رواتب الخطيب غير المدفوعة

ينفي عبدالاله الخطيب وزير الخارجية الاسبق ، أن يكون قد حصل على ستة آلاف دينار ، لرئاسة المجلس الاقتصادي الاجتماعي ، قبل ان يؤكد انه لايحصل ، ايضا ، على دينار واحد ، لانها مهمة طوعية ، وليست وظيفة.

الخطيب يقول - ايضا - انه هو الذي طلب من رئيس الحكومة ، ان يكون غير متفرغ ، لان طبيعة المجلس الاستشارية ، ليست بحاجة الى تفرغ ، وبما ان امينه العام متفرغ ، فهذا يعني حكما ان رئيسه غير متفرغ ، كما ان جميع اعضاء المجلس لايتلقون رواتب ، وهذا يتفق مع طبيعة عمل المجلس الذي جاء لتقديم المشورة للجهات الرسمية ، حول مختلف السياسات الاقتصادية والاجتماعية ، لا..ان يتحول الى "حالة انسانية" تتلقى المال على حساب الخزينة ، وعلى حساب ديونها التي تقترب من عشرة مليارات دينار.

في حواره الموسع مع اسرة "الدستور"والذي تنشره الصحيفة لاحقا ، يشرح عبدالاله الخطيب طبيعة المجلس ودوره وحدود دوره ايضا ، وترسيم الحدود مع المؤسسات الاخرى ، وتشعر ان مفهوم دوره واضح ، غير ان تسييل المفهوم الى حقائق على الارض ، وآليات عمل ، سيكون مهمة صعبة ، بين دور الحكومات ، والمجالس النيابية ، وحشد المستشارين في الدولة ، وحشود مؤسسات المجتمع المدني.بين كل هؤلاء يجب ان يجد المجلس مساحة طبيعية له.والا سيكون مصيره الذوبان على صفيح ساخن.

دون مبالغات.اخطر مايواجهه الاردن اليوم: هو التداعيات الاجتماعية للمشكلة الاقتصادية.قطعة النسيج الواقعة على كومة من الشوك.يكاد يكون مستحيلا انتزاعها دون ان تنزف اليد.او تتقطع اوصال النسيج.لاتعرف من اين يبدأ الحل ولااين ينتهي.فقد اصبحنا امام مشاكل كبرى.ابرز ادلتها ان المديونية الداخلية والخارجية وصلت الى عشرة مليارات دينار.الدين الداخلي زاد اربعة مليارات دينار في خمس سنوات.تباطؤ الاقتصاد العالمي لم يترك الدول الثرية في حالها ، فكيف بحالة الاردن.التغيرات الاجتماعية كاسحة.ليس ادل على ذلك من رؤية الصبايا وهن يعدن من وظائفهن الساعة التاسعة والعاشرة ليلا ، يقفن على الطرقات من اجل تاكسي.يقول لك المشهد ان قلة المال والفقر والحاجة مع ثقافة اثارة للغرائز والاستهلاك والتطلبات.كلها كسرت المحرمات.والبلد يسير نحو صورة جديدة.شكل جديد.يصبح فيه ارسال البنات الى خارج الاردن للعمل.امرا عاديا.فالمهم هو الدولارات.

لايحتاج المجلس الاجتماعي الاقتصادي الى واعظين.انما المشكلة بحق باتت اكبر من الحكومات ومن النواب ومن المجالس واللجان.قلة المال ستترك اثارا حادة على الناس.ونسمع يوميا عن جرائم ومشاكل تطرق بيتنا الآمن لاول مرة.

قد يأتي يوم نتمنى فيه ان نبقى على مانحن فيه.

mtair@addustour.com.jo