«القدس» في عين العاصفة

تم نشره الإثنين 12 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:27 صباحاً
«القدس» في عين العاصفة
ماهر أبو طير

هدأت العاصفة بشأن القدس ، وهو هدوء اسفر عن ردة موجات المتطرفين من جهة ، وعن اعادة فتح الحرم القدسي للمصلين والزوار ، وهي عاصفة ستعود مجددا في مقبل الايام.

خلال هذه العاصفة لم نسمع كلمة لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، محمود عباس ، المشغول بالدفاع عن نفسه ، على خلفية تقرير غولدستون ، وعن نجله ، على خلفية اتهامه بوجود صفقة للحصول على رخصة اتصالات خلوية جديدة ، وتهديدهم برفع دعاوى قضائية على من اتهمهم مباشرة بقصة الصفقة ، وهي مفارقة اخرى ، فلم نسمع ايضا عن اي تهديد برفع اي دعاوى قضائية على اسرائيل من اجل حماية المقدسات ، فالسمعة الشخصية ، والذود عنها ، اهم من المسجد الاقصى.

علينا ان لا ننسى ان الحفريات تحت المسجد الاقصى لم تتوقف ، وتخطيط اسرائيل لهدم المسجد الاقصى يبقى قائما ، لانه مستمر منذ مئات السنين ، وكانت ذروته في العقود الستة الاخيرة ، وبناء عشرات الكنس حول المسجد الاقصى ما زال مستمرا ، بالاضافة الى هدم الاحياء حوله وبناء المساكن للاسرائيليين ، وبقية المخططات التي يتم الاعلان عنها ، وتلك التي لا يتم الاعلان عنها ، بما يعني بشكل واضح ان هذه جولة لم تنتصر فيها اسرائيل ، وهي جولة في حرب طويلة.

اخطر جانب في هذه القضية هو اختبار اسرائيل لردود فعل العالم كله. وردود فعل العالمين العربي والاسلامي ، وردود الفعل هنا لا يدخل في حسابها مسيرة ولا مظاهرة ولا بيان ناريا ، فكل هذا لا تحسب اسرائيل له حسابا ، وهي اختبرت ما يمكن ان يؤثر عليها عمليا ، وليس معنويا ، وبهذا المعنى فان الجولة الاخيرة كانت مجرد "بروفة" تجريها اسرائيل لمعرفة ما الذي سيحدث لو حسمت اسرائيل امرها بهدم المسجد الاقصى ، وما هي ردود الفعل التي سيصل اليها المشهد على كافة الصعد.

ارتفعت الغمامة السوداء عن المسجد الاقصى والتي ظللته لثمانية ايام ، غير ان المعركة لم تنته ، وما يمكن حسابه ايجابيا للاردن في هذا الصدد كثير وكبير ، غير ان المؤسف والمؤلم حقا ، ان العالم العربي والاسلامي بأنظمته ودوله بقي يتفرج على المشهد ، باعتبار ان هذه مسؤولية الاردن وعليه ان يخلص شوكه بيديه ، وهي مفارقة كبيرة ، لان هناك من يريد ان يتحمل الاردن المسؤولية السلبية لو صحونا على خبر هدم مفاجئ للمسجد الاسير.

القدس خط احمر ، وعلى الاردن ان يقول للعرب والمسلمين بأن يتحملوا مسؤوليتهم السياسية والمعنوية والاقتصادية ، بدلا من ترك الاردن وحيدا على طريقة "اذهب انت وربك فقاتلا" وبدلا من ترك المقدسيين فرادى على ذات الطريقة ، وكأن المسجد مجرد موقع اثري ، ازيل مثله عن الوجود الاف المرات عبر التاريخ ، وكان نعيه في تقرير بستة لغات من اليونسكو.

القدس لم تخرج من عين العاصفة.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات