عمان سوسنة يا حظ ناظرها

في حفل إشهار المبادرة الأردنية للبناء (زمزم) يوم السبت في الخامس من تشرين الأول، كانت كلمة الشباب مؤثرة، تثير المدامع؛ عندما قال شاعرهم الدكتور محمد حسن الذنيبات:
عمان سوسنة يا حظ ناظرها والقدس زنبقة والكل يهواها
هذي مرابعنا والله يحرسها يا قصر عمر الذي ظلما تحداها
شباب زمزم أبلوا بلاءً حسناً في الإعداد والتنظيم والإخراج، لهذه التظاهرة الناجحة والرائعة، التي حضرها عدد كبير من الشخصيات الوطنية، ومن رجال الفكر والسياسة والإعلام، وعدد وافر من شباب الجامعات، وعدد من الضيوف من مختلف محافظات المملكة.
لقد نجحت المبادرة في استقطاب شهادات عديدة متنوعة ومختلفة، من طيف سياسي واسع ممتد على الساحة الأردنية، حيث وجد فيها دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة فرصة ثمينة في هذه المرحلة، من أجل التقدم إلى الأمام، من خلال هذا الطرح المقبول والجهد المأمول مستقبلاً.
الدكتور محمد خير مامسر الأكاديمي والتربوي الذي قضى ردحاً طويلاً من عمره في التعامل مع الأوساط الشبابية والطلابية حيث يقول: لقد أعادت لي المبادرة شيئاً من الروح والانتعاش، بعد أن أعلنت اعتزال العمل السياسي، في ظل الإحباط والتراجع المريع الذي تعيشه المنطقة كلها، فيما رأى العين المهندس سمير الحباشنة في المبادرة خطوة إبداعية بحق للخروج من عالم «الصَّدف» المغلق، والإسهام في كسر حالة الجمود والانغلاق التي تعاني منها الأطر السياسية التقليدية التي أوغلت في التمترس والخندقة، والتحول إلى طوائف منعزلة.
النائب مصطفى العماوي يقول: عندما يكون الوطن في خطر، يقتضي على العقلاء أن يتداعوا من أجل تشكيل جبهة وطنية عريضة، تتوافق على المصلحة العليا للبلاد، وتسير بها نحو بر الأمان، أما النائب جميل النمري فقد قدم مداخلة سياسية عميقة تستحق الاهتمام والتقدير، حيث ربط بينها وبين مبادرة الملكية الدستورية ،التي نالها الظلم وسوء الفهم، قبل مجيء الربيع العربي، حيث شكلت تحولاً جذرياً في خطاب الحركة الإسلامية، عندما انتقلت من الخطاب السياسي الأيدولوجي العام، إلى خطاب سياسي مدني واقعي ومحدد، يتبنى أطروحة تطوير النظام السياسي بشكل توافقي سلمي متدرج.
أما الشهادة الأخرى فكانت من المهندس عبدالله غوشة، ابن العائلة المقدسية المعروفة، التي شكلت لفتة جميلة نحو معاني المبادرة الفلسفية العميقة، وهذا هو شأن كمال العواملة الذي عبر عن رؤية شريحة واسعة من الاقتصاديين ورجال الأعمال، حول ضرورة توافق لمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر العمل المشترك القادر على الإنجاز المبدع والإنتاج الوفير.
إن مبادرة (زمزم) تشكل ومضة مضيئة في مرحلة مدلهمة من مراحل الليل العربي الطويل، الذي يحتاج إلى ومضات كثيرة وعديدة لتبديد قطع الظلام المتكاتفة في طريق الأجيال، ومواجهة العوائق التي تحول دون النهوض والإصلاح الوطني الشامل، حيث ترى أن الأولوية تكمن في امتلاك المجتمعات العربية القدرة على مواجهة خطر الانقسام والتشظي، المفضي إلى اغراق المنطقة في حرب داخليّة مدمّرة، وتشغل الجيوش والشعوب العربية في صراع لا نهاية له، ولا ثمرة سوى الاقتراب من مربع الهزيمة والهلاك.
( الدستور 6-10-2013 )