بر الوالدين .. كما تدين تدان

المدينة نيوز :- لا تتعجب ..  فلم يحن الوقت بعد للأحتفال بعيد الأم لنتحدث سويا عن برالوالدين على اعتبار ان برالوالدين مرتبط بألاحتفالات "عيد الأم "عند الكثير من الناس, وكأن بر الوالدين يقتصر فقط على تقديم الأبناء هدية للأم او الأب بهذه المناسبة السنوية التى ينتظرها الكثير من الأباء والأمهات طوال العام حتى يشعروا بدفئ ابنائهم وولائهم وانتمائهم على اعتباره انه " عيد الأسرة", فقد جرت العادة على ذلك منذ ان بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم فى مصر على يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين" مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية عندما وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل, فكانت فكرة الأحتفال بعيد الأم, ومنذ ذلك الحين وتحتفل الأسرة سنويا بعيد الأم التى اسمته " عيدالأسرة" فى 21 مارس من كل عام , ولكن لم يتبادر الى ذهن الأبناء هل الأحتفال بهذا اليوم هو غاية المراد ودليل على بر الوالدين ام ان هناك طلبات اخرى قد يطلبها الوالدين من ابنائهم ليشعروا بالبر والرحمة التى حثنا عليها الله سبحانه وتعالى فى قوله تعالى فى كتابه العزيز : و قضى ربك الا تعبدوا الا اياة وبالوالدين احسانا اما يبلغ عندك الكبر احداهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ( الأسراء 243) .

لذا اسمح لى عزيزى القارئ ان نتوغل سويا فى نفوس الأباء والأمهات لنتعرف على معنى بر الوالدين من وجه نظرهم , فقد يفكر الأباء والأمهات فى اشياء ويطلبون طلبات قد لا يعرفها الأبناء وقد يعرفوها ويتجاهلوها, لذا دعنا عزيزى القارئ نتعرف سويا من خلال " موقع حواء" على بر الوالدين بنظر الأباء والأمهات على لسان احد الأباء, لعل وعسى يشعر الأبناء بمعاناة الأباء والأمهات ومدى تقصيرهم بحق ابائهم وامهاتهم.

بر الوالدين بنظر الأباء والأمهات :

من لسان احد الأباء قد نتعرف على بر الوالدين بالمعنى الحقيقى بنظر الوالدين فأليك عزيزى القارئ معاناة الأباء والأمهات وشعورهم بأفتقاد مشاعر الدفئ مع الأبناءللدرجة التى جعلت بعض الأباء او الأمهات يفضلن عن طيب خاطر دخول " دار المسنين " لعدم سؤال ابنائهم عليهم وعدم اهتمامهم بوجودهم, نعم عزيزى القارئ فلا تتعجب فقد يشعر الأباء والأمهات بانهم قد اصبحوا حملا ثقيلا على الأبناء فيفضلوا العيش على هامش الحياة بعيدا عن ابنائهم حتى لا يعكروا صفو حياتهم, والأن مع كلمات اب كتبها لأبنه تركها له فى غرفة نومه لكى يعلمه معنى بر الوالدين .

ابنى العزيز بر الوالدين فى الصبر :

اعلم تمام العلم اننى عندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً أرجو منك أن تتحلى بالصبر و تحاول فهمي فأذا اتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام إذا لم أستطع أن ارتدى ملابسي بمفردي .. تذكر الساعات التي قضيتها لأعلمك تلك الأشياء , وإذا تحدثت إليك و كررت نفس الكلمات و نفس الحديث آلاف المرات , فلا تضجر مني لا تقاطعني و أنصت إلى و تحمل تكرار اسألتي عندما كنت صغيراً يا بني , كنت دائماً تكرر و تسأل و انا اجيبك بصدر رحب إلى أن فهمت كل شئ, واصبحت اكثر منى علما .

ابنى العزيز بر الوالدين فى قوة التحمل :

عندما لا أريد أن أستحم لا تتسلط علي تذكر عندما كنت أطاردك و أعطيك الآف الأعذار لأدعوك للاستحمام عندما تراني لا أستطيع أن أجارى و أتعلم التكنولوجيا الحديثة فقط إعطني الوقت الكافي و لا تنظر إلي بابتسامة ماكرة و ساخرة تذكر أنني الذى علمتك كيف تفعل أشياء كثيرة فقد علمتك كيف تأكل .. كيف ترتدي ملابسك و كيف تستحم و كيف تواجه الحياة عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبط في حديثي إعطنى الوقت الكافي لأتذكر و إذا لم أستطع .. لا تفقد أعصابك حتى و لو كان حديثي غير مهم .. فيجب أن تنصت إلي .

ابنى العزيز بر الوالدين فى الرحمة :

إذا لم أرغب بالطعام لا ترغمنى عليه عندما أجوع سوف آكله, فأرأف بحالى وتلمسلى الأعزار ولا تكن ضدى فكل ما بغيه ان ترضى عنى ولا تحملنى ما لا طاقة ليى به.

ابنى العزيز بر الوالدين فى المساندة:

عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة أعطني يدك بنفس الحب و الطريقة التي فعلتها معك لتخطو خطوتك الأولى عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه إنني مشتاق للقاء الله.

ابنى العزيز بر الوالدين فى طلب الرحمة :
لا تحزن و لا تبكي فسوف تفهم في يوم من الأيام حاول أن تتفهم أن عمري الآن قد قارب على الانتهاء و في يوم من الأيام سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي فإنني كنت دائماً أريد أفضل الأشياء لك و قد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق ساعدني على السير , ساعدني على تجاوز طريقي بالحب و الصبر مثلما فعلت معك دائماً ساعدني يا بني على الوصول إلى النهاية بسلام فأنا أتمنى أن لا تشعر بالحزن و لا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتى فيجب أن تكون بجانبي و بقربى و تحاول أن تحتويني مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة ، احتضني كما احتضنتك و انت صغيراً , واذا احتجت اليك لتنفق على فتذكر اننى قد منحتطك كل شيئ وجاء الدور عليك, فأعلم بهذه الكلمات عزيزى القارئ اختتم الأب جوابه الذى كتبه للأبن الذى لم يبلغ بعد عامه العاشر, فقد اراد الأب ان يتربى ابنه على المعنى الصحيح لمفهوم " بر الوالدين"و ذلك حتى لا يكتفى الأبن بشراء هدية فى " عيد الأسرة " تعبيرا عن ولائه وانتمائه للأب والأم, وبذلك يتضح لنا عزيزى القارئ ان " بر الوالدين " ليس فى شراء هدية يحتاجها الأب او تحتاجها الأم فمعامله الأبناء للأباء هى اكبر هدية واكبر دليل على " حب و بر الوالدين" ولابد ان نعلم جميعا انه " كما تدين تدان" فلابد ان نعلم ان الأبن الذى سيمد يد المساعدة لوالديه بالحب والصبر والتفانى والعطاء فلن يخزله الله ابدا وسيعطيه من زريته من يقوموا بنفس الدور , فالدنيا عزيزى القارئ دار اختبار فمن زرع حصد ما زرعه وبنفس الكمية والكيفية, لذ ارجو ان نكون قد اوصلنا من خلال " موقع حواء" المعنى الحقيقى " لبر الوالدين"