"أطباء بلا حدود" تُطلق فيلماً عن قصص جرحى الحرب السورية

المدينة نيوز :- أطلقت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية "أطباء بلا حدود"، فيلماً عن حالة جرحى الحرب القادمين من سورية إلى الأردن بهدف العلاج.
ويعرض الشريط الوثائقي القصير (ست دقائق)، لقصص هؤلاء الجرحى للحصول على العلاج، فضلاً عن قصص أولئك الأشخاص الذين يعملون على معالجتهم.
ويُركز الشريط بشكل خاص على مشروع جراحة الإصابات البليغة الطارئة داخل مستشفى الرمثا الحكومي، والذي تُديره المنظمة بالشراكة مع وزارة الصحة الأردنية منذ افتتاحه في 29 آب الماضي، حيث جرى معالجة 140 مصابا وإجراء 309 عمليات جراحية حتى الآن.
واشار رئيس بعثة المنظمة في الأردن بول فورمان، الى تواجد فريق أطباء بلا حدود لجراحة الإصابات البليغة الطارئة في مستشفى الرمثا، مبينا انه تم اجراء مئات العمليات الجراحية.
واضاف " نتعامل مع عمليات جراحية غاية في التعقيد، إذ يحتاج العديد من المصابين لعمليات بتر احد الاطراف على الأقل، ما يتطلب القيام بعدة جراحات. وقد مَكّنت هذه الشراكة مع وزارة الصحة من إضافة 33 سريراً إضافياً في المستشفى وغرفتي عمليات كاملتي التجهيز، بما يمكن من استقبال جميع الإصابات البليغة الطارئة الواصلة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الرمثا الحكومي.
ويقع المستشفى على مسافة تقل عن خمسة كيلومترات من أقرب نقطة حدودية تفصل الأردن عن محافظة درعا السورية، التي شهدت بعضاً من أشرس المعارك في النزاع المسلح الذي عصف بالبلاد هناك.
يقول أحد المصابين، وهو والد طفلة تبلغ من العمر عامين، نجيا من قصف، قضت فيه زوجته وابنته الأخرى "حين أفقت من غيبوبتي بعد سقوط القذيفة، شعرت بأن ساقي قد بُتِرت وأن أصابع يدي كلها كُسرت. وحين وصل الرجال، بدأت أصرخ لأخبرهم بأنني ما زلت على قيد الحياة، فجاؤوا وانتشلوني من تحت الأنقاض. وكان القتال ما زال دائراً، وكذلك الحال حين كنا على الطريق من منزلي إلى الأردن. لقد كان الأمر صعباً للغاية بالنسبة لي، فالآلام كانت فظيعة. ولكن حين رأيت طفلتي أرجوان، ذات الربيعين ما زالت على قيد الحياة، نسيت ألمي. إنها مجرد طفلة، فما ذنبها في كل ما يحصل؟ عليّ أن أعتني بها.. كان عليّ أن أهاجر. ولكن القدر كان أسرع، فأخذ مني امها واختها قبل أن أتّخذ قراري بالمغادرة".
وقال فورمان انه غالباً ما يستفيق المصابون من غيبوبتهم وهم في المستشفى، دون أن تكون لديهم أي فكرة كيف نُقلوا إلى هناك أو ما الذي حصل لأفراد عائلاتهم، مضيفا ان كل ما يعرفونه هو أن بعضاً منهم قد قتلوا، وغالباً ما يكونوا في حالة صدمة بسبب ما شاهدوه من فظاعات وبسبب خطورة إصاباتهم". ويُبرز هذا الفيلم من خلال الحوارات التي أجريت مع المرضى، وكذلك مع الجراحين واستشاريي الصحة النفسية والأطباء، إضافة إلى أطباء وزارة الصحة العاملين في المستشفى، حدة الجروح التي يعاني منها المرضى، والطريق الطويلة والشاقة التي يجب عليهم قطعها لاحقاً. كما يُركز الفيلم على أهمية متابعة حالاتهم فيما يتعلق بإعادة تأهيلهم وصحتهم النفسية.
(بترا)