بعد التسعة جاء دور الأسرى...

تم نشره الثلاثاء 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 01:20 صباحاً
بعد التسعة جاء دور الأسرى...
علي حماده

نبدأ بعودة المخطوفين اللبنانيين التسعة، ونقول إنه خبر سعيد لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم. فأرواحهم غالية علينا، أكانوا يؤيدون ويحتضنون قتلة رفيق الحريري ووسام الحسن وجبران تويني وبيار الجميل والآخرين أم لا. وسلامتهم من سلامة كل لبناني مهما جرى استغلال قضيتهم في الإطار السياسي أو في أي إطار آخر هدفه خدمة تورط "حزب الله" في الدماء السورية، أو تدعيم مزاج يميل للجوء الى كل ما هو خارج القانون والشرعية ومنطق الدولة والعيش المشترك. وفي كل الأحوال، نهنئ العائدين مهما كانت ميولهم السياسية، ونذكّرهم بأن أحداً في لبنان الاستقلالي لم يقم بتوزيع البقلاوة يوم خطفوا، والأهم أن أساس المشكلة يكمن في تورّط "حزب الله" الذي شكروا أمينه العام أكثر مما شكروا رئيس الجمهورية، ورفعوا علم حزبه بالمئات، فيما رفعت بضعة أعلام لبنانية بداعي الحياء لا أكثر... ونودّ أن نذكّر البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" والتي تبرر له كل ارتكاباته، لا بل انها تقدّس هذه الارتكابات والأعمال الرهيبة مثلما تغطي تقديس الحزب لقتلة شهداء لبنان الاستقلاليين، ان التفجيرات التي طالت الضاحية لم تأت إلا بعدما غرق الحزب في دماء السوريين. فقبل تورّطه في سوريا وتوريطه لبنان عموماً وبيئته خصوصاً، لم تكن ثمة تهديدات بعمليات تفجير قائمة. وحدها عمليات الاغتيال والخطف (جوزف صادر مثلاً) والغزو الأهلي، والتعدّي على ملكيات خاصة وعامة كانت قائمة على قدم وساق في اتجاه واحد واضح للعيان.

هنا نذكّر المراجع الرسمية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأن "حزب الله" يحتفظ بمخطوف اسمه جوزف صادر ينبغي العمل جدياً لإطلاقه، وعدم ترك الأمور الى حد يصل فيه الناس الى اليأس التام من دولة لا تتحرّك إلا خدمة لمن يتطاول عليهم، ولا تهتم إلا بمصير من يستسهل "رفسها" عند كل مناسبة. لماذا رئيس الجمهورية؟ لأنه الوحيد الجدير على أن يؤتمن من بين الرؤساء الثلاثة للقيام بعمل يخدم لبنان لا الحالات المافيوية المستحكمة به راهناً.

أطلق المخطوفون اللبنانيون وبقي كل لبنان مخطوفاً من "حزب الله" الى أجل غير مسمى، وبقي أكثر من 600 لبناني ولبنانية أسرى في سجون النظام في سوريا، لا يعرف أهاليهم ما حل بهم الى الآن. فهل للدولة اللبنانية التي "انفتق" بعض أهلها في التباري في ما بينهم من أجل التسعة أن يفعلوا شيئاً من أجل الأسرى في سوريا؟

إن المرجعيات الرسمية مطالبة بتحرّك جدي، وربما ليس أمام أهالي الأسرى إلا أن يقوموا بتحرّك ضاغط شبيه بتحرّك أهالي التسعة، ضد مصالح النظام في لبنان وصولاً الى التضييق والطرد. ومعروف أن بعض أركان النظام وعائلاتهم ومنسوبيه من رجال أعمال وغيرهم يسرحون ويمرحون في مقاهي العاصمة ومطاعمها وملاهيها، بمن فيهم زوجات بعض كبار الجزارين.

( النهار اللبنانية 2013-10-22 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات