ما هو مصير رفات الشهداء؟ الصعود من وادي عربة

تم نشره الأربعاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:07 صباحاً
ما هو مصير رفات الشهداء؟ الصعود من وادي عربة
طاهر العدوان

 عاماً على معاهدة الوادي, وادي عربة, اعوام طويلة لكنها لم تكن قادرة على محو ذلك المشهد الذي تم اعداده لمراسم التوقيع على معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل.

هناك في صحراء الوادي الذي كان خط قتال, رفرفت اعلام وأطلقت اسراب الحمام وقيل ان السلام آت. وعلى اطراف المسرح شاهدت مع الاردنيين الذين تابعوا البث التلفزيوني المباشر تعليقات المذيعين في وصف المشهد. قالوا: هناك مقاعد مخصصة لأسر (القتلى من الاسرائيليين) الذين سقطوا خلال الحروب مع الاردن. بالمقابل لم يُذكر شيء عن مقاعد خصصت لأسر الشهداء الاردنيين, ولأني كنت انتمي لاحدى هذه الأسر, اعتبرت ذلك (تنازلاً) ما كان لأن يكون.

والدي, كان بين 14 جنديا اردنياً استشهدوا في معركة كفار عصيون عام 48 اذكر المكان الذي دفنوه فيه من خلال زيارات العائلة اثناء طفولتي, هناك امام الحرم الابراهيمي كانوا يرقدون, وهو أمر بعث فيّ مشاعر العزة والافتخار على الدوام. لكن.. ومنذ تلك - حادثة وادي عربة - وانا احاول ان اعرف مصير رفات شهدائنا, لا رغبة في نقل رفاتهم, فذلك ما لا اوافق عليه ولا أحد من أسر الشهداء يوافق عليه, لانهم رجال ذهبوا ليقاتلوا على ارض فلسطين ومن اجل ترابها المقدس. واكبر تكريم لهم ان يظلوا حيث سقطوا الى ان يلقوا ربهم.

ما ازعجني في العامين الماضيين, تناقض ما اسمع من روايات عن مصير تلك المقبرة امام الحرم الابراهيمي. البعض يقول انها أزيلت في مشاريع تهويد قلب الخليل. وآخرون ينفون ذلك. حاولت عبر اشخاص وعبر الانترنت الاتصال ببلدية الخليل لمعرفة الحقيقة لكن دون جدوى.

شأن شخصي وعائلي أن يجرحني هذا الغموض, لكنه ايضا شأن وطني, فمن حقنا ان نطمئن على رفات شهدائنا.

انتقل من الشأن الشخصي الى العام واقول في ذكرى المعاهدة المشؤومة.. لقد ذهب الاردن الرسمي اليها وسط اغلبية شعبية مؤيدة, كانت آمال السلام لها جناحان يرفرفان, وقبل ان يتم التوقيع عليها في وادي عربة جمع المغفور له الحسين الراحل, اكثر من الفين من ممثلي الشعب في المدينة الرياضية ورفع الجميع ايديهم موافقين.

وعندما ذهب الملك الراحل الى وادي عربة, كان يردد شرطين اكد انه من دونهما لا يكون هناك سلام. (1) ان يكون سلاماً ترضى عنه الاجيال المقبلة. (2) ان تكون المعاهدة جزءاً من سلام شامل كامل بما في ذلك حل القضية الفلسطينية.

اليوم, حان الصعود من الوادي وتلمس الحقائق والوقائع المرّة التالية:

اولاً - لا احد بات راضياً عن هذا السلام, لا الاجيال الحالية ولا الاجيال المقبلة. لقد تعرض الجميع لخدعة اسرائيلية ارادت اخراج الدول المحيطة بفلسطين من دائرة الصراع حتى يكون لها محاصرة الشعب الفلسطيني والاطباق عليه ووضعه في فم غول الاحتلال.

ثانيا - كل النوايا الطيبة التي قدمها الاردن ومصر من اجل السلام والمقرونة بالافعال, لم تُخمد روح الحقد والكراهية والتطرف عند القيادات الاسرائيلية. بل زادتهم شراسة وغطرسة وطمعاً واصبح ديدن اسرائيل هو الاغتصاب والاستيطان والتهويد والسطو على حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين. سطو على نهر الاردن, وآخر على تراب ومياه وزيتون الضفة المحتلة, وثالث على القدس, ورابع على المقدسات والحبل على الجرار.

لا أمثل الحكومة ولست نائباً في البرلمان لأبحث في خيارات المستقبل, لكن ضمير الشعب وقلبه ومشاعره اصبحت مستفزة من شيء اسمه السلام والتطبيع مع اسرائيل, لقد حان الوقت للصعود من الوادي, والنظر الى افق ابعد, والتفكير في الحاضر والمستقبل على قاعدة المصالح الوطنية والقومية بعد كل هذه المستجدات الصهيونية الخطيرة.0




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات