نمو اقتصادي صعب في عام 2010

تم نشره الإثنين 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:09 صباحاً
نمو اقتصادي صعب في عام 2010
سلامه الدرعاوي

ما زالت الحكومة اللاعب الرئيسي في النشاط الاقتصادي رغم انجازها معظم برنامج التخاصية الذي كان من المفترض ان ينقل دورها للقطاع الخاص وتقوم هي بعملية الادارة والاشراف والتنظيم على العملية الاقتصادية.

القطاع العام يستحوذ على اكثر من 56 من الناتج المحلي الاجمالي, وهي من اعلى النسب في العالم بعد اسرائيل, والمعدل الطبيعي في اقتصاديات السوق لا تتجاوز نسبة مساهمة الدولة في الاقتصاد بأكثر من 28 بالمئة, مما يفسر الخلل الحاصل في تنفيذ السياسات الاقتصادية التي ترتكز من الناحية النظرية على اقتصاد حر ومن الناحية العملية يسود الدور الأبوي في معظم النشاطات التنموية.

تستعد الحكومة اليوم لانجاز مشروع قانون الموازنة العامة لسنة ,2010 وفي من المفارقات ما يدعو للتساؤل حول حقيقة الارقام التي جرى تقديرها.

الحكومة خفضت تقديراتها للنفقات العامة بنسبة 9.6 بالمئة للعام المقبل, وفي الوقت ذاته توقعت نموا حقيقيا بواقع 4.5 بالمئة, والمفارقة في هذا الموضوع ان تخفيض النفقات يتعارض مع تحقيق نمو كبير بهذا الشكل المستهدف.

التخفيض في الانفاق العام بمقدار 591 مليون دينار يعني فعليا تراجع النمو الاقتصادي الناتج من القطاع العام بنسبة 9.6 بالمئة, ويبقى الرهان على نشاط القطاع الخاص.

في الواقع; القطاع الخاص المحلي يعاني اليوم من حالة تباطؤ شديدة ستكون لها آثار سلبية مباشرة على تحصيلات الخزينة من ايرادات الضريبة في العام المقبل, ولا شك ان الكثير من المعوقات والتحديات التي تعترض حاليا نشاط القطاع الخاص سيكون لها آثار جانبية على قطاعات اخرى قد تمتد لفترة اطول, فاليوم مجتمع رجال الاعمال يعانون من شُح السيولة اللازمة لاستكمال مشاريعهم, ويعانون بشكل واضح من ضعف الطلب على منتجاتهم ومحدودية الاسواق في استيعاب صادراتهم, ناهيك عن المنافسة الشديدة التي تعترض مجتمع رجال الاعمال من نظرائهم في الخارج, لكن الاكثر مرارة ونشاهده الآن هو قصص النجاح التي طالما تغنى بها الخطاب الرسمي في بعض القطاعات الاقتصادية التي حققت تميزا وولدت قيمة مضافة للاقتصاد الاردني وساهمت بجعله نقطة جذب للمستثمرين الاجانب, تلك القطاعات اليوم تشهد حالة تراجع بشكل واضح من دون ان يكون هناك من يلتفت اليها او يبحث معها اسباب تلك الحالة التي ان بقيت على حالها فانه سيكون لها تداعيات سلبية خطيرة على الاقتصاد الاردني في المستقبل القريب.

حالة القطاع الخاص الراهنة والتحديات التي تعصف بادائه تشكل بحد ذاته مأزقا امام تحقيق الاقتصاد الوطني لنمو حقيقي نسبته 4.5 بالمئة, لان تخفيض الموازنة لنفقاتها العامة بنسبة 9.6 بالمئة بعني انها تعول على القطاع الخاص ان يعوض ذلك التراجع في الانفاق وينمو بنسبة 14 بالمئة من اجل ان يحقق النمو المستهدف, فهل يستطيع القطاع الخاص ان يحل محل الحكومة ويزيد مساهماته في الناتج المحلي الذي لا يتجاوز 44 بالمئة منه ويحل بدلا من الحكومة علما انه تم بيع معظم اسهم الدولة في الشركات الاستراتيجية والتنموية للقطاع الخاص ولم يتحقق ذلك الهدف المنشود.0




 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات