مؤتمر "آل البيت": الدولة المدنية هي النموذج الانسب للدولة الإسلامية القابلة للاستمرار والاستدامة

تم نشره الأربعاء 21st آب / أغسطس 2013 02:06 مساءً
مؤتمر "آل البيت": الدولة المدنية هي النموذج الانسب للدولة الإسلامية القابلة للاستمرار والاستدامة
شعار جامعة ال البيت

المدينة نيوز- أكد المشاركون في المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الاسلامي أن النموذج الأنسب للدولة الإسلامية القابلة للاستمرار والاستدامة هو "الدولة المدنية"، التي يحكم فيها المؤتمنون من أهل الاختصاص كل في مجاله.

وأوضحوا في ختام أعمال مؤتمرهم اليوم الأربعاء بحضور سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، أن ذلك يكون بالاعتماد على الدستور المبني على أساس احترام القانون، وعلى المساواة بين جميع المواطنين من كافة الأطياف العرقية والدينية، بما لا ينافي المبادئ العامة للدين الإسلامي الحنيف.

وكان الأمير غازي افتتح، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "مشروع دولة اسلامية معاصرة قابلة للاستمرار ومستدامة"، وتواصلت أعماله على مدى ثلاثة أيام.

وشارك في المؤتمر نحو مائة عالم من أعضاء المؤسسة يمثلون مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية الإسلامية من 33 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، حيث تم خلاله مناقشة 34 بحثا علميا تتوزع على محاور المؤتمر الثلاثة.

وقال المؤتمرون، في البيان الختامي لمؤتمرهم، "إن وجود دولة إسلامية حديثة لا يكون إلا بالهدي الرباني، ودون التقيد بالتأويلات الفكرية والتطبيقات التاريخية الماضية، مع الانفتاح على التجارب الحديثة والاستفادة منها".

وأكدوا أن وظيفة الدولة الحديثة، التي تضمن استمرارها، "تتمثل في ممارستها لسلطاتها المشروعة القائمة على الشورى لا الاستبداد"، لأن الدولة يجب أن تكون في خدمة المجتمع، والعدالة بين الجميع دون تمييز، وتنظيم ممارسة الحريات، والحفاظ على دور العبادة وحمايتها لجميع الأديان، والسعي لإسعاد رعاياها وتوفير العمل لهم وحفظ كرامتهم.

كما أكدوا "أن التعددية المذهبية اختيار يجمع ولا يفرق"، وهي في عمومها رحمة لأنها تقدم حلولا متنوعة لمشكلات الأمة، ويمكن الاستفادة من كل الآراء والاجتهادات الفقهية، وبذلك تكون أرحب في نظرتها، كما ورد في رسالة عمان ومؤتمر احترام المذاهب.

ورفض المؤتمرون استخدام الصراع الطائفي والتحريض عليه في حل المشكلات التي تعرض داخل الدولة، حتى ولو كانت هذه الصراعات ناشئة عن إخلال بالعقد الاجتماعي، وأن توضع القوانين الصارمة المانعة لذلك، وأن لا تحل المشاكل إلا بوسائل السلم والحوار والتفاهم.

وشددوا على أهمية حرية الرأي والمعتقد وحرمة دم الإنسان ورفض التوجه التكفيري واستعماله في الصراع السياسي، وأن توضع القوانين الصارمة بهذا الشأن وتفعل.

وأكد المشاركون في المؤتمر دور المؤسسات الدينية، وجهود العلماء في إبراز مفهوم الدولة وقيمها وترسيخ روح الوحدة والوئام بين مكونات المجتمع كافة.

كما شددوا على ضرورة نبذ العنف أيا كان مستخدمه وأيا كانت أسبابه، وأن تحترم إرادة الشعوب في التعبير عن آرائها وأفكارها ضمن القوانين والقيم والمعايير المتبعة.

وثمنوا دور الأزهر الشريف وحرصه على السلم والأمن الداخلي والخارجي، مقدرين وثائقه المتعددة التي تهدف إلى حقن الدماء والحرص على المصالحة الوطنية.

كما أكد المؤتمرون أهمية التلازم بين التنمية والبيئة، وأهمية التربية والتعليم والبحث العلمي والمنظومة الأخلاقية وضرورة استثمار ذلك والمحافظة عليه تنفيذا للخطاب الرباني، وبما يمنح الدولة الإسلامية الحديثة صفة الاستمرارية والاستدامة.

واشاروا الى أهمية منظمات المجتمع الأهلي والمؤسسات الوقفية والتشجيع على إنشاء المزيد منها، لأهمية الوقف في تمكين الدولة من القيام بوظائفها الاقتصادية والاجتماعية ودوره الكبير في تنمية وتطور المجتمعات الإسلامية، خصوصا في مجالي التعليم والصحة وبمساعدة اللاجئين الذين اضطروا للخروج من ديارهم.

ورفع المشاركون في المؤتمر برقية شكر لجلالة الملك عبدالله الثاني، أعربوا فيها عن أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان والاعتزاز على رعايته الدائمة للمؤسسة وتفضله برعاية دورتها السادسة عشرة هذه، وعلى ما لقوه من عناية كريمة في هذا الحمى الهاشمي الأردني العزيز.

وكان جلالة الملك التقى أمس الثلاثاء المشاركين في المؤتمر، حيث استمعوا إلى كلمته التي طالب فيها العلماء بأن يكون لهم دور في مواجهة المشكلات التي طرأت على الأمة.

وثمن المشاركون دور المملكة ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في تقديم التصورات الإسلامية لقيم المجتمع المعاصر ونظمه واستشرافها المستقبل وتعاملها مع قضايا العصر ومشكلاته وتحدياته.

وأكد الدكتور أحمد الكبيسي من العراق، في كلمة ألقاها بحفل اختتام المؤتمر، إن الأردن "وحدنا شيعة وسنة"، قائلا "إننا نتطلع إلى اليوم القريب، ونكون فيه بالعراق متوحدين، كما نحن هنا الآن في عمان، التي هي بوابتنا إلى العالم كله".

وأعرب عن أمله في أن يرى أهل العراق سنة وشيعة "متوحدين يدا واحدة، أخوة أحباء"، داعيا الله عز وجل أن يحفظ جميع البلدان الإسلامية ويمن عليها بالأمن والأمان والاستقرار.

كما أعرب الكبيسي عن شكره لجلالة الملك على لقائه المشاركين في المؤتمر، ولحسن الاستقبال وحرارة اللقاء وكرم الضيافة، وكذلك للأمير غازي على مواكبته لأعمال المؤتمر بكل حرص واهتمام.

وقال إن مؤسسة آل البيت انتجت للأمة آلاف الأبحاث، أكثر من نصفها مبتكر، مضيفا "إن نتاج علمائها يبهر الناظر لما في أبحاثهم من ابتكار وأصالة".

من جهته، ألقى المدير العام لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الدكتور منور المهيد، كلمة عبر فيها عن شكره لجلالة الملك على رعايته لأعمال المؤتمر، وكلمته الضافية التي أدرجت ضمن وثائق المؤتمر، ولسمو الأمير غازي لمشاركته في أعمال جلسات المؤتمر وما قدمه من رعاية واهتمام.

كما أعرب عن شكره للعلماء على ما بذلوه من جهد صادق ومخلص لنجاح المؤتمر، بحثا ومداولة وتقديم رؤى وأفكار.

 (بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات