لكي لا تتسخ يديك بالفلوس

بشكل متواصل، تقوم الجهات التي تُستحَق لها أموال في ذمة المواطنين بتسهيل عمليات دفع تلك الأموال: البنوك مثلاً لا تتوقف عن تسهيل أساليب دفع أقساط القروض أو أية تحويلات مطلوبة، وشركات الاتصالات تبذل أقصى جهودها لتسهيل دفع مستحقاتها ومستحقات غيرها أيضاً، فهي تبلغك يومياً بأنه أصبح بمقدورك دفع قيمة فواتيرك الخاصة بها وبغيرها من الشركات، أو إجراء التحويلات المالية بين البنوك عبر جهاز الموبايل.
سبق ذلك كما تعلمون، أشهر تطوير في عمليات تسهيل الدفع، وذلك عبر بطاقات الائتمان التي يمكن تستخدم للدفع في شتى أنواع الأماكن والمتاجر التي تبيع السلع والخدمات، وذلك بإدخالها في ماكنة صغيرة لكنها خبيثة تجري اللازم.
الحكومة نفسها دخلت على خط تسهيل الدفع، فهي تواصل تبليغ المواطنين عبر الرسائل خلوية موقعة من "الحكومة الالكترونية" بأنه أصبح بمقدورهم دفع مستحقاتهم من خلال الخلوي. وهذا يثبت أن الحكومة الالكترونية لا تقل عن زميلتها الحكومة "العادية" في مجال خفة الدم.
تحرجنا كثيراً أساليب تسهيل الدفع هذه وهي تركز على مسألة السهولة والصعوبة، بينما تكمن المشكلة الحقيقية في الدفع نفسه، أي في المقدرة على الدفع. وفي الواقع لم أصادف مواطناً ممن لا يقدرون على الدفع يعاني من صعوبة الدفع، بل إنه بمجرد أن يتمكن من الدفع، يعتمد أصعب الطرق لذلك وهو في غاية السعادة. ( العرب اليوم )