الثرثرة مع سائق المطار،
تم نشره الثلاثاء 20 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 03:16 صباحاً

ماهر ابوطير
تعود من السفر ، ويبدأ النصب والاحتيال عليك في مطار الملكة علياء الدولي ، حين يباغتك سائقو التاكسي لصيدك ، وتسأل نفسك الى متى سيبقى سائقو تاكسي المطار ، في اغلبهم يتعاملون مع المسافر باعتباره فريسة.
عدت من خارج الاردن ، البارحة ، وحين يسألك مراقب التاكسيات عن وجهتك فتقول له "الحمر" او"الكمالية" في عمان ، يكتب وصلا بأنك ذاهب الى السلط ، ويكتب اجرة السلط ، ويفعل هذا مع ابن البلد ، فما بالنا مع العرب والاجانب ، من اجل زيادة الاجرة ، فتسكت مرغما لانك لاتريد توتير نفسك وقد عدت هادئا ، وتصعد الى التاكسي ، وانت تتشهد وتطلب من الله المغفرة ، فلربما ارتكبت ذنوبا في سفرك ، هذا أوان تسديد فواتيرها.
طوال الطريق ، - وهذه قصة تكررت في معظم السفرات حين تعود بالتاكسي من المطار - ، يبدأ السائق بالثرثرة ، مثل جاروشة لاتتوقف ، وتكون انت قد امضيت خمس ساعات في الجو ، وثلاث ساعات في المطار الذي قدمت منه ، وساعة الا قليلا في مطار الملكة علياء ، اي تسع ساعات من الارهاق المتواصل ، ليتسلمك السائق "المضياف" الذي يبدأ بلعن الغربة والمغتربين ، ويحدثك عن ان السفر قطعة من العذاب وجهنم ، ويزيد ان "ديار الكفر" التي كنت فيها غارقة في المعاصي ، وانها بلاد قذرة ، فتريد ان تسأله بماذا يسمي الاحتيال في اجرة الطريق ، وهل بنظره ، لاتعد من المعاصي ايضا.
ايضا ، تسمع تحليلا سياسيا للمنطقة وللوضع في الاردن ، حتى ينفجر رأسك ، اذ ان المحللين في كل مكان ، في الصحف والمنتديات والمضافات والاحزاب والمجالس النيابية.في كل مكان هناك من يحلل ويصر ان رؤيته هي الاصح ، ويخرج من تحليله السياسي الى شرحه للوضع الاقتصادي فيشبع البلد شتما وتمزيقا بأنها بلد خربانة وجائعة ، وانه لايجد مصاريف اولاده ، فتتنهد وتتشهد ، وتبسمل وتحوقل ، وتتوضأ وتتيمم ، وتقول له انك ستزيد الاجرة فوق الاجرة المحتال عليك فيها اصلا ، لدعمه في كربه ومحنته ، ولعلكم لاتصدقون ان اجرة التاكسي الاصلية هي ثمانية عشر دينارا ، وتم قلبها الى خمسة وعشرين دينارا بأعتبارك ذاهب للسلط ، بل زدت وتورطت وقلت له سأعطيك اربعين دينارا من اجل ان يسكت ، وحين ناولته ثمانية وثلاثين دينارا فقط لعدم وجود فكة ، ارغى وازبد ، وعبس وتجهم ، باعتبار ان المبلغ المتفق عليه اربعون دينارا ، وهكذا تتحول الاكرامية الى دين مستحق يتوجب سداده واكماله.
تصعد في تاكسيات خلال سفرك ، ولاتسمع كلمة من السائق ، في دول غربية وعربية ، اما عندنا فان سائق التاكسي يحول سيارته الى مضافة متنقلة ، ويأكلون حقوق الناس ، ويشهرون بالبلد وبسمعته ، ويفعلون هذا امام الاردنيين ، فما بالك بالعرب والاجانب الذين يمكن الاحتيال عليهم ببساطة ، ولاتعرف سر وجود سائقي تاكسيات لايجيدون الانجليزية للتعامل مع الاجانب.اعتقد انها ميزة.لانه اذا توفر سائقون من هكذا طراز فالنميمة والثرثرة ، ستصبح متعددة اللغات ، فلا يسلم البلد ، من ناقديه ، او حتى مادحيه بمبالغات لاقيمة لها هذه الايام.
سائق المطار ليس سائق سرفيس ، وهذه التصرفات الصادمة لمن يرون في السائق "الاطلالة الاولى" على البلد ، قيل عنها الكثير ، وتمت الاشارة اليها مرارا ، فلم تتغير ، وبقي كل شيء على حاله ، لان سائقي تاكسيات المطار لايعرفون فضيلة السكوت وعدم الثرثرة ، ولايعرفون فضيلة "المال الحلال"في تصرفات بعضهم ، بأعتبار ان الاردن خربان ، وعلى المسافرين المنعمين ، تعويضهم عن كفاحهم وجهادهم وسهرهم واحتمالهم لمهنة جار عليهم الزمن بها،،،.
ثم يحدثونك عن التغيير والتحديث والتطوير،،،.
mtair@addustour.com.jo
عدت من خارج الاردن ، البارحة ، وحين يسألك مراقب التاكسيات عن وجهتك فتقول له "الحمر" او"الكمالية" في عمان ، يكتب وصلا بأنك ذاهب الى السلط ، ويكتب اجرة السلط ، ويفعل هذا مع ابن البلد ، فما بالنا مع العرب والاجانب ، من اجل زيادة الاجرة ، فتسكت مرغما لانك لاتريد توتير نفسك وقد عدت هادئا ، وتصعد الى التاكسي ، وانت تتشهد وتطلب من الله المغفرة ، فلربما ارتكبت ذنوبا في سفرك ، هذا أوان تسديد فواتيرها.
طوال الطريق ، - وهذه قصة تكررت في معظم السفرات حين تعود بالتاكسي من المطار - ، يبدأ السائق بالثرثرة ، مثل جاروشة لاتتوقف ، وتكون انت قد امضيت خمس ساعات في الجو ، وثلاث ساعات في المطار الذي قدمت منه ، وساعة الا قليلا في مطار الملكة علياء ، اي تسع ساعات من الارهاق المتواصل ، ليتسلمك السائق "المضياف" الذي يبدأ بلعن الغربة والمغتربين ، ويحدثك عن ان السفر قطعة من العذاب وجهنم ، ويزيد ان "ديار الكفر" التي كنت فيها غارقة في المعاصي ، وانها بلاد قذرة ، فتريد ان تسأله بماذا يسمي الاحتيال في اجرة الطريق ، وهل بنظره ، لاتعد من المعاصي ايضا.
ايضا ، تسمع تحليلا سياسيا للمنطقة وللوضع في الاردن ، حتى ينفجر رأسك ، اذ ان المحللين في كل مكان ، في الصحف والمنتديات والمضافات والاحزاب والمجالس النيابية.في كل مكان هناك من يحلل ويصر ان رؤيته هي الاصح ، ويخرج من تحليله السياسي الى شرحه للوضع الاقتصادي فيشبع البلد شتما وتمزيقا بأنها بلد خربانة وجائعة ، وانه لايجد مصاريف اولاده ، فتتنهد وتتشهد ، وتبسمل وتحوقل ، وتتوضأ وتتيمم ، وتقول له انك ستزيد الاجرة فوق الاجرة المحتال عليك فيها اصلا ، لدعمه في كربه ومحنته ، ولعلكم لاتصدقون ان اجرة التاكسي الاصلية هي ثمانية عشر دينارا ، وتم قلبها الى خمسة وعشرين دينارا بأعتبارك ذاهب للسلط ، بل زدت وتورطت وقلت له سأعطيك اربعين دينارا من اجل ان يسكت ، وحين ناولته ثمانية وثلاثين دينارا فقط لعدم وجود فكة ، ارغى وازبد ، وعبس وتجهم ، باعتبار ان المبلغ المتفق عليه اربعون دينارا ، وهكذا تتحول الاكرامية الى دين مستحق يتوجب سداده واكماله.
تصعد في تاكسيات خلال سفرك ، ولاتسمع كلمة من السائق ، في دول غربية وعربية ، اما عندنا فان سائق التاكسي يحول سيارته الى مضافة متنقلة ، ويأكلون حقوق الناس ، ويشهرون بالبلد وبسمعته ، ويفعلون هذا امام الاردنيين ، فما بالك بالعرب والاجانب الذين يمكن الاحتيال عليهم ببساطة ، ولاتعرف سر وجود سائقي تاكسيات لايجيدون الانجليزية للتعامل مع الاجانب.اعتقد انها ميزة.لانه اذا توفر سائقون من هكذا طراز فالنميمة والثرثرة ، ستصبح متعددة اللغات ، فلا يسلم البلد ، من ناقديه ، او حتى مادحيه بمبالغات لاقيمة لها هذه الايام.
سائق المطار ليس سائق سرفيس ، وهذه التصرفات الصادمة لمن يرون في السائق "الاطلالة الاولى" على البلد ، قيل عنها الكثير ، وتمت الاشارة اليها مرارا ، فلم تتغير ، وبقي كل شيء على حاله ، لان سائقي تاكسيات المطار لايعرفون فضيلة السكوت وعدم الثرثرة ، ولايعرفون فضيلة "المال الحلال"في تصرفات بعضهم ، بأعتبار ان الاردن خربان ، وعلى المسافرين المنعمين ، تعويضهم عن كفاحهم وجهادهم وسهرهم واحتمالهم لمهنة جار عليهم الزمن بها،،،.
ثم يحدثونك عن التغيير والتحديث والتطوير،،،.
mtair@addustour.com.jo