قصة طفلة توفيت في "البشير" وعاشت في مستشفى خاص

المدينة نيوز- توالت روايات المواطنين حول اشكاليات العلاج والتعامل مع المرضى في مستشفى البشير بعد ان نشرت "المدينة نيوز" قبل نحو ثلاثة ايام قصة تحت عنوان " طفل في الثالثة والنصف
من عمره يروي معاناته في أروقة مستشفى البشير ".
اليوم ننشر لكم قصة ثانية عن الطفلة جويل وعمرها سنة ونصف عاشت وأهلها معاناة اخرى في المستشفى ذاته... "المدينة نيوز" تؤكد لقرائها الاعزاء ان الهدف من نشر هذه القصص ليس الاساءة
او التشهير .. بل بقصد الاعلام والتوجيه والتقويم .
المحرر
وتاليا نص القصة كما رواها والد الطفلة جويل:
قبل شهور وجيزة ذهبت أنا وزوجتي وابنتي الصغيرة التي كان عمرها سنة ونصف إلى طوارىء مستشفى البشير كونها تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ، اذ تراوحت حرارتها ما بين 39 – 40 درجة مئوية .. تم تحويلها إلى قسم الأطفال.. اعداد كبيرة من المراجعين اضطرتنا الإنتظار لمدة ساعة أو أكثر بقليل (...) جاء أحد الأطباء وأمرنا أن ننزع ملابس جويل ونضعها تحت الحنفية .. وما كان لنا سوى الانصياع لأوامر الطبيب والذهاب إلى الحمام لنضعها تحت ماء الحنفية .
الباب مغلق ؟ لم نتمكن من الدخول فذهبنا إلى حمام آخر أبعد بقليل من الأول .. عامل النظافة يقوم بالتنظيف ، تفضلوا.. فدخلنا لنجد أن جميع الحنفيات مكسورة إلا حنفية واحدة .. وضعنا الطفلة تحت الحنفية ثم عدنا ننتظر إدخالها إلى غرفة الطبيب وبقينا على هذا الحال طويلا .. ذهابا وإيابا ما بين الحمام وغرفة الطبيب .. وبين فينة واخرى كنت أحاول إدخال جويل إلى طبيب الأطفال لكن الحارس كان يمنعني بحجة الدور.
قلت له : لا يمكن الانتظار اكثر من ذلك ، طفلتي بحالة حرجة لكنه لم يستجب لطلباتي وتوسلات والدتها .. بل كان يقول "كل الأطفال تعبانين مش بس بنتك".
اصبحت طفلتي بحالة حرجة ، فهي مجردة من ملابسها وقد اختلط الماء الذي كنا نضعها تحته بالعرق نتيجة الحرارة العالية بعكس باقي الأطفال الذين كان بإمكانهم الانتظار .
أخيرا جاء الفرج .. الحارس : تفضلوا بالدخول بأمر من الطبيب .. حالة طفلتي قد ازدادت سوءا .. وكان في الغرفة ممرضة وطبيبة من جنسية عربية لم تسمح لي بالدخول حيث قالت لي أنه لا يسمح سوى للأم بالبقاء في الغرفة .. وبقيت أنا خارجها قرابة 15 دقيقة .. بدأت أفقد أعصابي، فزوجتي وابنتي لم تخرجا من عند الطبيبة بعد ..لم اسمع ما يمكن أن يطمئنني.
شاءت الأقدار أن تحتاج الطبيبة بعض الأوراق الخاصة بابنتي والتي كانت بحوزتي، وبحجتها استطعت الدخول .. لأرى المفاجأة .. زوجتي تبكي والطبيبة تصرخ في وجهها بعصبية "بتجيبوهم ميتين وبدكم إيانا نحييهم" ؟؟!
نظرت حولي بحثا عن ابنتي .. انها على السرير بحالة أسوأ حيث كانت الطبيبة قد وضعت لها أوكسجين .. سألت الطبيبة عن الحالة فعادت وكررت نفس الجملة "بتجيبوهم ميتين وبدكم إيانا نحييهم "!
قلت لها : ابنتي لم تكن حالتها كما هي الآن .. لكنها لم تجب .
نظرت إلى زوجتي التي أصيبت بانهيار من هول الصدمة وسألتها إن كانت الطبيبة قد فحصتها فأجابت بالنفي ، وقالت انها لم تفعل شيئا سوى وضع الأكسجين .
ذهبت للطبيبة وسألتها إن كان بإمكاني أخذها إلى أي مستشفى آخر ؟ فأجابت بعصبية " ما بعرف .. انت الأدرى ".
قلت لها من الطبيب أنا أم أنتِ ..؟ فلم تجب وذهبت.. سألت الممرضة فقالت : "ما بعرف شوف الدكتورة".
عدت إلى الطبيبة وسألتها مرة أخرى إن كان بإمكاني أخذ طفلتي إلى اي مستشفى آخر .. فقالت لي "خذها على مسؤوليتك".
أخذت جويل بسرعة وهي مجردة من ملابسها وذهبت بها إلى المستشفى الإيطالي ، حيث اكد الاطباء هناك أنه من الممكن علاج طفلتي والموضوع لا يتطلب كل هذا الخوف .. خصوصا بعد أن رأوا حالة والدتها .
قلت لهم أن الطبيبة في مستشفى البشير قالت لنا "أنها ميتة".. ضحكوا وأكدوا أنها بصحة جيدة، ولا داعي للهلع وما هي عليه الآن ما هو إلا بسبب الحرارة التي عليها والإرهاق الذي عانته من طول الانتظار.
تم أخذ عينات من الدم لفحصها .. تبين أنها تعاني من فيروس ( الروتا ) .. وبقيت في المستشفى يوم واحد وخرجت وهي بصحة جيدة .. وتكبر يوما بعد يوم بحمد الله .. ولم تكن ميتة مثلما قالت الطبيبة في مستشفى البشير والرحمة.