برنامج عين على القدس يؤكد بطلان طرح "يهودية اسرائيل"

المدينة نيوز- اكد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني مساء السبت، ان اتفاقية اوسلو عام 1993 أفضت الى اعتراف فلسطيني بإسرائيل بشكل واضح وصريح على اساس وعد اسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية في غضون 5 سنوات وهو الوعد الذي ذهب ادراج الرياح على مدى 13 عاما الماضية وحل محله طرح اسرائيلي قلب الموازين بشكل درامي "يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية"، بحسب مقدمه الدكتور وائل عربيات.
ووصف عربيات في مستهل البرنامج بعنوان "مقاومة الرواية التهويدية لفلسطين والمسجد الاقصى" والذي استضاف كلا من وزير الخارجية الاسبق والسفير الاردني ووزير البلاط الملكي الاردني الاسبق الدكتور حازم نسيبة، ورئيس الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية في القدس الدكتور مهدي عبد الهادي، هذا الطلب التعجيزي بـ "تعويذة اسرائيل الحالية"، متسائلا "الا يؤثر هذا على ما تتغنى به اسرائيل من أنها دولة ديمقراطية، وان كيانها لكل مواطنيها؟ و "الا يؤثر هذا على عرب اسرائيل الذين يقاربون 20 بالمائة من السكان؟ و "هل ترمي إسرائيل من ذلك الى فرض دولة يهودية عرقية لا تختلف في المعنى والهدف عما يعنيه مسمى "دولة عنصرية"؟.
وحول هذا الطرح قال الدكتور نسيبة، ان "طرح الدولة اليهودية سيكون له اثر مدمر نفسيا على فلسطينيي 48 والذي صبروا 60 عاما على الحكم العسكري والعرفي"، مشيرا الى ان الامم المتحدة اشترطت على اسرائيل عندما قبلتها المحافظة على خصوصية الاقلية.
وقال، "ان قسم كبيرا من الرأي العام الاميركي اليهودي كان يعارض قيام دولة اسرائيل خوفا من ان تخلق هذه الدولة مشكلة ولاء ديني"، لافتا الى ان اسرائيل لن تجرؤ على وضع نفسها في موقف محرج مع الجاليات اليهودية في العالم".
واكد نسيبة ان الكنعانيين هم اول من عمر فلسطين، اما القدس فقد بناها (البابوسيين) واطلقوا عليها اوروسالم قبل الاحتلال اليهودي الاول لفلسطين".
من جهته قال الدكتور عبد الهادي ان انعكاسات "يهودية اسرائيل" هي ان العالم اعترف بإسرائيل ككيان سياسي ولم يعترف بـ "يهودية الدولة".. اما من حيث الدولة ككيان سياسي، فقد تساءل عبد الهادي "من هي اسرائيل؟"، فهناك 2 مليون روسي ليسوا يهودا، بل استوعبتهم اسرائيل لمصالح مع الاتحاد السوفياتي، وهناك ايضا مليون ونصف مليون اسرائيلي اوروبي منقسمون في ولائهم بين اسرائيل واوروبا وليسوا معنيين بما يجري بقدر ما هم معنيين بمصالحهم الاقتصادية في اوروبا، كما ان هناك مليونا ونصف مليون عربي يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية ولكنهم حافظوا على لغتهم وقوميتهم وعقيدتهم وحضورهم الاجتماعي، مقابل مليوني يهودي متطرف فقط من أصل 7 ملايين "هم من يؤمنون ان هذه الارض من الله وهؤلاء ويمثلون البعد الديني".
وابدى عبد الهادي تحفظه على تسمية "عرب 48" لأنهم هم عرب فلسطينيون لهم عرقهم ودينهم وهم جزء من العالم العربي.
واكد بطلان الادعاءات الاسرائيلية فيما يخص "القدس الموحدة"، مستشهدا بذلك ان مسؤولا اسرائيليا واحدا لم يتفقد الجانب الشرقي من المدينة.
وفي مداخلة له قال الدكتور نسيبة ان المجموعة الدولية ارتكبت جريمة بغضها الطرف "عن العبث الاسرائيلي بالأراضي المحتلة، وعدم تطبيق مقاييس الاحتلال واتفاقية جنيف لعام 1949 التي تمنع ضم اي شبر من الاراضي المحتلة او نقل اي مواطن"، مشيرا الى ان الفلسطينيين محظور عليهم الآن التصرف بـ 78 بالمئة من اراضي القدس، تمهيدا لتسليمها للمستوطنين لإقامة مبان استيطانية عليها وهذا موضوع خطير ومهم.
واشار نسيبة الى استيلاء اسرائيل على عمارة البريد في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية والمسجل باسم الخزينة الاردنية وتم بيعه لعمل مدرسة يهودية، واتخاذ مجلس الوزراء الاردني قرارا بملاحقة اسرائيل لإبطال هذه البيوعات، متسائلا "لماذا يتحدث المفاوض الفلسطيني عن القدس الشرقية ولا يتحدث عن القدس الغربية والعالم لم يعترف لإسرائيل لا بالقدس الغربية ولا بالقدس الشرقية بدليل عدم وجود سفارة لأي دولة في القدس، مطالبا بتفعيل الثقل الاسلامي الذي يبلغ مليارا و 700 مليون في اي محادثات تتعلق بمدينة القدس، ومسؤولية الجميع مساندة الاردن والشعب الفلسطيني في هذه القضية.
وقال الدكتور نسيبة ان المجتمع الدولي ونتيجة للجهد الفلسطيني بالداخل قد لعبوا دورا كبيرا في توعية المجتمعات الاوروبية بان هناك نظام عنصري موجود واصبحت الجامعات الانجليزية تقاطع الاقوال الاسرائيلية والان يوجد حول 6 ملايين فلسطيني بمقابلهم اقل من 6 ملايين يهودي لان هناك مليون يهودي يعيشون في الخارج بشكل دائم .
وحذر نسيبة من ان المستقبل مليء بالمخاطر على مقدساتنا، فإسرائيل ماضية في تهيئة الظروف "لبناء هيكل سليمان الهيكل المزعوم" علما بان جميع الحفريات التي اقيمت خلال 46 سنة الماضية لم تكشف عن اثر واحد للمزاعم المطروحة.
واشار الدكتور عربيات مقدم البرنامج ان الاردن يعمل بأقصى جهده للمحافظة على القدس والمقدسات على الصعيد الدولي وفي جميع المحافل الدولية، مطالبا بتجاوز جميع الخلافات، ومهما يحصل من فوضى فمفتاح الحل يكمن في عالمنا العربي والاسلامي.
(بترا)