في ذكرى استشهاده الأولى .. حياة أبو حمدية صمود وعطاء

المدينة نيوز :- سنة كاملة مضت على استشهاده، عاش لوطنه وشعبه وأفنى حياته في رفع لواء الحق فوق هذه الأرض، كانت حياته مليئة بالعزة والكرامة والأنفة، كبرياء وصمود رُسم على قسمات وجهه، أحبه إخوته داخل الأسر فشاركوه أفراحهم وأحزانهم.
ارتقى الأسير ميسرة أبو حمدية شهيدا، يشكو إلى الله ظلم الظالمين وجبروتهم، بعد أعوام مرت عليه داخل السجن وهو يعاني من عدة أمراض أبرزها سرطان الحنجرة، ولم يلقَ أي اهتمام يذكر من إدارة السجون الصهيونية، بل وجد المزيد من القهر والمعاناة واللامبالاة، حيث كانت عيادة السجون تصرف للشهيد أبو حمدية دواء "الأكامول" لهذا المرض الخطير.
تحدى وصبر فكان صامدا في محنته، أما الاحتلال بدوره كان يبحث عن كل ما يزعج الأسير ويزيد من معاناته، الشهيد أبو حمدية حكم بالمؤبد داخل سجنه وقضى ما يزيد عن العشرة أعوام قبل أن تختار روحه الحرية الأبدية التي لا خيار للاحتلال فيها.
عرف أبو حمدية بقلب طيب وكان مثالا للوحدة الوطنية، فقد كان يحتفظ بعلاقات قوية وتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية في العمل المقاوم، وحاول أن يجمع الفصائل الفلسطينية على كلمة واحدة وخيار وحيد ألا وهو خيار المقاومة.
وكان أبو حمدية حضنا دافئا لجميع الأسرى مهما اختلفت أعمارهم وأطيافهم السياسية، فكان بمثابة الأخ والأب بالنسبة لهم يبثون إليه همومهم وآلامهم.
عاش أبو حمدية متنقلا بين السجون، حتى انتهى به المطاف عام 2002 في زنازين التحقيق وجلسات المحاكم، وقدمت له لائحة اتهام خطيرة، حملت في طياتها حقد الصهاينة الأسود، وحكم عليه بالسجن مدة 25 عاما، فلم تكتفِ النيابة الصهيونية بهذا الحكم واستأنفته ليتم الحكم عليه بالسجن المؤبد .
ويتضح من مسيرة أبو حمدية أن عمله داخل أقسام الأمن الوقائي يحمل نهجا وطنيا عميقا، تجسد في توطيد علاقاته مع كتائب الشهيد عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية _ حماس – ، وإشرافه على العديد من العمليات الجهادية.
كان وقع استشهاده بتاريخ 2 /4 / 2013 كبيرا ومؤثرا، فانتفضت كافة السجون لهذا الخبر الحزين وحدثت خطوات تصعيدية متعددة، أوصلت رسالة حب وتقدير لهذا المقاوم الذي حافظ على التزامه الوطني وثباته على مبادئه حتى آخر رمق في حياته، فعاش عظيما ومات عظيما.
يذكر أن الأسير أبو حمدية هو الأسير رقم 207 الذي يستشهد داخل سجون الاحتلال الصهيوني بفعل الإهمال الطبي المتعمد والذي تمارسه سلطات الاحتلال، وترفض تغييره بالرغم من مخالفته لكافة القوانين الدولية، وما تزال أعداد شهداء الحركة الأسيرة في تزايد بفعل هذه السياسة التعسفية