد عائلة واحدة كل واحد منهم في موقع قيادي حكومي عام, واكثر من ذلك قد تجد اربعة في ان واحد في مثل هذه المواقع. في السابق كانت النسخة العربية في مجال الوظائف العليا تتمثل في عملية التوريث من الاباء الى الابناء اما اليوم فبالاضافة الى التوريث هناك الاستنساخ في المواقع الى الدرجة التي بتنا نشاهد فيها مثل هذا الجمع الهائل المتركز في بعض العائلات. وبذلك يكون الشق الاول من نسخة وليامز الامريكية قد تحقق في امكانية ان يكون اخوة او ابناء عمومة اوافراد عائلة وقد تربع كل واحد منهم على رأس هيئة حكومية لكن في النسخة العربية الشق الثاني غير متحقق والمتعلق بكيفية وصول كل هؤلاء الى هذه المواقع حتما انها ليست على طريقة ال وليامز الامريكية القائمة على المنافسة والشفافية والاحقية لذا يمكن ان نشاهد كل هذا الكم من القيادات السياسية او بدقة اكثر الوظيفية وقد تركزت في اسر محددة ولا نشاهد حتى اليوم اي واحد في النسخة العربية قد تفوق في مجاله او اي مجال اخر.
النسخة العربية قائمة على المحسوبية وعدم الشفافية والتوريث والاستنساخ الوظيفي الباهت ومعادلات اخرى اكثر عقم ونسخة وليامز الاخرى تقوم على المنافسة والشفافية والاحقية والانتاج الحقيقي للقيادات. ورغم ذلك ورغم احقية ال وليامز في البطولات الا ان وجود شقيقتين على قمة الهرم في ان واحد يبقى شيئ غير مستساغ فطريا فما بالكم بالجمع في نسخة وليامز العربية؟.الا تحتاج المنطقة الى مبادرات اصلاح على طريقة ال وليامز الغربية ؟؟؟.
OSAMA_TLAILAN@YAHOO.COM