ايران على مفترق طرق

تم نشره السبت 07 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 03:55 صباحاً
ايران على مفترق طرق
طاهر العدوان

مظاهرات يوم الاربعاء في طهران, حيث عادت المعارضة الى الشارع في ذكرى احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية عام .79 اصبح من العسير على حكومة احمدي نجاد مواصلة العمل وهي في حالة انكار لوجود المعارضة التي يقودها موسوي وكروبي وخاتمي.

من الواضح انها معارضة قوية وصلبة, وانها تجاوزت بنجاح محاولتين لقمعها في المهد, الاولى - عقائدية عندما انحاز آية الله خامنئي ضدها واعلن حربه عليها نصرة لـ احمدي نجاد, والثانية - القمع المنظم الذي قاده الحرس الثوري في الشوارع والمعتقلات والمحاكم من اجل اسكات المعارضين بسرعة.

ايران, الجمهورية الاسلامية, تقف اليوم على مفترق طرق, فإما ان تواصل مسيرتها تحت سيطرة مفاهيم (الحزب الواحد) الذي لا يقبل الشراكة ولا حرية المعارضة. او انها تلجأ الى الحكمة, وتخطو بالانموذج الديمقراطي الاسلامي الى الساحة الحقيقية للديمقراطية وحقوق الانسان. من خلال الاعتراف بوجود معارضة (وهي من داخل النظام نفسه), وان تعطي هذه المعارضة كل الحقوق الممنوحة لحكومة نجاد, من اجل اكتمال المعادلة التي تقول, لا ديمقراطية من دون وجود معارضة تتداول معها السلطة في صناديق الانتخابات.

بالامس كان رئيس وزراء تركيا الاسلامي, الطيب اردوغان في زيارة لطهران, وهي فرصة لان يتعلم حكام ايران بان عداءهم للديمقراطية الغربية المستند الى اسباب سياسية, يجب ان لا ينسحب الى عداء للديمقراطية بالمطلق, كاسلوب حكم, بغض النظر عن المحتوى العقائدي او الديني لطبيعة النظام.

تركيا, تقدم نموذجا مشرقا للديمقراطية التي تستوعب حزبا اسلاميا, ومعارضات علمانية وقومية, بعضها يعادي الدين ويرفض دخوله لعالم السياسة, وهذا النموذج التركي يمنح انقرة مكانة قوية, اقليميا ودوليا, كما يحيطها بالاحترام من شعوب العالم العربي والاسلامي.

لا نعرف كيف سيدافع حكام طهران عن صورة ايران الحاضرة والمستقبلية امام استمرار انكارها لحالتين: الاولى وجود اكثر من 4 ملايين ايراني في المنافي, مشتتين في اوروبا والولايات المتحدة, معظمهم يناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة, وهم في غالبيتهم يحملون افكاراً اسلامية ليبرالية والحالة الثانية, وجود هذا التيار الشعبي الكبير في الداخل, المناصر لموسوي وكروبي وخاتمي, وهو تيار معارض يريد ان يدشن حالة من التعددية السياسية والحزبية داخل النظام الحاكم نفسه.

اذا استمر حكام طهران في رفض وانكار هاتين الحالتين والتعامل معهما بالسجون والمعتقلات والملاحقة والنفي, فان الجمهورية الاسلامية ستكون الخاسر, ولن تنفعها شعارات الشيطان الاكبر او حتى نجاحها في اقامة ترسانة نووية. والعبرة في الاتحاد السوفييتي السابق الذي لم تنفعه كل اسباب القوة والسيطرة العسكرية والامنية والنووية والاستخبارية, فانهار امام دعوات الحرية الشخصية وحقوق الانسان.

من مصلحة هذه المنطقة, وهذا العالم العربي الاسلامي, رؤية ايران اسلامية ديمقراطية كما هي تركيا. فهل ينحاز قادة ايران الى قرار تاريخي بالسماح بوجود معارضة قوية, لها شعارات وبرامج مختلفة, وتقارع بقوة القانون من اجل الوصول الى السلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرّة ونزيهة?.

مثل هذا الانحياز لو حدث سيجعل من المحور التركي - الايراني قوة تحول تاريخية في الشرق الاوسط.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات