مدرسة النشامى!

النتيجة السلبية التي خرج عليها لقاء الاردن والاورجواي في ذهاب ملحق الوصول الى مونديال البرازيل2014، لا يمكن أن تقلل من حجم العمل الذي يقوم به الأمير علي ابن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم الذي تمكن في وضع العديد من الأسس لكرة قدم ومؤسسة كروية لا تعتمد على القرارات المفاجأة أو العشوائية، وتفوقت على مؤسسات كروية آسيوية اخرى، لم تتمكن في الوصول الى ما حققته الأردن خلال فترة وجيزة رغم الفارق الكبير على مستوى الانفاق غير المقنن أو المدروس.!
أعتقد ان وصول المنتخب الاردني لمواجهة الأورجواي سادس التصنيف على مستوى منتخبات العالم، هو الانجاز في حد ذاته ويعبر عن قيمة العمل والمستوى العالي من الفكر الذي ينتهجه قائد السرب الكروي الاردني، بعد الأخذ في الاعتبار الظروف الصعبة التي تعيشها الكرة الاردنية، والمتمثله في قلة الدعم، والضعف في البنية التحتية على مستوى الملاعب والامكانات، ومع ذلك كان للأردن حضور ايجابي أكثر بكثير من عدد من المنتخبات العربية والخليجية التي كان التسابق حاضرًا بينها لاتخاذ العديد من القرارات الغريبة والغير مدروسة.
إنّ مارافق سياسة الأمير علي بن الحسين في السنوات الفائتة التي تولى فيها الاشراف على كرة القدم الاردنية منذ العام 1999، لم يكن أكثر من الاعتماد على عنصرا الهدوء والاستقرار والتي حاول من خلالهما رئيس اتحاد الكرة في تعويض العديد من الجوانب الأخرى والتي كان يمكن أن تلقي بظلالها على مستقبل أي مؤسسة كروية في العالم، وهنا أقصد أن حالة الهدوء التي يعتمد عليها في اتخاذ قرارات الاتحاد المفصلية دون التأثر بما يمكن أن يرافق المناسبات والمنافسات من ردود فعل وإثارة، كانت ولا تزال من السمات الايجابية التي قدمت الأردن في صورة مختلفة، وهي نفسها التي تضررت منها منتخبات كثيرة واتحادات لم تحسن التعامل بهدوء ودقة في اتخاذ ما يتناسب من قرارات لها من التأثيرات المفصلية الجوانب الكثيرة.
أكثر ما ركز الامير علي بن الحسين في عدم التنازل عنه، هي حالة الاستقرار الطويلة في الاجهزة الفنية والادارية سعيا في ضمان بيئة ذات خبرة متزنة وهادئة، وهي بعنصر أساسي ومؤثر لا يحتاج الى الموازنات الضخمة، أكثر ما يكون في حاجة اليه من قناعات راسخة وثوابت مفادها أنّ الاستبدال المستمر في الأجهزة الفنية والادارية، لا يمكن أن يخلف الجديد أو التحسن في المخرجات العامة، أكثر مما تفرزه تلك العملية من عدم تركيز وتشتت في القناعات والأفكار، لتجد المؤسسة الكروية نفسها تائهة بين مجموعة من التجارب لا تعرف ما يمكن أن تقف عليه من محطات لها أن تقود للنجاح.!
أعتقد أن التجربة الاردنية التي قدمت كرة للنشامى يتابعها العالم بأسرة في ملحق المونديال، بحاجة ماسة أن يقف الجميع معها، للخروج منها بالعديد من الأمثلة والعبر والتي لا أرى أنها ستبتعد عن التأكيد على أن الكرة الخليجية والعربية اصبحت بحاجة ماسة الى الاستقرار والدقة في اتخاذ القرارات المفصلية.!
( الأيام البحرينية 2013-11-15 )