\"ذبحتونا\" : تركيب كاميرات مراقبة في الجامعة الأردنية لا يحل مشكلة العنف الجامعي

المدينة نيوز ـ زينة حمدان ـ انتقدت لجنة المتابعة / الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة \" ذبحتونا \" تركيب أكثر من 350 كاميرا في كافة أرجاء الجامعة الأردنية (باستثناء قاعات التدريس) للحد من العنف الجامعي.
وقالت الحملة في بيان صادر عنها أنها خصصت اجتماعها الأخير لمناقشة ظاهرة العنف الجامعي خاصة في ظل المشاجرة العشائرية الكبيرة التي شهدتها جامعة آل البيت يوم أول من أمس إضافة إلى ما حدث في الجامعة الأردنية وكلية عمان التابعة للبلقاء التطبيقية من أحداث عنف عشائرية وصلت إلى حد إطلاق النار .
وبينت الحملة أن هذه الأحداث ليست الأولى ولن تكون الأخيرة . فقد شهدت الجامعات الأردنية في هذا العام ما يزيد على الـ (20) مشاجرة طلابية مثبتة كانت جميعها ذات أبعاد عشائرية وعنصرية وإقليمية ناهيك عن المشاجرات التي لم توثق ولم تحظى بتغطية إعلامية.
ورأت حملة ذبحتونا في الإجراءات التي اتخذتها إدارة الجامعة الأردنية لعلاج هذه الظاهرة ما هو إلا \"استمرار للذهنية الأمنية في التعامل مع القضايا الطلابية والتي أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية ، بل قد تكون ساهمت في ازدياد هذه الظاهرة لأنها عالجت قشورها دون أن تلامس جذورها وأسبابها .
وأكدت الحملة في بيان لها أن تركيب أكثر من 350 كاميرا في كافة أرجاء الجامعة (باستثناء قاعات التدريس) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحد من ظاهرة العنف الجامعي وذلك كون كافة المشاجرات التي حدثت في الجامعة الأردنية وقعت في أماكن رئيسية في الجامعة وتحت مرأى ومسمع الطلبة والأمن الجامعي ، وبالتالي لا حاجة للكاميرات لمعرفة المتسببين بالمشاجرات إلا إذا كان الهدف الحقيقي من وراء هذه الكاميرات تقييد حرية العمل الطلابي ومراقبة الطلبة الناشطين .
كما أن استخدام بطاقات ممغنطة لدخول الجامعة لن يمنع هكذا مشاجرات كون كافة هذه المشاجرات وقعت بين طلبة يدرسون في الجامعة الأردنية وليس أناس من خارج الجامعة .
أما إذا كان الهدف هو عدم جعل هذه المشاجرات تتفاقم من خلال جلب أشخاص من الطرفين من خارج أسوار الجامعة ، فإن البطاقات الممغنطة ستعمل على نقل هذه المشاجرات من داخل أسوار الجامعة إلى خارجها كما حدث في كلية عمان التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية\" .
ولفتت الحملة إلى أن ظاهرة العنف الجامعي لا يمكن إيجاد حلول لها دون وضع اليد على الجرح ومعرفة أسباب هذه الظاهرة ، والتي يمكن تلخيص أهمها بالآتي :
1_ الانتماءات ما تحت الوطنية من عشائرية وإقليمية ... إلخ ، والناتجة عن انتشار الواسطة والمحسوبية التي تجعل المواطن يحصل على فرص العمل والامتيازات وحتى حل قضاياه من خلال العشيرة وليس من خلال كفاءته وقدراته .
2_ تغييب الجامعات للنشاطات اللامنهجية ما يجعل الطالب يبحث عن وسائل أخرى لملء فراغه وتفريغ طاقته في جوانب سلبية أو على الأقل غير ذات فائدة .
3_ أسس القبول الجامعي التي تعزز الانتماءات ما تحت الوطنية من خلال الاستثناءات الكبيرة في القبول الجامعي والتي تجعل الطالب يشعر بأن انتماءه ما تحت الوطني هو ما يعزز فرص حصوله على مقعد جامعي .
4_ أنظمة التأديب التي تمنع الحركات والكتل الطلابية والحزبية من العمل داخل الجامعة، وبالتالي تتحول المعارك الانتخابية لاتحادات الطلبة من معارك فكرية سياسية إلى مشاجرات عشائرية وإقليمية .
في الختام ، طالبت الحملة إدارة الجامعة الأردنية وباقي الجامعات \"القيام بخطوات حقيقية لمواجهة العنف الجامعي من خلال إلغاء كافة المظاهر العشائرية والإقليمية والعنصرية في انتخابات الاتحادات الطلابية وإعادة النظر بأنظمة التأديب وتفعيل الأندية الطلابية والنشاطات اللامنهجية بالتوازي مع تشديد العقوبات على المخالفين والمتسببين بأعمال العنف الجامعي .
على صعيد متصل ، تعكف الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة \" ذبحتونا \" على التحضير لورشة عمل نوعية على الصعيد الوطني حول ظاهرة العنف الجامعي تناقش فيها القضية من كافة جوانبها ومن خلال شخصيات وهيئات معنية للخروج بتوصيات تساهم في إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تشوه الصورة الحضارية المفترضة لطلبة الجامعات \".