مِمَّ تخاف ماليزيا؟

تم نشره الخميس 27 آذار / مارس 2014 01:29 صباحاً
مِمَّ تخاف ماليزيا؟
سمير عطا الله

انتهت الرحلة الماليزية 370 في المحيط الهندي بعيداً عن مسارها ومقصدها وبرنامج ركابها. ملحمة من القلق والأمل والمخاوف شارك فيها العالم اجمع، وغطّى رجال الإنقاذ مساحة تزيد على مليونيّ ميل مربع. تابعتُ أخبار الطائرة المفقودة بتلهُّف الإنسان وفضول الصحافي. فوجئت بكميّة المقالات والافكار التي نشرها الخبراء والمستشارون والاختصاصيون! معظمها كان هراء وترهات. أسوأها كان مطالعة لـ «خبير» عنوانها: كفّوا عن الهراء، أما هو فلم يَكفّ.

الآلة وحدها كانت دقيقة وعلمية. وعندما توقف «الترانسيوندر» في المحركات عن إبلاغ الأرض بأحوال الطائرة، ضاع البشر في التكهُّن. وزاد في محنة الغموض محنة الحكومة الماليزية، التي لم تكن تعرف ما يكفي، ولا تستطيع أن تكشف ما تعرف. فأي كلمة تعطي أملاً زائفاً أو تخطف أملاً محتملاً. لم تكن سمعتها، كصاحبة الشركة فقط، على المحك، وإنما أيضاً كدولة آمنة ومتقدمة.

لماذا تعطى كوارث الجو أهمية أكبر من سواها؟ لأنها قليلة والحمد لله. ولست اشك لحظة أن مسؤولي الطيران الماليزي كانوا يفكِّرون طوال الوقت، في ما آلت إليه مصائر الشركات الكبرى التي تعرَّضت لكوارث متعمِّدة. إثنتان كان بطلهما الأخ معمر: الشركة الفرنسية «يوتا» والـ»بان أميركان» فوق لوكربي. والثالثة كانت «في دبليو اي». بدأت عمليات خطف الطائرات في الستينات نحو كوبا، ثم تحولت إلى احتكار عربي. خطفت «الجبهة الشعبية» ثلاث طائرات إلى الأردن لكنها أفرجت عن ركابها جميعاً، لكن رجال الشيخ المجاهد أسامة بن لادن، مضوا في الخطف إلى ابعد مما يتصوره عقل أو قلب: خطفوا الطائرات المدنية وركابها وملاحيها ليفجروا بها نحو أربعة آلاف إنسان وصلوا إلى مكاتبهم للبدء في يوم عادي.

ردت أميركا بطريقة «لا سابقة لها»، رئيسها يشرف مباشرة من البيت الأبيض على عملية الانتقام في باكستان. يروى أن روزفلت، من قبل، كان قد أعطى امراَ شخصياً باغتيال قائد البحرية اليابانية ياماموتو في الحرب العالمية الثانية.

قلت إن معظم النظريات كانت مضحكة، كما تبين بعد التأكد من النهاية المحزنة. لكن القليل منها هو الذي أرشد إلى مكان الحطام. أيضاً لأن آلات التتبع البريطانية لاحقت الطائرة المنكوبة من خلال اشارة واحدة. هذه نهاية الطائرة لكنها بداية قصة طويلة لن يعرف أحد حقيقتها ما لم يعثر على سجل الاسرار المعروف بالصندوق الأسود.

(الشرق الاوسط 2014-03-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات