تجدد أعمال العنف في أوكرانيا مع استعداد شبه جزيرة القرم للاستفتاء

المدينة نيوز: قالت أوكرانيا السبت إن القوات الروسية توغلت في أراضيها خارج شبه جزيرة القرم للمرة الأولى، مما يثير المخاوف من تدخل مسلح في أجزاء واسعة من البلاد.
وقالت موسكو انها تدرس طلبات لحماية مدنيين في شرق أوكرانيا بعد مقتل اثنين من المتظاهرين الموالين لروسيا في وقت متأخر من الجمعة.
وجاءت التوترات عشية استفتاء مثير للجدل في شبه جزيرة القرم بشأن انضمام المنطقة إلى روسيا، وهي الخطوة التي تدينها معظم الدول الغربية وتصفها بأنها غير قانونية.
وفي نيويورك، استخدمت روسيا السبت حق النقض (فيتو) لعرقلة تمرير مشروع قرار بمجلس الامن الدولي يعلن ان استفتاء الأحد حول استقلال القرم عن اوكرانيا غير قانوني في الوقت الذي امتنعت فيه الصين عن التصويت.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن 80 جنديا وأربع مروحيات وثلاث عربات مدرعة استولوا على قرية عبارة عن شريط ضيق من الأرض تقع شرقي شبه جزيرة القرم.
وقالت الوزارة إن الحادث يرقى إلى غزو عسكري وطالبت روسيا بأن تسحب قواتها على الفور من الأراضي الأوكرانية. وأوضحت الوزارة أن كييف “تحتفظ لنفسها بحق استخدام جميع الاجراءات اللازمة” لوقف الغزو.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية السبت إلى أن منطقة شرق أوكرانيا الصناعية بحاجة إلى حماية أيضا، قائلة إنها تدرس “طلبات عديدة” من مواطنين هناك.
وقالت الوزارة أيضا إن لديها معلومات بأن “رتل من المرتزقة المسلحة” من المتطرفين اليمينيين يتحركون من مدن في شرق أوكرانيا لفتح “جبهة شرقية”.
وكان البيان رد فعل على مقتل اثنين من الناشطين الموالين لروسيا في اشتباكات مع القوميين الأوكرانيين في مدينة خاركيف الشرقية مساء الجمعة.
وقالت الشرطة أمس السبت إن شخصين قتلا وأصيب أربعة آخرون عندما ألقى أفراد من جماعة أوكرانية يمينية متطرفة قنابل المولوتوف على نشطاء موالين لروسيا أرادوا اقتحام مقر الجماعة.
وقالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على 38 شخصا.
وفي دونيتسك، وهي مركز صناعي آخر بشرق أوكرانيا، هتف الآلاف من المتظاهرين الموالين لروسيا عندما شق نشطاء طريقهم إلى مقر جهاز الأمن المحلي إلا أن الحشد تفرق في وقت لاحق، حسبما ذكرت وسائل اعلام محلية.
وشهدت دونيتسك يوم الخميس الماضي، مقتل شخص من القوميين الاوكرانيين خلال اشتباكات مع المتظاهرين الموالين لروسيا.
وأثار العنف مخاوف من أن الحكومة المركزية في أوكرانيا، التي لاتملك أي سيطرة فعلية على شبه جزيرة القرم، على وشك فقدان السلطة في الأجزاء الشرقية الناطقة بالروسية.
ومن المقرر أن تجري شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود استفتاء اليوم الاحد على ما اذا كانت ستبقى جمهورية تتمتع بحكم ذاتي داخل أوكرانيا أو ستنضم إلى روسيا.
وصوت البرلمان الأوكراني أمس السبت بحل برلمان شبه جزيرة القرم، الذي كان بمثابة القوة الدافعة في انفصال المنطقة عن أوكرانيا.
ويعد تصويت 278 نائبا في البرلمان الأوكراني البالغ عدد أعضاؤه 450 عضوا لصالح حل برلمان شبه جزيرة القرم رمزيا إلى حد بعيد بسبب إعلان سلطات القرم فعليا عن استقلال المنطقة التام عن أوكرانيا.
ويتهم الغرب وأوكرانيا حكومة القرم بانتهاك القانون الدولي بهذه القرارات في حين تتمسك روسيا التي ترعى حكومة القرم بحق شعب شبه الجزيرة في تقرير مصيره.
" د ب أ "