محاضرات الرؤساء السابقين

تم نشره الأحد 20 نيسان / أبريل 2014 03:51 صباحاً
محاضرات الرؤساء السابقين
د. فهد الفانك

من تقاليد العمل السياسي في الأردن أن على المسؤول الكبير الذي يغادر موقعه أن يصمت لمدة سنة على الأقل ، وإلا اعتبر كلامه تشويشاً على المسؤول الحالي أو دليلاً عن عدم رضاه لانتهاء دوره.

بعد سنة من التحرر من قيود المنصب الرسمي ، يصبح من حق المسؤول السابق أن يتكلم دون أن يخشى الاتهام. بل إننا كنا دائمأً نطالب المسؤولين السابقين بان يكتبوا مذكراتهم ، وأن يقدموا محاضرات مفتوحة للاستفادة من خبراتهم العملية والاشتراك في الحوار الوطني حول القضايا الراهنة.

حتى إذا قبل هؤلاء الدعوات الموجهة إليهم لتقديم محاضرات حول رؤيتهم للقضايا المطروحة للنقاش ، قمنا بشويهم على نار حامية بحجة أنهم لم يحققوا ما يطالبون به الآن عندما كانوا على رأس المسؤولية ، أو أنهم أصبحوا معارضين بمجرد مغادرتهم للدوار الرابع أو الوزارة!.

هناك بطبيعة الحال فرق شاسع بين تقديم الحلول النظرية التي تصلح للمقالات والمحاضرات ، وبين اتخاذ القرارات الصعبة ، فالمسؤول يجد أمامه قيودأً ومحددات وعقبات كثيرة في مجال التنفيذ ، لا يجد مثلها عندما يقدم محاضرة يتكلم فيها بحرية وفق قناعاته ولو لم يستطع تحقيقها كلها عندما كان مسؤولاً عاملاً.

رجال الدولة الحقيقيون يظلون مسؤولين تجاه المجتمع والدولة ، سواء كانوا عاملين أو متقاعدين ، ومن حقهم ، بل من واجبهم ، أن يعبروا عن وجهات نظرهم واقتراحاتهم من موقع المسؤولية الوطنية.

في وقت ما كان الرؤساء والوزراء السابقون يلجأون إلى الصمت بانتظار رنين الهاتف لاستدعائهم للعودة إلى مناصبهم ، ولكن يبدو أن الانتظار طال ، فلا بد من الكلام والتحرك ، ذلك أن الرؤساء السابقين مخزن خبرة ، ومن هنا نجد معظمهم في مجلس الأعيان باعتباره بيت خبرة.

عندما قدّم معروف البخيت محاضرة استراتيجية ، وقدّم سمير الرفاعي محاضرة اقتصادية ، أدى كل منهما بواجبات وطنية ، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهما.

يبقى أن من حق المسؤول السابق أن يتحول إلى معارض إذا كانت لديه مؤهلات ومبررات المعارضة ، ومن حقـه أن يطالب بما لم يستطع أن يحققه في عهده ، وفي جميع الحالات إذا كان السكوت من فضة فإن الكلام من ذهب ، والجمهور المثقف والمسيس قادر على التمييز بين الذهب والخشب. وهناك نقاد جاهزون للتصدي لكل من يفتح فمه!.

(الراي 2014-04-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات