تضامن : تمكين المعلمات مادياً وتدريباً وتحفيزاً والمساواة في الأجور

المدينة نيوز:- أصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بياناً وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :
إحتفل العالم يوم أمس باليوم العالمي للمعلمين لعام 2013 الذي يصادف الـ 5 من تشرين الأول/أكتوبرمن كل عام تحت شعار "نداء من أجل المعلمين" ، وشاركت دول العالم بما فيها الأردن بهذه الإحتفالات ، كما إحتفلت به اليونسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" مع منظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والإتحاد الدولي للمعلمين.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن الإحتفال بهذا اليوم يشمل المعلمين والمعلمات على حد سواء ، ولأهمية الدور الذي يقومون / يقمن به من أجل الإنتفاع بالتعليم وضمان الإنصاف والجودة في القطاع التعليمي ، فإن النداء الذي سيوجَّه من أجل المعلمين / المعلمات هو نداء لتوفير التعليم الجيد للجميع ، الذي من شأنه فتح الآفاق ويوسع الآمال بظروف عيش ومستقبل أفضلين ، كما أن الإهتمام بالمعلمين والمعلمات وتوفير ظروف عمل مناسبة ولائقة لهم / لهن ، وتوفير الأوادت والوسائل التدريبية والتنشيطية والتحفيزية من شأنها خلق جيل من المعلمين والمعلمات يعمل على ترسيخ مبادئ تنمية المجتمعات المحلية والتنمية المستدامة بشكل عام.
وتؤكد اليونسكو على حقيقة تدهور الأوضاع المتعلقة بالتعليم في العديد من مناطق ودول العالم ، إبتداءاً من الإحجام من قبل الأفراد للعمل كمعلمين ومعلمات وما نتج عنه من نقص حاد في أعداد المعلمين والمعلمات ، ومروراً بتوفر معلمين ومعلمات لديهم / لديهن القدرة والكفاءة والمهارة والتدريب ، وإنتهاءاً بالرواتب والحوافز المالية المتدنية وتراجع مكانتهم / مكانتهن في المجتمع.
وبلغة الأرقام فإنه يتعين إستحداث 1.58 مليون وظيفة جديدة لتعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015 ، ويجب توظيف 3.66 مليون معلّم / معلمة ليحلوا محل المعلمين / المعلمات الذين / اللاتي سيتركون / سيتركن الوظائف بحلول عام 2015 ، ويتوجب توظيف 5.24 مليون معلّم / معلمة بحلول عام 2015. ويبلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم ممن هم في سن التعليم الابتدائي 57 مليون طفل ، وتمثل الفتيات نسبة 54% من هذا العدد.
وتشير "تضامن" الى تفوق الإناث في العمل كمعلمات على الذكور المعلمين بكافة المراحل التعليمية ، ففي عام 2010 وصلت نسبة المعلمات في رياض الأطفال الى 100% وهي ذات النسبة منذ عام 2000 ، وشكلت المعلمات في المرحلة الأساسية ما نسبته 66.4% بينما المعلمون 33.6% وإرتفعت نسبتهن الى 67.1% عام 2011 مقابل 32.9% من المعلمين ، وفي المرحلة الثانوية كانت نسبة المعلمات 52% والمعلمون 48%. كما تفوقت الإناث على الذكور في إدارة المدارس بالمرحلتين الأساسية والثانوية ، فكانت نسبة المديرات بالمرحلة الأساسية 74.2% أما المدراء 25.8% ، وفي المرحلة الثانوية شكلت المديرات ما نسبته 57.6% أما المداراء 42.4% ، إلا أنه يلاحظ إنخفاض هذه النسبة عام 2011 حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم حيث إنخفضت نسبة مديرات المدارس بالمرحلة الأساسية الى 65.1% ومديرات المدارس للمرحلة الثانوية الى 57%.
وتضيف "تضامن" بأن نسبة عمل النساء والفتيات في قطاع التعليم كمعلمات ومديرات هي الأعلى بين مختلف قطاعات العمل ، إلا أن نسبة تمثيلهن في مجلس نقابة المعلمين لم تتجاوز 14.2% ، فمن بين 14 عضواً وعضوة في المجلس هنالك فقط إمرأتين ، مما يطرح السؤال مجدداً عن إشكالية وصول النساء الى مواقع صنع القرار. وبحسب إحصائيات التعليم للعام الدراسي 2011-2012 والصادرة عن وزارة والتربية والتعليم فإن عدد المعلمات وصل الى 44712 معلمة وعدد الإداريات بما فيهن مديرات المدارس وصل الى 6583 إدارية مقابل 28901 معلم و 3966 إداري.
أما في مجال التوزيع النسبي لأعضاء وعضوات الهيئات التدريسية في الجامعات ، فتشير إحصاءات عام 2010 الى إنخفاض نسبة المدرسات كلما زادت الرتبة الأكاديمية ، ففي الوقت الذي تفوقت فيه المدرسات برتبة معيد على المدرسين 53.3% ، 46.7% على التوالي ، نلاحظ تفوق المدرسين على المدرسات بباقي الرتب الأكاديمية ، وتشير النسب الى رتبة مدرس مساعد 46.9% إناث ، 53.1% ذكور ، ورتبة مدرس 45.6% إناث ، 54.4% ذكور ، ورتبة أستاذ مساعد 17.8% إناث ، 82.2% ذكور ، ورتبة أستاذ مشارك 8.2% إناث ، 91.8% ذكور.
وتؤكد "تضامن" على أن فجوة الأجور بين الجنسين لا زالت كبيرة ، وهي عبارة عن الفرق بين متوسط الأجر في الساعة للذكور والإناث نسبة الى متوسط أجر الذكر في الساعة ، حيث تشير إحصاءات عام 2010 الى أن فجوة الأجر بالدينار للحاصلين / الحاصلات على بكالوريس فأعلى كانت 24.8 نقطة مئوية في القطاع العام و 36.5 نقطة مئوية في القطاع الخاص ، وللحاصلين / الحاصلات على الثانوي أو دبلوم متوسط فكانت 9.4 نقطة مئوية في القطاع العام و 16.6 نقطة مئوية في القطاع الخاص.
وعلى الرغم من المكانة والأهمية التي كان يتمتع بها المعلمون والمعلمات قبل عقود ، إلا أنها تراجعت وبشكل كبير في السنوات الماضية ببعض الدول ومنها الدول العربية ، حيث تعاني هذه الفئة من تهميش وضعف بالرواتب والحوافز وتراجع في المكانة الإجتماعية وتطاول وعدم إحترام من قبل الطلبة وقلة في فرص التدريب ، في الوقت الذي لا زالت مكانتهم / مكانتهن في دول أخرى رفيعة المستوى حيث يذكر مثلاً بأن القضاة والأطباء والمهندسين الألمان طالبوا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تساوي رواتبهم برواتب المعلمين فأجابتهم قائلة: «كيف أساويكم بمن علموكم؟». كما أن لجلالة الملكة رانيا العبدالله مبادرات متميزة للإرتقاء بالتعليم في الأردن حيث أشارت خلال مشاركتها بمبادرة "التعليم أولاً" الى أن التعليم بمثابة جواز سفر للنمو الإقتصادي ، وأن توفير التعليم ليخدم أعداداً كبيرة يجب أن لا يكون على حساب النوعية فيما يقدم من تعليم فاعل ، لان مقياس النجاح ليس في أعداد الأطفال الملتحقين بالمدارس، ولكن أيضاً بما يتعلمونه.
وتقدم "تضامن" تحية إعتزاز وإكبار وإحترام لجميع المعلمين بشكل عام والمعلمات بشكل خاص ، وتدعو كافة الجهات المعنية الى تقديم التسهيلات والحوافز المادية والمعنوية ، والتدريب والتأهيل للإرتقاء بالقدرات العلمية والعملية بما يخدم العملية التعليمية ورفع مستواها لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية والنهوض بالمستقبل وتحقيق التنمية المستدامة.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني