التسوق الالكتروني وسيلة متطورة للتبادل التجاري

المدينة نيوز- " وفرت خدمة التسوق عبر الانترنت وخدمة التوصيل المنزلي عليّ الكثير من الجهد والوقت خاصة انني اعمل في القطاع الخاص وبساعات عمل طويلة لا تمكنني من المغادرة لشراء مستلزمات المنزل سيما وان زوجي يعمل خارج الوطن " وفقا لقول لمى البدري لوكالة الانباء الاردنية (بترا) .
وتضيف انها تقوم اسبوعيا بتصفح احد المواقع المتخصصة بشراء وايصال مستلزمات المنزل الغذائية وتختار ما تحتاجه وتقوم بتأكيد طلبها وتعبئة عنوان منزلها وهاتفها ليتم ايصاله الى المنزل .
وتيسر خدمة التسوق عبر الانترنت وخدمة التوصيل المنزلي وفقا لمعنيين استخدام الوسائل التقنية في إنجاز متطلبات الحياة اليومية خاصة تسوق السلع الاستهلاكية التي يحتاجها الجميع مضيفين ان هذه الخدمة المجتمعية من شأنها تحويل عمليات الشراء التقليدية إلى الوسائل التكنولوجية الحديثة في التسوق اذ ان ميزتها توفير الوقت والجهد .
مدير احدى مؤسسات خدمات التسويق محمد النصر قال ان الموقع الالكتروني للمؤسسة يتضمن سوقا إلكترونية توفر لزائر الموقع قوائم متنوعة من السلع والمنتجات الاستهلاكية مرفقة بصورة موضحة لكل منتج، ما يعمل على توفير عملية تسوق متكاملة تتميز بالراحة والسهولة .
واضاف ان اي شخص يمكنه الاتصال بالمؤسسة لشراء ما يرغب به ومن اي محل تجاري ضمن خدمة التوصيل المنزلي التي تتراوح كلفتها بين دينارين وثلاثة دنانير مشيرا الى ان فريق العمل يبقى على تواصل مع الزبون لاعلامه عن الفاتورة وتأكيدها قبل اتمام عملية الشراء .
مدير عام آخر لاحدى الشركات التي تقدم هذه الخدمة نصر شموط قال ان فكرة انشاء الشركة جاءت بهدف التخفيف من معاناة المزارعين باعطائهم السعر الذي تستحقه منتجاتهم .
واضاف ان الشركة تعتبر حلقة وصل بين المزارع والمستهلك مباشرة وتعمل في مجال بيع وتوصيل الخضار والفواكه الطازجة للمنازل، وتختص بإختيارها للأصناف الممتازة .
وبين ان الشركة توفر غالبية الخضار والفاكهة المتوفرة في السوق المحلية , وبامكان الزبون اعادة اي صنف لا يعجبه عند وصول الطلب الى منزله ويخصم سعره من الفاتورة مباشرة مضيفا ان خدمة التوصيل تكون بالمجان في حال بلوغ سقف الفاتورة اكثر من عشرة دنانير , وان مدة ايصال الطلب تتراوح بين ساعتين وخمس ساعات .
واشار الى ان الشركة تغطي مناطق عمان الغربية , وهناك العديد من العروض التي يمكن الإستفادة منها كعرض نهاية الاسبوع الذي يكون كل يوم اربعاء وعروض مجموعة الخريف بالاضافة الى توفر سلات من الفاكهة التي أصبحت معروفة ومطلوبة للعديد من المناسبات بحيث يمكن ارسالها كهدية تحتوي على مجموعة من الفاكهة المغسولة والمعقمة مبينا انه يمكن تغيير محتويات السلات بما يتناسب مع أذواق وميزانية الزبون،مع امكانية إضافة الشوكولاته، والفواكه المجففة والمكسرات والتمر أو زجاجة من عصير الفاكهة.
وقال شموط ان العديد من الزبائن من الذين كانوا يبتاعون كميات كبيرة من الخضار والفاكهة اصبحوا يبتاعون كميات قليلة وعلى مدار الاسبوع ما ساعد على عدم التبذير والتقليل من التكاليف التي يتحملها رب الاسرة مشيرا الى ان الشركة توفر ايضا المنتجات العضوية اذ يحمل كل منتج بطاقة بيان تحوي اسم المنتج والمزرعة وغيرها .
رئيس قسم علم الحاسوب في الجامعة الاردنية الدكتور وسام مبيضين قال ان الحكومة الالكترونية تدعم مثل هذه التكنولوجيا (التسوق الالكتروني ) وفي كثير من المجالات , اذ يجب توفيرها باعتبارها حقا من حقوق المواطن للتسهيل عليه في ظل الازدحامات المرورية التي تؤخر من الوصول الى اماكن التسوق وغيرها .
واشار الى الدول المتقدمة ومنها المملكة المتحدة حيث بينت اخر الاحصائيات ان خمسين بالمئة من البريطانيين يغلقون صفحة الويب(الانترنت) في حال تاخرت عملية التنزيل خلال عشر ثوان فيما ان 48 بالمئة منهم يتوقفون عن عملية التسوق لمكان ما في حال تاخر الصفحة بين ثانية الى ثانيتين الامر الذي يدل على ان حجم الخدمات المتوفرة ومدى الفعالية في تقديمها كبير جدا .
واوضح اننا في الاردن " نعاني من بطء في تقديم خدمة الانترنت من الكثير من مزودي الخدمة , والتصميم الخاطىء لصفحة الويب المتعلقة بالمتجر المتخصص للتسوق من حيث حجم الصور والمعلومات المتوفرة ما يعيق عملية التسوق الالكتروني" .
الخبير والمحلل الاقتصادي مازن مرجي قال ان السوق ليست محصورة بمنطقة جغرافية او فئة عمرية محددة بل العالم اجمع خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده في مجال الاتصال وتبادل الصفقات التي تتطلبها التجارة التي اصبحت متوفرة تحت ( كبسة زر ) .
واضاف ان العالم اصبح سوقا مفتوحة للجميع وان التجارة الالكترونية تتميز بسهولة الاتصال ووصول السلعة بشكل فوري عبر شركات نقل سريعة لاي مكان بالعالم اضافة الى وجود وسائل تقنية تساعد على لفت انتباه الشخص من خلال المواقع الالكترونية والبريد الالكتروني للاشخاص , اذ اصبح التسوق ثورة اعلانية كبيرة يمتاز بكلف محدودة وبسيطة .
وزاد مرجي ان التسوق يمتاز ايضا بسهولة تبادل السلع والخدمات للمستهلك اينما كان اضافة الى سهولة تحويل الحسابات الالكترونية بسرعة ضمن كفالات مضمونة مشيرا الى ان العالم اصبح يعرف التسوق بانه التسوق الاصغر بجودة اكثر وباقل سعر , وهو المفهوم الذي اصبح يعمل عليه اصحاب هذه الخدمة .
وعلى المستوى الوطني اشار الى ان خدمة الانترنت شائعة , اذ ان هناك اكثر من ثلاثة ملايين شخص يمتلكون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الامر الذي يشير الى ان هناك تطورا تكنولوجيا وتعاملا كبيرا مع هذه الخدمة لافتا الى ان خدمة التسوق الالكتروني محليا لا تزال محدودة خاصة في ظل غياب حماية للتعاملات الالكترونية والثقافة العامة عن هذه الخدمة وقلة الثقة بالمسوقين والرغبة العامة في التعامل المحلي المباشر في شراء السلعة .
واشار الى ان التسوق الالكتروني لا يؤثر على الحد من توفير فرص العمل لان هذا التسوق يقصد به بانه وسيلة للتواصل وتسويق السلعة فقط .
ولفت الى انه توجد هناك عدة مخاطر للتسوق الالكتروني خاصة في ظل التعامل مع المعاملات المالية الكبيرة التي يجب ان تتوفر فيها ضمانات موثوقة خاصة في ظل انتشار معاملات النصب والاحتيال والخداع .
ورأى استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعتي مؤتة والبلقاء التطبيقية الدكتور حسين محادين ان دول العالم الثالث لا زال تاثيرها بمفهوم التجارة الالكترونية محدودا اذا ما ارتبطت بالواقع الاجتماعي والاقتصادي المتسم بالبساطة والوجاهية .
واضاف ان المعاملات الاقتصادية لها مصاحبات اجتماعية تقوم على التفاعل الوجاهي (وجها لوجه ) , ولعل من مصاحبات التجارة الالكترونية من منظور - علم اجتماع التنمية - ان دول العالم الثالث اصبحت مستهدفة كأسواق استهلاكية , اذ لا نستطيع القول انها قطعت اشواطا كبيرة في هذا المجال في ظل ارتفاع مستوى الامية وانقطاع الكهرباء بين الفينة والاخرى .
واشار الدكتور محادين الى ان دول العالم الثالث تتأثر بعملية التغريب (تقليد الغرب المتقدم ) بشركاته ومؤسساته , وان ما يصلح للدول المتقدمة ليس بالضرورة ان يتماشى مع العالم الثالث الا في حال وجود عنصر بشري مؤهل ومتفاعل مع هذه الخدمة بذات درجة الدول المتقدمة .