سياحـــــــــــــة
كتبت وزيرة السياحة مقالا امس تحت عنوان: ''لنعمل معا لجعل السياحة مصدر دعم حقيقي للمجتمعات المحلية.. بصراحة.. أنا لا أريد ان اعمل معكم .. (كل واحد ويعمل اللي بريحه).
استغربت من المقال.. فالوزيرة لم تتحدث عن السياحة الداخلية أبدا علما بأنها تشكل نسبة عالية من مدخولات الفنادق والمنتجعات وما شابهها من مرافق سياحية.. ولكنها تحدثت عن العالم وأكدت أن عدد السياح في العام الماضي وصل إلى (922) مليون سائح على مستوى العالم.
أكدت الوزيرة أيضا أن وزارتها ستركز على (3) محاور.. وأنا في مقالي سألعب على (4) محاور.. هجوم، ظهير ايمن، ظهير ايسر، دفاع.
لدي سؤال لماذا عبر (120) ألف أردني الحدود إلى سورية لقضاء اجازة العيد وخلال (4) أيام فقط، اجزم ان محاور الوزيرة ليست هي السبب.. ولكن لانك كأردني اذا اردت ان تمضي ليلة في فندق (5) نجوم بدمشق ربما ستدفع على أكبر تعديل (50) دولارا لليلة.. وإذا اردت ان تذهب للعقبة لقضاء ليلة واحدة، فستكلفك أجرة الفندق لتلك الليلة ما يعادل ثمن رحلة إلى سورية مدتها (5) أيام (ماكل، شارب، نايم).
مسكينة هي المجتمعات المحلية فوزارة الاشغال تريد تحسين شبكات الطرق بينها ووزيرة البيئة تصر على انشاء شبكة امان اجتماعي للمجتمعات المحلية، ووزارة البيئة تريد نشر التوعية البيئية في المجتمعات المحلية.. واليوم لحظة كتابة المقالة تطل وزيرة السياحة علينا بمحاور تؤكد فيها رغبتها بدعم المجتمعات المحلية.. يبدو ان المجتمعات المحلية صارت مادة خصبة لأخبار الجرائد، والكلمات التي تلقى في الفنادق الفخمة، وأحيانا الثرثرة.
في بداية المقالة تورد الوزيرة أرقاما غريبة وهي.. الدخل السياحي العالمي ارتفع إلى (944) مليارا، والسياحة ساهمت في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار (15%)، ووفرت (200) مليون فرصة عمل او ما يعادل (11%) من القوى العاملة في العالم، بينما بلغت حصته (5ر7%) من الاستثمار العالمي و(6ر9%) من اجمالي الانفاق العالمي.. لاحظوا انها ارقام عالمية، ولا يوجد أي رقم خاص بالأردن.
أعيد السؤال إلى الوزيرة: لماذا يذهب الأردني إلى (شرم الشيخ) ودمشق وتركيا ويعزف عن البتراء والعقبة، كنا نتوقع أن تقدم لنا اجابة عن أسئلة كهذه وليس أرقاما عالمية تتعلق بالسياحة.
اتركوا كل ما قلته واعتبروه هباء، سؤالي كان: لماذا لا يتحدثون معنا على الأقل نحن نملك خبرة وسنكتب لهم بشكل أفضل مما يكتب غيرنا.