سفير إسرائيل السابق بواشنطن : بضع صواريخ لن تؤثر على الأسد

المدينة نيوز - يلخص السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن البروفيسور إيتمار ربينوفيتش رؤيته للضربة الأمريكية المحتملة لسورية من خلال حديث أجرته معه الإذاعة العبرية الإثنين ، وتاليا ترجمتها من قبل مراسل موقع جي بي سي نيوز في القدس المحتلة :
هل تعتقد أن الرئيس أوباما عمل بصورة صحيحة حينما نقل القرار إلى الكونجرس بشأن توجيه ضربة عسكرية لسورية، أم أنه بدا كشخص يجد صعوبة في اتخاذ القرارات ؟
لا أعتقد أن خطوته تهرب من اتخاذ القرار أو المسؤولية، بل كانت محاولة للخروج من الزاوية التي وجد نفسه فيها في أعقاب قرار البرلمان البريطاني عدم المشاركة في العملية، وأعتقد أنه يتوجب الانتظار أسبوعين حتى نرى إلى أين تسير الأمور. وأنا لا أعتقد أن العملية العسكرية هي المهمة، بل ماهية هذه العملية. فلو أنه في الظرف الحالي قرر إطلاق بضعة عشرات من الصواريخ على سورية ثم ينهي العملية، فإن الأسد لن يتأثر، وسيواصل أعماله كالمعتاد، ولن تكون العملية مجدية.
يبدو أن العملية ستكون على هذا النحو، فقد قال وزير الخارجية كيري: إن العملية ستكون محدودة في زمنها ونطاقها، وليست حربا؟
صحيح، لكن تحت عنوان "عملية محدودة" يمكن القيام بعملية مؤثرة جدا. إن ما يحدث في سورية بالنسبة للولايات المتحدة ليس وليد الأمس، بل متواصل منذ سنتين ونصف، ومنذ البداية حاولت الولايات المتحدة التغاضي عن ما يحدث وأتاحت الفرصة للأسد للوصول إلى النقطة التي وصل إليها. وآمل أن يدرك الأميركيون أن القيام بعملية منفردة لن يكون مجديا، بل يجب وضع إستراتيجية شاملة لذلك.
بوصفك خبيرا في الساحة السورية، هل ما يقال من أن الجهات التي ستحل محل الأسد إذا سقط أسوأ منه صحيح؟ وهل هذا هو السبب الذي يجعل الرئيس أوباما متحيرا في كيفية العمل؟
ضعف المعارضة السورية يعتبر أحد المشاكل العويصة التي تواجهها الإدارة الأميركية، وهي تدرك أن المليشيات العلمانية قائمة، بيد أنها ليست قوية بما فيه الكفاية، وأعتقد أن حلفاء الولايات المتحدة الذين قدموا مساعدات للجهات الإسلامية العاملة ضد النظام السوري استقوا العبر من ذلك.
من الجائز أن الرئيس أوباما قام بخطوته من أجل إتاحة الفرصة لإمكانية الحل السياسي للأزمة؟
إن قيام الولايات المتحدة بتنفيذ خطوتها العسكرية سيمكنها من طرح فكرة الحل الدبلوماسي. لكن ما الذي تعنيه بالحل الدبلوماسي في حين أن المعارضة لن ترضى بأقل من الإطاحة بالأسد.
هل نزع فتيل الأسلحة الكيميائية يمكنه أن يرضي الولايات المتحدة؟
من الصعب تحقيق ذلك. حقا أن روسيا متورطة في القضية، لكن تذكر أن العراب الأساسي لسورية هي إيران وليست روسيا.
الإدارة الأميركية استخدمت الورقة الإسرائيلية من أجل إقناع أعضاء الكونجرس للتصويت لصالح القيام بعملية عسكرية ضد سورية، ألا تخشى من أن يقال إن الولايات المتحدة تورطت في سورية بسبب إسرائيل على غرار ما حدث في العراق؟
لقد بدأت مثل هذه الأقوال تنطلق فعلا. لا شك أن مكانتنا في الولايات المتحدة كبيرة، بيد أن لهذه المكانة أحيانا ثمنا، لذا يجب أن نبذل جهدا كي نوضح أن المصلحة في توجيه الضربة ليست إسرائيلية بل مصلحة أميركية.
( جي بي سي نيوز ) .