النبلاء الجدد

تم نشره الخميس 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:23 صباحاً
النبلاء الجدد
ماهر ابوطير

محاربة الفساد في الاردن ، حبر على ورق ، اذ اننا نتحدث عن الفساد ، كل يوم ، ولانتحدث عن اسماء الفاسدين ، ونتحدث عن محاربته ، ولانتحدث عن نقص التشريعات لمحاربته.

بدلا من الاستئساد على مراسل في دائرة حكومية يرتشي بعشرة دنانير ، علينا ان نذهب الى الفاسدين الكبار ، الذين جمعوا ثروات طائلة ، دون تبرير واضح ، وفي الاردن لدينا اربعة انواع من الاثرياء ، الاول هم من كانوا اثرياء منذ عشرات السنين فورثوا الثراء ، ولايمكن الطعن في نزاهتهم ، والثاني هم الذين تغربوا في دول الخليج واوروبا وأمريكا فجمعوا الثروات في مغترباتهم ، والثالث هم باعة الاراضي الذين لم يحلموا يوما ان تقفز اسعار اراضيهم الى هذا الحد ، والرابع هم اولئك الذين اثروا دون سبب واضح ، اثروا فقط ، دون اي تفسيرات منطقية.

النوع الرابع هو اخطر الانواع ، لانه مستجد ، ولان ابناء هذه الطبقة المستجدة يصولون بسياراتهم في عمان ، بفوقية وحقد ، وبتصرفات تنم عن ثراء جديد وليس اصيلا ، فالنعمة على من لم يتوقعها تتضح في كثير من التصرفات البدائية والهمجية احيانا ، واذا ذهبنا الى اسماء كثيرة ، وجمعنا دخلها من وظيفتها من القطاع الخاص او القطاع العام ، وجمعنا مياوماتها ، وكل ماحصلت عليه ، لاكتشفنا ان المبلغ لايكفي ثمن جناح السيارة التي يقودها نجل هذا او ذاك ، لتكون كل الاسئلة حول الثروة منطقية ، ولاتنم عن حسد او تحاسد او كراهية.

لايمكن الطعن في الثراء على المجمل والعموم ، اذ ان الانواع الثلاثة الاولى مفسرة ثرواتها في الاغلب ، لكنك تتحدث عن طبقة كبيرة ، اثرت خلال السنين الاخيرة دون تفسير ودون منطقية ، وحين تتحدث عن قانون من اين لك هذا الضائع والتائه والمجمد ، تعرف ان مثل هذا القانون وحده يقدم ضمانة اكيدة لتبرير كثير من الثروات ، ولو سألت كثيرا من هؤلاء لقال بعضهم انه ورث ارضاعن والده ، فيما والده لم يورثه شيئا ، ولو طالبته بأوراق رسمية تثبت مصادر ثرواته لعجز عن تقديمها ، لان مصدر الثروة هنا ، من تحت الطاولة ، ولايمكن شرعنته وتوثيقه.

مايحدث في الاردن اليوم ، هو اننا تحولنا الى نماذج عربية اجتماعية ، فقد كان الثراء في الاردن سابقا ، بسيطا دون مظاهر ودون استفزاز للمجتمع ، اما اليوم فقد تحولنا الى مايشبه وجود طبقتين ، نبلاء وشغيلة ، فوق وتحت ، لكل طبقة احياؤها ومطاعمها ومدارسها وجامعاتها ونواديها ، وانت تتحدث هنا عن محدثي النعمة في الاردن ، الذين جن جنونهم بعد الثراء لاسباب مجهولة ، فلم يسألهم احد ، ولم يحاسبهم احد ، باعتبار ان المحاسبة هي من نصيب مراقب صحة قد يتم اتهامه بالتهام صحن حمص نظير عدم مخالفة المطعم ، او من نصيب موظف في بلدية يتم اتهامه بتمرير معاملة رخصة لمنزل او لمكتب ، او لمطعم هنا او هناك.

الفساد مثل الوباء ، بات ينتقل من طبقة الى طبقة ، ومن واحد الى واحد ، لان الجوعى لم يعودوا قادرين على الصبر ، في ظل رؤيتهم لمن ينهش دمهم وبلدهم ليل نهار ، وهكذا يتوسع عدد المنتمين الى نادي الفساد والمفسدين يوما بعد يوم.

"نبلاء وشغيلة"...ووطن صابر ، يراد تكريسه باعتباره الاردن الجديد،.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات