«ملقط شوارب»

تم نشره الأحد 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:59 صباحاً
«ملقط شوارب»
أحمد حسن الزعبي

م يكمل طعامه ،تظاهر بعدم الرغبة ،فتبعه الأولاد بالانسحاب الواحد تلو الآخر..ثم تباطأت حركة الملاعق، وخفت صوت المضغ، الى أن توقف تماما.. تعمد أن يطيل في صمته، لينفخ بالون الحيرة في عقول أفراد العائلة...

لم يجرؤ أحد على سؤاله..خبرتهم في هذه المواقف تنبههم الى الصمت والصمت فقط .. أشعل سيجارة..ثم قال بنبرة غاضبة: المسألة تحتاج الى قليل من الرحمة!!..الراتب لم يعد يكفي ، والديون تتراكم يوما بعد يوم.. عدت الى البيت وجدت كل منكم يجلس في غرفة منفصلة يشعل مصباحا ومروحة ..التلفزيون مفتوح في الصالة ولا يشاهده احد..صوت الماء لم يتوقف في المطبخ..مما يعني أن فاتورة الماء مرتفعة هذا الشهر أيضا..بالأمس اشتريت لكل واحد منكم بطاقة خلوي ..واليوم أيضا اشتريت ثلاث بطاقات..ثم، لماذا لا تخرجون في وقت واحد الى الجامعة ، توفرون أجرة التكسي على الأقل.تذكرت !! وهل أكل المطاعم أنظف وأشهى من طبخ أمكم ؟؟..المسألة تحتاج الى قليل من الرحمة!!.

صمت قليلا..نفث دخانه ، ثم تكلم بنبرة معاكسة تماما.. لذا ،منذ هذه اللحظة، اكرر مرة أخرى، منذ هذه اللحظة ، وبسبب المديونية العالية، سنبدأ مرحلة التقشف وتخفيض النفقات حسب الآتي: لأن الجلوس في الغرف يحقق الخصوصية والزيادة في التركيز، فلا بأس من انفراد كل منكم في غرفة وتشغيل المروحة والإضاءة معا ،وطبعا نحن نثق بتقدير أمكم في صرف الماء كما لا يمكن الاقتصاد في نظافة المطبخ ؛اذن نترك مسألة فتح حنفية الماء لصاحب الاختصاص.الاتصال مع الزملاء والنظراء والأصدقاء أيضا مهم، خصوصا فيما يتعلق بالتواصل حول الدراسة والهموم المشتركة ، لذا سيبقى شراء البطاقات على حاله دون تغيير، ولقد تفهمت من خلال نظراتكم ان مواعيد محاضراتكم متباينة،فلا ضير من أن يستقل كل منكم تكسيا وحده، وبما ان المحاضرات متباينة يعني مواعيد الغداء ستكون متباينة ايضا لذا اعذركم اذا ما تناولتم طعامكم خارجا...الجل، والكحل، والكريم، ومزيل العرق، والمعسل التفاحتين ، والفخفخينا ، واشتراكات ال ام ام اس، وكرت الاي ار تي ، وفاتورة الاي دي اس ال، والأراجيل في المقاهي، وسيدهات تامر حسني..جميعها نفقات اساسية لا يمكن ضغطها أو تقليصها...

لكن ،انسجاما مع سياسة التقشف الجديدة..يمنع شراء ملقط الشوارب منعا باتا لما فيه إهدار غير مبرر للمال العام، وكل من يرغب في شراء ملقط فليكن من ماله الخاص...

***

هكذا تبرر الحكومات العربية انفاقها..وهكذا تتخذ قرارات التقشف..



ahmedalzoubi@hotmail.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات