كيف لا تتقاعد؟
يمثل التقاعد مرحلة هامة من مراحل الحياة، وليس من الضروري أن تكون هذه المرحلة خريف الحياة أو سن اليأس، ولكن لا بد للموظف والعامل من خطة مسبقة لتقاعده، وإلا فإنه قد يقـع في موقف محرج عندما لا يكفيه راتب التقاعد، ولا يسمح عمره بايجاد عمل جديد.
في المقام الأول، على العامل أن يقرر سلفاً تاريخ تقاعده إذا لم يكن عمر التقاعد مقررأً سلفاً وملزمأً كما في حالة موظف الحكومة، وفي هذا المجال يعتقد أن 35 من العاملين يسـتهدفون التقاعد عند سن 60، 34% عند سن 60 إلى 64، 23% عند سن 65-69، و8% عند سن 70 فما فوق، وهناك بطبيعة الحال من يرفضون فكرة التقاعد ويصرون على الاستمرار في العمل ما داموا أحياء.
في هذا المجال يستحسن أن لا يتقاعد العامل أو رجل الاعمال إلا عندما يصبح عاجزاً عن العمل أو يصاب بمرض أو إعاقة أو يلحقه الزهايمر، فالتقاعد يقصر العمر، ويشعر المتقاعد أنه أصبح عالة وأن أحدأً لا يحتاجه، وما قد يتبع ذلك من اكتئاب.
ويعتقد أن المتقاعدين في الأردن يعيشون في المتوسط 10-14 سنة بعد التقاعد. ولعل مؤسسة الضمان الاجتماعي تحسب هذا المتوسط لأهميته.
السؤال الآن كيف يكون الجانب المالي من حياة المتقاعد؟ يخطئ من يظن أنه يستطيع مواصلة حياته على نفس المستوى اعتماداً على راتب التقاعد، فالراتب التقاعدي لن يزيد عن 50-75% من راتب العمل، كما أن قوته الشرائية تتآكل من شهر إلى آخر.
يجب أن يكون مفهومأً أن راتب التقاعد لا يقصد به أن يكون كافياً وحده ليعتمد عليه المقتاعد في معيشته بعد التقاعد، خاصة إذا كان رب عائلة كبيرة، فهو مجرد دعم لرفد الدخل الثابت الذي يجب أن يكون مؤمنأً من مصدر آخر تم ادخاره أو استثماره في سنوات العمل والإنتاج. هذا الاستثمار الذي يدر دخلاً قد يكون شقة للإيجار، أو أسهمأً في شركات راسخة للاستفادة من الأرباح، أو وديعة في البنك للاستفادة من فوائدها، أو سيارة أجرة، وهناك من يستثمر بقطعة أرض لبيعها بسعر مجدٍ عند الحاجة.
يستحق الذكر أن الراتب التقاعدي لكاتب هذا العمود من الضمان الاجتماعي وصل بعد كل الزيادات والمكرمات التي منحت خلال العشرين سنة الماضية إلى 327 ديناراً في الشهر، وهي لا تكفي لتسديد فواتير الكهرباء والماء، ناهيك عن بنزين السيارة.
( الرأي 2013-11-15 )
