الدكتور ابوعرابي : هناك علاقات وثيقة بين عالمي التعليم والأعمال

المدينة نيوز :- رعى ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الدكتور آلان حكيم في جامعة الروح القدس - الكسليك مؤتمراً دولياً بعنوان حوكمة الشركات عبر الأخلاقيات والثقافة والمواطنية: ماذا نعطي؟ وماذا نتوقّع؟ في الفترة من 13-14 نيسان 2014 ، بحضور الامين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان ابوعرابي العدوان ورئيس الجامعة الأب هادي محفوظ وأمين عام الجمعية وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس الدكتور نعمة عازوري ورئيس مجموعة طلال أبوغزاله الدكتور طلال أبوغزاله والرئيس التنفيذي لغلوبال انتاليجانس بارتنيرز السيد عبد المالك علاوي، ويأتي هذا المؤتمر ضمن الانشطة العديدة التي تقوم بها الجمعية العلمية لكليات ادارة الأعمال والعلوم الإقتصادية والسياسية في الجامعات العربية وهي إحدى الجمعيات العلمية المنبثقة عن اتحاد الجامعات العربية وتستضيفها كلية إدارة الأعمال والإقتصاد في جامعة الروح القدس في لبنان .
واعتبر الوزير حكيم في كلمته أن هذا المنتدى الدولي يجمع نخبة كبيرة من الشخصيات الاقتصادية والأكاديمية من مختلف القارات للتداول بموضوع الحوكمة الإدارية من معايير مختلفة تتعلق بالقيم الأخلاقية والثقافية والمواطنة. ونوّه في هذه المناسبة بالدور الرائد الذي تلعبه جامعة الروح القدس - الكسليك في طرح مواضيع ذات طابع استراتيجي يدمج ما بين البحث العلمي المتطور والتطبيق العلمي الواقعي. واضاف ان العالم شهد خلال الأعوام العشرة الماضية الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية شملت العديد من البلدان المتقدمة. الأمر الذي دفع بالاقتصاديين والمشرعين القانونيين إلى طرح العديد من الاسئلة حول النظم الاقتصادية المتبعة والقوانين المالية والادارية التي يعمل على اساسها المجتمع الاقتصادي المتحضر. أسئلة تتناول القناعات والمبادئ التي تتطلب مراجعة عميقة تدور حول الأولويات الوطنية والنظم التربوية واندماج الثقافات والحضارات وأبعاد التطور الإلكتروني والضغط الاجتماعي.
وقدم الدكتور أبو عرابي إيجازاً حول اتحاد الجامعات العربية والمؤسسات التي تنضوي تحت مظلته ، بالإضافة الى عدد الجامعات الاعضاء التي أصبح عددها 270 جامعة من 22 بلد عربي والأنشطة العديدة التي يقوم بها الاتحاد على الساحة العربية والدولية .
وتطرّق إلى الضعف العام في الأبحاث العلمية في العالم العربي، وهذا ما نعطيه الأهمية الكبرى في الاتحاد . وأشار إلى أنه في عصر التكنولوجيا والعولمة، تؤدي مؤسسات التعليم العالي دورًا أساسًا في تزويد الأمة بقادتها ونخبتها وتعزيز التنمية الفكرية وتحقيق الاكتشافات والابتكارات فضلاً عن إنشاء مدارس للفكر والتوجهات الفنية والاجتماعية التي تنمّي مجتمع المعرفة بشكل مباشر". وأضاف: هناك علاقات وثيقة بين عالمي التعليم والأعمال حيث تكون الجامعات معنية بخلق فرص عمل وفق حاجات السوق. لذلك، إنّه من المهمّ بالنسبة إلى جميع مؤسسات التعليم العالي أن تعمل معًا لتنسيق أهدافها بغية وضع استراتيجية فعالة لتطوير الجامعات والتعليم العالي. وعليها أن تأخذ بالاعتبار أيضًا التقدّم العالمي المتسارع".
أما السيد علاوي فنوّه بأهمية الموضوع الذي يعالجه المؤتمر، خصوصًا وأن العالم يشهد حاليّا تغيّرات كبيرة. وتحدث عن بعض المفاهيم والقناعات والمعضلات في عالم الشركات، معتبرًا أن بعض الشركات على الرغم من أنها تشهد نمواً بطيئًا، فهي تحافظ على الإدارة الحسنة والأخلاقيات إلى جانب مراعاة القوانين والمعايير الدولية. وتحدث عن المنافسة في هذا الإطار.
وتحدث رئيس مجموعة طلال أبوغزاله الدكتور طلال أبوغزاله عن المسؤولية الاجتماعية معتبرًا أنها تجسيد لعلاقة الشراكة للشركة الصالحة والمواطن الصالح مع المجتمع. هي نتائج ادراك الفرد والشركة بفضل المجتمع والتعبير عن الامتنان لذلك الفضل... والمسؤولية الاجتماعية هي إحدى أدوات التوازن الاقتصادي في المجتمع بل أنها نشأت لهذا الغرض. وقد قال فرانكلين روزفيلت: "انني أؤمن أنه ما دام هنالك خير كثير فان الفقر شر كبير". وأضاف : "هذا المفهوم كان وراء إقامة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة عام 2000 (UN Compact Global) الذي تشرّفت بأن كنت أحد مؤسسيه وعملت نائبا لرئيسه آنذاك أمين عام الأمم المتحدة السيد كوفي عنان وبعده نائباً للسيد بان كي مون، والذي نصت مبادئه العشرة على ما يلي: يتعين على المؤسسات التجارية دعم حماية حقوق الانسان المعلنة دوليًا واحترامها. يتعين عليها التأكد من أنها ليست ضالعة في انتهاكات حقوق الانسان. يتعين على المؤسسات التجارية احترام حرية تكوين الجمعيات والاعتراف الفعلي بالحق في المسائلة الجماعية. يتعين عليها القضاء على جميع اشكال السخرة والعمل الجبري. يتعين عليها الالغاء الفعلي لعمل الأطفال. يتعين عليها القضاء على التمييز في مجال التوظيف والمهن. يتعين على المؤسسات التجارية التشجيع على اتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية. يتعين عليها الاضطلاع بمادرات لتوسيع نطاق المسؤولية البيئية. يتعين عليها التشجيع على تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها. يتعين على المؤسسات التجارية مكافحة الفساد بكل اشكاله، بما فيها الابتزاز والرشوة.
ولفت إلى أنه لقد ساهمنا في انشاء مراكز للاتفاق العالمي للأمم المتحدة في القاهرة وعمان ودمشق" ، داعيًا جامعة الروح القدس لإنشائه في لبنان.
ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس البروفسور نعمه عازوري الذي تساءل: "ماذا نعطي وماذا ننتظر بالمقابل؟ معتبرًا "أن هذا طرح دائم ولا يمكننا أن نجد إجابة موحدة له. غير أنّ الإجابة سهلة، لا بل سهلة جدًا: الثقة تولّد الثقة وتؤدي إلى الأمل والاحترام والعلاقات الوثيقة والطويلة الأمد". وأكد "أنه انطلاقًا من وجهة النظر هذه، "تنتظر" الشركات التي تعتمد هذه المبادئ مجتمعًا جيدًا قادرًا على تحقيق تطلّعاته الخاصة بنفسه". وأكد أنه "ومن واجباتنا ككلية إدارة أعمال أن نثقّف القادة القادرين على تزويد السوق والمجتمع بالأعمال المهنية والاخلاقية والمسؤولة. وطلّابنا هم البذور التي ينبغي زرعها بالشكل الصحيح من أجل أن تنمو وتزدهر.
وأعرب الأب الدكتور محفوظ عن فخر الجامعة في إطلاق هذا الاجتماع الدولي الذي يتطرّق إلى مبدأ حوكمة الشركات عبر الأخلاقيات والثقافة والمواطنة، إذ إنّه يعالج كمًّا هائلاً من القوانين الخاصّة بالشركات، بما يشمل تلك المعروفة وغير المعروفة وقال : أيّها العلماء والأكاديميون، يعود الأمر لكم لإدراك كيفيّة التوفيق بين هذه القوانين لخدمة المجتمع وتمكينه، تحت مظلّة الأخلاقيات. إنّي أدرك تماماً أنّكم ستبحثون في الأيّام المقبلة في مواضيع الحوكمة من منظار مختلف، وتقوموا بتحليل المبادىء القديمة، والنزعات الجديدة وأفضل الممارسات. كما أنّي أعلم جيّداً أنّ هدفكم الأسمى يقضي بنشر التوعية حول الأخلاقيات التي يجب أن ترسم عالم الحوكمة في العالم بشكل عام". وفي الختام شكر الأب محفوظ الرئيس سليمان على رعايته المؤتمر، منوّهًا بالجهود الحثيثة التي بذلها العميد البروفسور نعمة عازوري والفريق العامل معه، ومرّحّبًا بجميع المتعاونين في التنظيم والمشاركين.
وبدأت جلسات اليوم الأول من المؤتمر. وتناولت الجلسة الأولى موضوع " هل هناك أهمية لحوكمة الشركات والأخلاقيات؟ وتركزت الجلسة الثانية على المواطنية في خضم تحديات الزمان والمكان. فيما انعقدت الجلسة الثالثة بعنوان: هل المجتمع الجيد هو كناية عن العمل الجيد؟" أما الجلسة الرابعة فتطرقت إلى "صراع البقاء في أوقات الأزمات الاقتصادية: توازن حاجات أصحاب المصالح." ودارت بالموازاة الجلسة الخامسة تحت عنوان: "السلطة، الثقافة والعولمة: مزيج من أجل مستقبل أفضل.
وفي اليوم التالي انعقدت الجلسة السادسة بعنوان: "الازدهار المشترك: هو توازن بين المجتمع الصحي والمجتمع الغني"، بالموازاة مع الجلسة السابعة المعنونة: "ثقافات العمل والعصرنة". أما الجلسة الأخيرة فتحمل عنوان:"أخلاقيات العمل: صورة مشوّهة".