تغيير الحكومات.. نعمة أم نقمة؟

تم نشره الإثنين 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 01:46 صباحاً
تغيير الحكومات.. نعمة أم نقمة؟
د. فهد الفانك

بعد حكومات زيد الرفاعي ومضر بدران أصبحت الحكومات الأردنية تتغير بسرعة، ويتداول على الدوار الرابع رئيس بعد آخر. وباستثناء عبد الكريم الكباريتي وعبد الرؤوف الروابدة، كان معظم الرؤساء من العيار الخفيف.

كثيرون اعتبروا سرعة تغيير الحكومات نقطة ضعف تحول دون استقرار السياسات المطبقة لتحقيق الأهداف. ولكن العكس قد يكون صحيحأً، ذلك أن الاستقرار السياسي مضمون من كـون تغيير الحكومات ليس أكثر من تعديلات وزارية، لا ينشأ عنها انقلابات ومفاجآت في السياسات العامة المطبقة.

الأصل أن الوزير الجديد يأتي وفي ذهنه مشروع، والمفروض أنه صاحب رأي وخبرة، ولديه أفكار وحلول، في حين أن الوزير السابق يكون قد استنفد أغراضه، وانتهت صلاحيته، وأصبح يتعايش مع المشكلات والعيوب ويعتبرها أموراً طبيعية أو قدراً محتومأً وبالتالي يصعب عليه تغير الأوضاع المستقرة التي ربما يكون قد أسهم في صنع بعضها، مما يدفعه لتبريرها والدفاع عنها في جميع الحالات.

التغيير المطلوب لا يمكن أن يقوم به من كان جزءاً من الواقع المطلوب تغييره، لأن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بالخطأ، أما الوزير الجديد فالواقع الذي يجده أمامه ليس غالياً عليه ويجد نفسه على استعداد بل رغبة في تغييره إذا توفر لديه البديل الأفضل.

ليس غريباً والحالة هذه أن تعالج الحكومات المتعاقبة القضايا الأساسية بقوانين متغيرة، فنحن نشهد قانونأً للمطبوعات بعد آخر، وقانونأً لضريبة الدخل بعد آخر، وكذلك القوانين المنظمة للعلاقة بين المالك والمستأجر، وبين المتقاعد ومؤسسة الضمان الاجتماعي وهي قوانين تتغير بتغير الحكومات.

إلغاء عدد من المؤسسات الفائضة عن الحاجة مثلاً ما كان ليقوم به رئيس وزراء سابق تعايش مع هذه المؤسسات وربما أسس واحدة أو أكثر منها، ويعز عليه أن يشطب إحداها حتى لو انتهى مفعولها منذ زمن طويل.

يبقى أن الرأي العام الأردني ملول، يتعب بسرعة من اية حكومة تعيش أكثر من سنة، وتشاركه الملل والتذمر الطبقة السياسية، وإن لسبب مختلف هو انتظار دورها في دولاب الحكومات!.

مع ذلك فإننا مقبلون الآن على تجربة جديدة. وما لم تحدث مفاجأة فإن حكومة الدكتور عبد الله النسور مرشحة للبقاء عدة سنوات هي عمر البرلمان الحالي، ولذلك فلا أقل من إجراء تعديلات كبيرة في المناصب الوزارية من وقت آخر، وهو ما لم يقصّـر الرئيس في إجرائه.

( الرأي الأردنية 2013-11-18 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات