الروابدة : المتطرفون يستخدمون المواطنة " قميص عثمان "

تم نشره الأحد 16 شباط / فبراير 2014 02:03 مساءً
الروابدة : المتطرفون يستخدمون المواطنة  " قميص عثمان "
رئيس مجلس الأعيان عبدالرؤوف الروابدة

المدينة نيوز :- أكد رئيس مجلس الاعيان عبدالرؤوف الروابدة أهمية وحدة الهوية الوطنية الأردنية، والالتزام بها وإعلان ذلك الالتزام، وعدم تقديم أي هوية أخرى إلى جانبها سواء أكانت الهوية الأخرى وطنية أو قومية أو دينية.

وأوضح خلال محاضرة له مساء السبت في الجمعية الخيرية الشركسية بحضور رئيسها العين سمير قردن، أنه يجب النظر إلى الهوية الوطنية على أنها عنصر أساسي متمم للهوية القومية والدينية، محذرا من بروز أكثر من هوية وطنية واحدة في وطن واحد، لما في ذلك من دعوة صريحة للصراع وتمهيد لاختراق القوى المضادة، مشددا على أن القفز عن الهوية الوطنية لحساب الهوية القومية أو الدينية تهميش لدور الوطن والمواطن وزراعة للإحساس بالغبن والتجاوز، الأمر الذي يضعف زخم التوجه الوحدوي.

وأضاف أن من الواجب أن يكون واضحاً أن الهوية الوطنية هي هوية جامعة لا تقبل الإقصاء أو التهميش لأحد، وان الانتماء الوطني للأردن، هو محضن الهوية الوطنية والخصوصية الحضارية.

وقال إن الانتماء شعور داخلي يستقر في الضمير ولا يبرزه إلا العمل المخلص الواضح لخدمة الوطن، كل الوطن، وبجميع مكوناته، معتبرا ان المواطنة الحقة تتنافى بشكل جذري مع تقديم الولاء السياسي لأي جهة غير الوطن ولأي جهة تمثل جزءاً في الوطن على الولاء السياسي للوطن ككل.

ونوه الى ان التعددية في العرق أو الدين أو الأصل أو الثقافة عنصر إغناء وضرورة لتماسك الوحدة الوطنية، مبينا ان "التعددية حقيقة قائمة في كل مجتمعات الأرض، وهي تمثل هويات فرعية للمواطنين تثري العمل السياسي والاجتماعي، عندما لا تكون بديلاً عن الهوية الوطنية وعندما تتناغم ضمن الولاء السياسي للدولة، وعندما لا تغدو تعددية في الولاءات السياسية وعناوين لتقسيم عناصر الوطن الواحد" ، وفقاً لـ بترا .

واشار الى ان غياب الفهم العميق للمواطنة والالتزام بالوطنية "جعل بعض المتطرفين في الإقليمية والعقائدية يستخدمون المواطنة قميص عثمان للدفاع عن الأفكار الانعزالية التقسيمية أو للتعبير عن الرغبة في الاستقواء على الدولة والحصول على الامتيازات أو للتعبير عن الالتزام لقوى أو دول أخرى".

ورأى ان من واجبات الالتزام بوحدة الهوية الوطنية الاصرار على الاشتراك في العمل العام على جميع المستويات وعدم اللجوء الى العزلة او الصمت، والحفاظ على الممتلكات العامة ودفع الرسوم والضرائب واحترام ممتلكات الاخرين وحرياتهم وكراماتهم.

وعرض الروابدة في محاضرته لمراحل تطور مفهوم المواطنة والمتغيرات التي أثرت عليه في نهاية القرن العشرين وأبرزها انهيار الاتحاد السوفييتي وظهور العولمة وثورة الاتصالات التي حولت العالم الى قرية صغيرة والقرية الى حي، وما أسماه بـ "التشظي الاجتماعي" الذي أدى الى تدهور القيم وظهور قيم جديدة، وأيضا "التطرف الليبرالي المتغول"، والاحباط السياسي لدى المواطن العربي لعوامل عدة.

واعتبر ان أركان المواطنة هي الانتماء للأرض والمساواة والمشاركة، مشيرا الى عدد من الاستثناءات التي لا تتعارض مع ركن المساواة كتحديد سن الانتخاب والمناطق الاقل حظا، واستحالة الوصول الى ما يسمى بالمساواة الرقمية.

وفرّق الروابدة بين مفهومي المواطنة والوطنية، موضحا ان الالتزام بالواجبات هو التعبير الحقيقي عن الوطنية، وان مفهوم الوطنية أعمق من مفهوم المواطنة وهي أعلى درجات المواطنة لأن الانتماء الوطني هو عنصر المواطنة الأساسي وبدونه لا تقوم لها قائمة.

وأضاف إن المواطنة انتساب للجغرافيا ويكتسبها المواطن بمجرد انتسابه للدولة وحمل جنسيتها بالولادة أو التجنس، ولكن المواطن لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل الجاد والصادق لصالح الدولة وتقديم مصالحها على أي مصالح أخرى، مشيرا الى ان الوطنية هي الجانب الفعلي أو الحقيقي للمواطنة، فالمواطنة عملية فكرية والوطنية ممارسة عملية.

كما تناول تطور مفهوم المواطنة في الاردن في عدة مراحل منذ نشأة الدولة ووحدة الضفتين وشيوع العقائدية الحزبية وظهور العمل الفدائي وعودة الديمقراطية، مشيرا الى ان الديمقراطية هي الرافعة للمواطنة الحقيقية.

ودار حوار موسع في نهاية المحاضرة التي أدارتها العين الدكتورة هيام كلمات، تناول عددا من القضايا كقضية منح حقوق مدنية لأبناء الاردنيات المتزوجات من أجانب، حيث رأى الروابدة أن من الأفضل منحهم تسهيلات، كي لا تحدث خروقات دستورية، مبينا أن الدستور الاردني لا يفصل بين حقوق سياسية ومدنية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات