بقفزة واحدة للمستقبل المأمول!
يعيد الينا مشهد وضع حجر الاساس لمصنع حامض الفوسفوريك في جنوب المملكة، وهج تعاون فقراء العالم الاردنيين والهنود في صناعة متقدمة، يتم فيها استثمار 625 مليون دولار في مصنعين كبيرين الاول مصنع حامض الكبريت ومصنع لحامض الفوسفوريك، وهي صناعات شريكها الرئيسي مناجم الفوسفات الاردنية التي تشكل المادة الخام الرئيسية لصناعات عظيمة مماثلة شارك فيها اليابانيون والهنود وغيرهم.. مما يمكن اعتباره جاذبا عظيما للاستثمار المشترك.
شركاؤنا الهنود هم خمسون مليون فلاح في جمعيات تعاونية زراعية، يدرسون السوق العالمي ويبحثون عن اسمدة لزراعاتهم فيلتقون بالاردن الفاتح ذراعيه لهذا النمط من التعاون الدولي، ويتم التصنيع المشترك على ارض الاردن!!.
إن مستقبل الصناعة في بلدنا يقوم على صناعة ما نملكه من المواد الخام وابرزها الفوسفات والبوتاس. فهناك سوق عالمية للمنتجات الكيماوية والاسمدة. وهناك رؤوس اموال متوفرة لدى الفقراء - والهند كما الاردن لم تعد فقيرة بالمعنى التقليدي - وأسواق واسعة في مجال الزراعة المتطورة!!.
ولعل جولة جلالة الملك بعد افتتاح مصنع حامض الفوسفوريك، وتلقي هدية رمزية هي كعكة صفراء من المنتج المخبري لشركة الفوسفات، والكعكة الصفراء هي الوقود النووي الاثمن في تطلعنا لانتاج اليورانيوم واستهلاكه في مفاعلاتنا النووية المقبلة لانتاج طاقة نظيفة رخيصة.. لعل جولة جلالته هي التي قادته الى موقع مشروع الشركة الاردنية - الفرنسية لتعدين اليورانيوم، حيث شاهد على ارض الواقع تطورات العمل في مشروع شركة اريفا الفرنسية، والانجازات التي تحققت في عملية استكشاف هذا المعدن. فكل الدلائل تشير الى ان التنقيب الاولي كان ايجابيا ومبشرا جدا!!.
ونقول كما يقول احد علماء التحديث: لا يمكن قطع الهاوية بقفزتين.. وهاوية الفقر يحتاج قطعها الى قفزة واحدة للوصول بالأمة الى التطور والنماء والازدهار. والاردن الان يستعد للقفزة.. ولعل هذا هو الذي يربك الكثيرين الذين اعتادوا العمل بطريقة السلحلفاة، والمشي البطيء الدؤوب الخالي من المغامرة!!.
عبدالله الثاني، غير مستعد للاستمرار في المسيرة البطيئة المضمونة، طالما أن بامكاننا ان نحرق المراحل ونجازف على ارض الاردن الصلبة، وبسواعد الاردنيين القوية.
كنا نقول: الجنوب الفقير المكدود. وها هو الجنوب ارض الثروات الطبيعية يعطينا الخير.. الفوسفات والبوتاس والاسمنت والصناعات الكيماوية وميناء العقبة، ومشاريع اليورانيوم وانتاج الكهرباء النظيفة بأكثر وسائل التطور حداثة وعلما!!.
