«مدوّنة سلوك» للاستخدام الأمثل للهاتف الذكي

تم نشره الأحد 13 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:05 مساءً
«مدوّنة سلوك» للاستخدام الأمثل للهاتف الذكي
انشغال المستخدم بالتصوير عبر هاتفه يقلل من متعة اللحظات التي يعيشها

المدينة نيوز- بحلول نهاية العام الجاري سيصل عدد اشتراكات الهاتف المحمول في العالم إلى 6.8 مليارات اشتراك، وهو رقم قريب للغاية من تعداد البشر الذي يصل إلى 7.1 مليارات شخص، وفقاً لأحدث تقارير «الاتحاد الدولي للاتصالات»، أما عن الوقت الذي نمضيه مع هواتفنا، والمكانة التي تشغلها في حياتنا، فيمكن أن نجد الإجابة في مواقف عدة تحدث معنا ومع المحيطين بنا، مثل عدد المرات في اليوم أو في الساعة الواحدة التي تمتد فيها أيدينا ــ في حركة لا يسبقها كثير من التفكير ــ بحثاً عن الهاتف، وكذلك عندما تكون شاشة الهاتف هي آخر ما نراه قبل النوم، وأول ما ننظر إليه بعد الاستيقاظ.

وكان الارتباط المبالغ فيه بالهاتف هو ما دفع هيئات سياحية في مدينة صن شاين كوست في ولاية كوينزلاند الأسترالية الشهر الماضي للإعلان عن مناطق خالية من الهاتف المحمول، ضمن حملة لحث السائحين وزائري المدينة، المطلة على المحيط الهادئ، على ترك هواتفهم الذكية وحواسيبهم اللوحية في الفنادق، بحيث لا تطغى على أوقات الاسترخاء والاستمتاع مع الأسرة والأصدقاء، واكتشاف الأماكن الجديدة.

وتعاونت الحملة مع الكاتب والمؤلف البريطاني المتخصص في التكنولوجيا والثقافة الرقمية، توم شاتفيلد، لإعداد «مدونة سلوك» تتضمن سبع قواعد أساسية تساعد على الوصول إلى ما وصفه باستخدام أذكى للهاتف الذكي، وتركز القواعد على الاستمتاع باللحظات الراهنة قبل مشاركتها، واستشعار المشهد وتسجيله بمختلف الحواس قبل التقاط الصور ونشرها، إضافة إلى التجول الحر، خصوصاً في الوجهات الجديدة، والتمتع باللقاءات المباشرة، وبنوم مستقر من دون النظر إلى الهاتف المحمول.

وعلى الرغم من أن المدونة وُضعت في الأصل لمساعدة السائحين، إلا أن ما تتضمنه يمس الحياة اليومية لكثيرين حول العالم؛ فليس من قبيل المبالغة الحديث عن أهمية إدارة علاقتنا بالهاتف بما يعود علينا بالنفع، ويبقى الهاتف كابتكار رائع للتواصل والعمل والتنمية والتعلم، وفي الوقت نفسه لا يطغى الهاتف وجاذبيته على التجارب الأخرى أو العلاقات الإنسانية.

وأشار شاتفيلد في مقال تناول فيه قواعد استخدام الهاتف المحمول، نشره في موقع «بي بي سي»، إلى حاجتنا إلى آداب جديدة تلائم هذا العصر، فالمفاهيم القائمة حالياً حول السلوكيات المقبولة تتأخر بسنوات، إن لم تكن عقوداً، عن الأدوات التي نعتمد عليها في حياتنا المعاصرة. وتبدأ «مدونة سلوك استخدام الهواتف المحمولة» بالحث على الاستمتاع بالوقت والاندماج في الحديث المباشر مع الآخرين، قبل الحديث عن ذلك عبر الرسائل النصية والإلكترونية وتغريدات «تويتر»، التي يمكن تأجيلها إلى وقت لاحق. ويقترح شاتفيلد ترك الهاتف إلى جوار السرير في الصباح، أو استخدام «وضع الطائرة » ساعات عدة، ويشير إلى محاولة أكثر تطرفاً لمقاومة استخدام الأجهزة الإلكترونية، فالباحث المختص بدراسة الآثار الاجتماعية والسياسية للتكنولوجيا، يفجيني موروزوف، يضع أجهزته الرقمية في خزانة لا تفتح إلا بعد مرور فترة من الوقت؛ كي يمنع نفسه من محاولة فتحها قبل مرور الوقت المحدد.

وتدعو القاعدة الثالثة إلى التخلي عن التخطيط البالغ الدقة أثناء السفر لبعض الوقت؛ لترك مساحة للتجول الحر من دون التقيد بالخرائط وترشيحات مواقع المراجعات لمعالم سياحية أو مطاعم، وبذلك لا يفتقد المسافر متعة اكتشاف الأماكن، وأحياناً يساعده التجول على اكتشاف جوانب جديدة في شخصيته من خلال التحدث مع أشخاص جدد وليس شاشة الهاتف.

وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى تطبيق مثل «Serendipitor» المتاح لنظام «iOS»، الذي يقترح طرقاً بديلة وعفوية للذهاب من مكان إلى آخر بدلاً من التوجيهات الثابتة، ويمكن للمستخدم التحكم في تعقد المسار بحسب الوقت المتاح لديه، ما يتيح له اكتشاف المكان بصورة أفضل.

وتخص القاعدتان الرابعة والخامسة أحد أهم استخدامات الهواتف الذكية، وهي التقاط الصور، فربما دفعت سهولة التصوير بواسطة كاميرا الهاتف إلى السعي لتصوير كثير من الأحداث، وربما أسهمت في جعل البعض يعتبر أن التقاط صورة مميزة لإحدى اللحظات أو الأحداث الشخصية ونشرها على الإنترنت يفوق أهمية الاستمتاع بها.

لذا يرى شاتفيلد أن عيش الحياة من خلال العدسة يمكن أن يفسد علينا الأشياء التي نرغب في حفظها، وينصح بتأمل المشهد والوقت قبل التقاط الصور؛ فأهمية الصور تنبع من حفظها للتجربة المميزة التي مرت بالشخص في تلك الفترة.

وتبعاً لما سبق، تشير القاعدة الخامسة إلى تذوق المشهد المحيط بجميع الحواس، والشعور بالأصوات والهواء والروائح قبل التقاط الصورة ومشاركتها، وبذلك يبقى الإنسان كائناً مميزاً بعيداً عن الآلية، ولا ينسى بعض الحواس التي تتجاهلها معظم التقنيات الرقمية، كحاستيّ التذوق والشم، ويظل مقدراً لقيمة ما يدركه بجميع حواسه، وليس فقط ما يمكن للشاشات أن ترصده وتنقله.

ونظراً إلى أن استخدام الهواتف يُفسد أحياناً الوقت المخصص لتناول الطعام مع الآخرين، وكذلك وقت النوم، تشير القاعدة السادسة إلى أهمية إبعاد الهواتف المحمولة عن طاولات الطعام، إذ انتهت دراسات حديثة إلى أن وضع الأشخاص هواتفهم أمامهم أثناء الحديث المباشر مع الآخرين، وإن لم يستخدموها، يُقلل من التفاهم وفرص إتمام حوارات جيدة. أما القاعدة السابعة فتنصح بأهمية إبعاد الهاتف وقت النوم للحصول على نوم صحي ومستقر؛ فشاشات الأجهزة الإلكترونية تصدر إضاءة باللون الأزرق، وهو ما يرتبط لدى المخ البشري بضوء النهار، ما يؤدي إلى اضطراب الساعة الحيوية للجسم، كما تُسهم مواصلة استخدام الألعاب وكتابة الرسائل والتغريدات في زيادة تشتيت الانتباه، إضافة إلى أثر ذلك في تشويش الذهن عن الانطلاق في التفكير بحرية.

ويؤكد شاتفيلد أن القواعد السبع لا تعالج جميع المشكلات المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول، وإن كانت تُسهِم في التوعية بالعادات المتأصلة لدينا، وفي إحداث تغييرات بسيطة وتدريجية في السلوك، ويرى أن بذل الجهد لتغيير علاقتنا مع الهاتف يمكن أن يساعدنا على استعادة السيطرة على أوقاتنا وانتباهنا وعلاقتنا مع الآخرين، مضيفاً أن «مدونة السلوك» لا تعني أن التكنولوجيا أمر سيئ، أو مضر، لكنها تشير إلى حاجتنا إلى أن نصبح ذواقة للتكنولوجيا، ونتعلم كيفية انتقاء واختيار أسلوب استخدامنا لها.

" الامارات اليوم " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات