الربيع العربي في «حلقته» الأخيرة!

تم نشره الأحد 13 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 02:12 صباحاً
الربيع العربي في «حلقته» الأخيرة!
حسين الرواشدة

هل انتهى الربيع العربي حقاَ؟ معظم المؤشرات في اللحظة الراهنة تشير الى ذلك، وكأننا فعلاً امضينا ثلاث سنوات في متابعة “مسلسل” طويل ثم فوجئنا في “الحلقة” الاخيرة ان ما شاهدناه كان مجرد “كذبة” كبيرة، صحونا بعدها واذا نحن - كما كنا - لم نتغير.. ولم نتزحزح من فوق مقاعدنا.. ثم اكتشفنا - لاحقاً - اننا “تقمصنا” الاحداث والشخصيات التي ادت أدوارها “ببراعة” وتصورنا بأنها تمثلنا فعلا، لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما.

للمقاربة والتوضيح فقط، يمكن ان نستحضر “مشهد” الميادين في مصر في يناير 2011، ونتابع بعدها تفاصيل “حلقات” المسلسل بالكامل، من حلقة تنحي مبارك، الى وصول العسكر للسلطة، ثم حلقة الانتخابات والاستفتاءات وصولا الى “اعتلاء” الاخوان منصة السلطة، وما جرى في عام “مرسي” من اشتباكات حتى 3 تموز موعد الانقلاب.. هنا انتهى المسلسل وبدأت عقارب الساعة بالعودة الى الوراء، حيث ان (100) يوم تبدو كافية لابقائنا على “منبه” الساعة التي يشير بأن “الحلم” انتهى.. وبأن الثورة انتهت بميلاد نظام لا يختلف ابدا مع النظام الذي سقط.

يمكن - ايضا - ان نستحضر المشهد السوري، فبعد كل هذه المخاضات “الشعبية” والعسكرية، جاءت “الحلقة” الاخيرة من المسلسل لتفاجئنا “بالكيماوي”، وفوجئنا بعد التهديد بالتدخل العسكري ان “النظام” نجح في “قلب” الطاولة، ونجا من “الفخ” بأعجوبة، وبالتالي عادت عقارب الساعة للوراء، واصبح “الاسد” جاهزا تماماً للترشح في الانتخابات القادمة، وطوي حديث الثورة.. ومعه الحديث عن القتلى والمشردين والحرب المستعرة، ليتصدر “تدمير” الكيماوي وفي مواجهة “الاسلام المسلح” الذي يهدد امن المنطقة.

إذن، الانظمة التي تصورنا ان الربيع العربي “اسقطها” الى غير رجعة، عادت او هي في “طور” العودة، والحرية والكرامة والديمقراطية التي استبشرنا بأنها استعيدت لم تعد الا للحظات، ثم اختفت وراء القتل والاعتقالات ودعوات الشيطنة، اما مرتكزات نجاح الثورات التي حددها بعض المختصين في هذا المجال فلم تعد قائمة: خذ مثلا حاجز الخوف هذا الذي قيل بأنه “فجر” غضب الناس، للاسف ما زال هذا الحاجز ماثلا، وان تحطم منه جزء هبت “السلطة” الجديدة لاعادة بنائه، وخذ - ايضا - “السلمية” التي قيل بأنها سر نجاح “الثورات” فقد تحولت الى “عسكرة” وعنف، وخذ ثالثا الاغلبية الشعبية، وهذه للاسف ايضا جرى تقسيمها وتخويفها ودفعها الى افتعال الصراع فيما بينها فلم تعد “الميادين” موحدة وانما تحولت الى “خنادق” متقابلة ثم لاحظ ان الجيوش التي “ساندت” الثورات في المرحلة الاولى تحولت انظارها لمعاقبة “الشعوب” والتمهيد لتلميع نفسها من اجل “البقاء” في السلطة.. او انتزاعها من جديد.

ماذا بقي للربيع العربي اذن؟ في الداخل يبدو هذا “الربيع” محاصراً من كل اتجاه، فقد تحالف ضده “العسكر” مع الاعلام مع البزنس مع بقايا الانظمة السابقة وفلولها، وفي الخارج تتربص به مصالح الدول التي ما تزال تحشد كل امكانياتها “لاجهاض” الحلم العربي، وفي مقدمتها بالطبع اسرائيل، لكن ثمة عاملان اثنان ما زالا قيد الرهان لاستمرار هذا الربيع: أحدهما: الشعوب التي استيقظ منها مارد الغضب قبل ثلاث سنوات، ولم تستسلم بعد رغم كونها تحاولات الاخضاع والاسكات، والآخر الظرف الموضوعي الذي رافق اجهاض هذه التحولات، واعاد عقارب الساعة للوراء، وهو - كنا - كفيل بدفع الناس الى “يقظة” جديدة، او جولة اخرى من جولات الغضب، خاصة بعد هذا الثمن الكبير الذي دفعته الشعوب للتغيير، والنتيجة التي صدمت بها بعد انكشاف المستور!

( الدستور 13-10-2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات