عياش : كنت لا اعرف أين القبله ومنعت من قراءة القرآن

المدينة نيوز - : - "نعم سأعود إلى بلدي الحبيب فلسطين مرة أخرى".. هذا ما أكده الستيني الحاج عطا عياش الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم الاثنين الماضي من سجن النقب الصحراوي بعد انقضاء 4 شهور من السجن.
عياش الذي يعمل مديرا للعلاقات العامة وشؤون المحسنين بجمعية المركز الإسلامي الخيرية في مدينة المفرق، روى اللحظات الأولى لاعتقاله مرورا بشهوره الأربع التي قضاها متنقلا بين سجون "بيتح تكفا ومجدو والنقب" بتهمة "تقديم خدمات لتنظيم معاد"، معرجا على محاكمته في محكمة سالم، انتهاء بيوم الافراج عنه وعودته إلى المملكة.
بين أن تاريخ اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال كانت في يوم 13/4 من العام الجاري، إذ كان عائدا من قريته رافات بمحافظة سلفيت بعد زيارة اعتيادية لأبنه وأقاربه، موضحا أن بداية رحلة معاناته كانت وقت أن قام الجيش الاسرائيلي بتسليمه عن جسر الملك حسين للمخابرات العامة الاسرائيلية التي بدورها اصحبته معصوب العينين مكبل القدمين مصفد اليدين إلى سجن "بيتح تكفا".
وأضاف أن جلسات التحقيق والتدقيق بدأت فور وصوله للسجن، حيث وجهت له المخابرات الاسرائيلية عدة أسئلة حول زيارته إلى غزة في العام الماضي برفقة لجنة شريان الحياة النقابية، وما إن كان من الداعمين ماليا أو عسكريا لحركة حماس، وعن الاشخاص الذين التقاهم من قيادات حماس، منوها إلى أنه قال للمحقق "أنني افتخر بحركة حماس كحركة تحرر ومقاومة إلا أني أنفي وأنكر ارتباطي التنظيمي أو عضويتي بالحركة أو تقديم أي مساعدات مالية او عسكرية للحركة".
وأوضح عياش لـ " السبيل " أن الاحتلال قام بوضعه في زنزانة انفرادية طوال الأشهر الأربعة دون رفيق في السجن او زيارة من أهله، مشيرا إلى أنه كان ممنوع من الخروج إلى ساحة السجن "الفورة"، مع باقي الأسرى، منوها إلى أن الاحتلال منع عنه دخول القران او دخول أي صحيفة او كتاب، في الوقت الذي رفض فيه الاحتلال امتلاكه لساعة يد او مذياع.
ولفت إلى أنه كان لا يعلم وجهة القبلة لأداء الصلوات، مبينا أنه كان يسأل حراسه اليهود عن اتجاه القبلة ليتمكن من أداء الصلاة ولكن اليهود لا يفهمون ما معنى القبلة فكان يسألهم عن الاتجاه الجغرافي عن السعودية، مبينا أنه كان يقضي وقته ما بين الصلاة والاستغفار وذكر الله والنوم ، مؤكدا أن رؤيته للأسرى وظروفهم وأحوالهم كان امرا داعيا لصبره وثباته وتفاؤله مقارنة بحاله ومدة سجنه القصيرة مع المدد الطويلة المحكوم بها كثير من الأسرى، مبينا أنه التقى الاسير النائب عن القدس احمد عطون وأمين سر المجلس التشريعي محمود الرمحي.
وفي أثناء ذهابه للمحكمة، وصف اليوم المخصص للخروج من المحكمة الذي يبدأ الساعة 6 صباحا بأنه قمة المعاناة، حيث عصب العينين وتكبيل القدمين وتصفيد اليدين، علاوة على غرف المحكمة الضيقة وضعيفة التهوية والاضاءة، مشيرا إلى أن على جميع الأسرى الانتظار من أول اليوم إلى آخره حتى انتهاء جميع محاكمات الأسرى.
عن يوم الافراج تحدث عياش إن الاحتلال طلب منه تحضير نفسه قبل يوم الافراج بليلة من أجل تفتيشه وتفتيش أغراضه، وبعد التفتيش قام بتوديع الأسرى الذين ودعوه بالتهنئة على الافراج إضافة إلى الدموع والدعوات بالتوفيق، موضحا ان الجيش سلطات الاحتلال اصطحبته إلى حاجز الظاهرية في مدينة الخليل، حيث توجه إلى منزل ابنه في بلدة رافات، ليقضي فيها يومي الاثنين والثلاثاء قبل الوصول والعودة إلى الاردن، مؤكدا انه يستطيع العودة مرة اخرى إلى فلسطين وهذا ما تضمنه الاتفاق القانوني بين محاميه وبين المحكمة الاسرائيلية.