حملة دعائية “باهتة” لانتخابات الرئاسة في الجزائر

تم نشره الأربعاء 26 آذار / مارس 2014 11:05 صباحاً
حملة دعائية “باهتة” لانتخابات الرئاسة في الجزائر
أرشيفية - حملة دعائية

المدينة نيوز- دخلت الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة في الجزائر الأربعاء، يومها الرابع دون أن تسجّل أثرا ذا قيمة لدى المواطنين، وقد بدا ذلك من خلال اللافتات التي خلت من صور أغلب المرشحين، فيما كان التمزيق مصير بعض الصور المُلصقة، ما أعطى انطباعا عن لامبالاة كبيرة تحدّث عنها السياسيون المنادون بخيار المقاطعة في وقت سابق.

أظهرت جولة لمراسل الأناضول بالعاصمة الجزائرية حالة من “الهجران الشعبي” لحملة الدعاية لرئاسيات 17 أبريل/ نيسان المقبل، ففي شوارع القبة بأعالي العاصمة مُزّقت صور المرشحين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس بينما غابت صورة المرشحين الأربعة الآخرين عبد العزيز بلعيد ولويزة حنون وعلي فوزي رباعين وموسى تواتي.

وانطلقت الأحد الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة المقررة يوم 17 أبريل/ نيسان وستستمر ثلاثة أسابيع إلى غاية 13 أبريل/ نيسان القادم، حسب وزارة الداخلية.

وفي حي باب الوادي الشعبي “خربَش” مواطنون وجوه المرشحين وأظهروهم في صورة بشعة كما مزّقوا صورا أخرى، وباب الوادي هو الحي الذي يعكس نبض الشارع الجزائري كونه محضنا للفئات الشعبية الفقيرة التي لا يقصدها السياسيون إلا في المناسبات.

وسألت “الأناضول” الشاب زياد (لم يشأ ذكر اسمه كاملا) المقيم في الحي عن تفاعل الناس مع الحملة فقال “لقد خلع شباب غاضبون لافتات مرشحين قبل انطلاق الحملة، وقد أعادتها السلطات إلى مكانها في وقت لاحق. الناس هنا يرون السياسيين من السلطة والأحزاب انتهازيين لذلك لا يصدقونهم”.

وتابع: “ولعلمكم فإن باب الوادي من الأحياء التي تقاطع كل الانتخابات لأننا نعرف جيدا أن ما يهم هؤلاء السياسيين هو أصواتنا فقط.. والدليل أنه لا أحد منهم يزورنا طوال السنة، لقد تأكدنا أن كل كلامهم وعود كاذبة ونحن نقابل كذبهم باللامبالاة”.

ولا يشعر المتجول بالشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائر بوجود سباق رئاسي في البلاد حيث أن المواطنين يزاولون نشاطهم بشكل عادي دون الالتفات إلى مكاتب لمرشحين فتحت للتعريف ببرامجهم فتحت بعدة أماكن في المدينة.

وفي هذا السياق، قال الصحفي المتخصص في الشأن السياسي محمد شراق لـ”الأناضول” إن “الجزائريين تعودوا أن تكون الحملات الدعائية باهتة في أيامها الأولى، فلا يدخل الناخبون في المشهد الانتخابي إلا مع بداية الأسبوع الثاني من الحملة”.

وأضاف: “لكن هذه المرة لا يرتبط الأمر بهذه العادة ولكنه مرتبط بواقع سياسي واجتماعي واقتصادي الناخبون فيه ليسوا مهيئين لتلقي دعاية انتخابية، بمعنى أن الاستقالة السياسية قد رُسّمت هذه المرة من عموم الناس″.

ويرجع السبب في هذه “الاستقالة السياسية” – يضيف شراق- إلى “تردي الوضع السياسي، وبالأساس بسبب نمط تعاطي السلطة مع الانتخابات بترشح (الرئيس الحالي عبد العزيز) بوتفليقة”.

ويرى شراق أن هناك “موجة صامتة من الغضب ترجمت في تمزيق الصور وعدم الالتحاق بقاعات التجمعات”.

وحسبه فإن هذا التعاطي “يعكس منطق الرفض الذي ظهر بجلاء في تشريعيات 12 مايو/ آيار 2010، حيث لم تتعد نسبة التصويت 35 بالمائة”.

وقدّر شراق أن هناك “نوعا من الكبت السياسي وإلا خرج الناس إلى الشارع للمطالبة بتغيير النظام بأكثر قوة مما لوحظ مع حركة بركات (حركة معارضة للولاية الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تطالب بإلغاء انتخابات الرئاسة ورحيل النظام الحاكم)، لكن الشعب صار مرهقا بسبب العشرية السوداء (صراع مسلح قام بين الدولة الجزائرية وفصائل متعددة تتبنى أفكار موالية لـ”الجبهة الإسلامية للإنقاذ” والإسلام السياسي بداية من عام 1990 ولـ10 سنوات) وغير مؤهل لمخاطرة أخرى”.

ونفى شراق أن تكون دعوات مقاطعة الانتخابات التي أطلقها سياسيون سببا في العزوف الشعبي عن متابعة الحملة الدعائية “لا أعتقد أن العزوف نتاج دعوة المقاطعة، بل هو عقاب شعبي ليس وليد اليوم ولكن من فترة طويلة، وهذا العزوف مرشح لأن يتضاعف لأن الناخب أصبح أكثر وعيا من جهة ومن جهة أصبح ناشزا من العمل السياسي الذي صار بالنسبة له مصدرا للربح المادي والزبائنية والتزلف، وهذه الأمور يمقتها الكثير من الناس″.

وعبثا حاول المترشحون إقناع الناخبين بضرورة المشاركة في الانتخابات والتصويت بقوة من أجل تغيير النظام الحاكم، فلم تجِد دعوة المترشح موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، صدى في الأوساط الشعبية خلال اليوم الثاني –الإثنين- على الأقل، حيث رفع خلال جولاته في المحافظات شعار “المقاطعة ليست حلا”.

ونقل التلفزيون العمومي (الحكومي) حديثا لتواتي مع شاب في محافظة البيّض (350 كلم غرب العاصمة) وهو يقول له “عاقب النظام بصوتك” لكن الشاب بدا غير مقتنع.

الأمر نفسه كان مع غريم الرئيس بوتفليقة المترشح علي بن فليس، الذي طلب من المواطنين خلال لقائه بهم في محافظة البليدة (40 كلم غرب العاصمة)، الثلاثاء، التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 17 أبريل/ نيسان وأغرى الشباب بتخفيض مدة الخدمة العسكرية من 18 شهرا إلى سنة واحدة في محاولة لاستقطاب الفئة الأكبر في الشعب الجزائري والتي تناهز 70 بالمائة.

في الجهة المعاكسة للداعين للتصويت في الرئاسيات، يواصل دعاة المقاطعة من أحزاب وشخصيات سياسية حملة مضادة، بدأت قبل انطلاق الحملة الدعائية، تحث المواطنين على عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع، ويتزعم هذا الاتجاه تنسيقية الشخصيات والأحزاب المقاطعة للرئاسيات، والتي تأسست قبيل انطلاق الحملة.

وتنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات تضم 4 أحزاب أعلنت سابقا مقاطعة الانتخابات، ثلاثة منها إسلامية وهي حركتا مجتمع السلم والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، إلى جانب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذي التوجه العلماني.

كما تضم المرشحين المنسحبين من سباق الرئاسة وهما رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ورئيس حزب “جيل جديد” (معارض)، جيلالي سفيان.

ونجحت التنسيقية في حشد الآلاف من أنصارها في قاعة حلاشة حسان بالعاصمة، الأسبوع الماضي، تحت شعار (معا لدعم خيار المقاطعة)، وقال المجتمعون إنهم سيعملون من أجل تحضير أرضية لإخراج الجزائر من المأزق الذي خلفه النظام “حتى ولو أعلنت وزارة الداخلية عن فوز مرشح السلطة في الرئاسيات القادمة” وقد هتف الحضور الذين امتلأت بهم مدرجات القاعة، شعارات مناهضة للمرشح عبد العزيز بوتفليقة وأخرى ضدّ السلطة.

كما دعا عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم –إسلامي- والعضو في التنسيقية، الشعب إلى “معاقبة النظام بمقاطعة الرئاسيات”، في كلمة كتبها في صفحته الرسمية على فيسبوك، قبل يوم على انطلاق الحملة الدعائية، وقال باللفظ “من أراد أن يعاقب هذا النظام على هذه الويلات التي يصنعها، فليقاطع الانتخابات وليتركهم وحدهم مع عرسهم”.

كما نفذت حركتا “بركات” و”جبهة الرفض” احتجاجات في العاصمة وبعض المحافظات ضد العهدة الرابعة، التي ترشح لها الرئيس بوتفليقة ودعوا إلى خيار المقاطعة.

ويواصل الطرفان؛ دعاة المشاركة ودعاة المقاطعة حملتهما لإقناع الناخب الجزائري، الذي يبدو – إلى اللحظة- “غارقا” في شؤونه اليومية.

" الاناضول " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات