الدولة الاسمية تسمية بلا مسمى

تم نشره الأحد 22nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2009 04:28 صباحاً
الدولة الاسمية تسمية بلا مسمى
راكان المجالي

قبل حرب العام 1967 كان مستحيلا على أي نظام عربي التسليم بجريمة اغتصاب غالبية ارض فلسطين في العام 1948 ، اما بعد حرب العام 1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين وهو %22 منها فقد نشأ استعداد عربي من خلال قبول القرار 242 بقبول التخلي عن %78 من ارض فلسطين التي احتلت في العام 1948 وقبول حل يعيد ما تم احتلاله في العام 1967 وهو %22 من ارض فلسطين.

ومن خلال قبول العرب واليهود للقرار 242 نشأت صورة خادعة بأن الصراع لم يعد صراع وجود وانما هو صراع حدود وظل جزء من العرب مؤمناً بأن الصراع هو صراع وجود ، وكذلك ظل جوهر السياسة الاسرائيلية متمسكا بعقيدة ان الصراع هو صراع وجود ، وان فلسطين من النهر والبحر هي ارض اسرائيل التاريخية ، وخاصة ان جوهر الاستراتيجية الصهيونية يرى ان نواة الدولة اليهودية تتركز في ما يسمونه يهودا والسامرة والقدس وهي مجمل الضفة الغربية ، وحسب خرافاتهم واساطيرهم الدينية والقومية فان شاطىء فلسطين لم يكن من ضمن دولة داوود وسليمان وكذلك موسى مما يدفع الى التأكيد ان آخر ما يمكن ان يتخلى عنه اليهود هو ما يسمونه يهودا والسامرة والقدس اي الضفة الغربية التي كانت موضع بحث سياسي نظري بدأ بعد العام 1967 ولا زال مستمراً حتى اليوم حيث لم تكن معطيات التشويه السياسية في اي وقت اكثر من طبخة حصى.

لكن اقتضت وتقتضي الحيوية السياسية الانخراط في محادثات ومفاوضات واتصالات وحركة مستمرة في الفراغ لعدم جدية اسرائيل وتصميمها المستمر على عدم اعادة ما تسميه يهودا والسامرة والقدس ولذلك فان كل ما طرح ويطرح هو مشاريع ومبادرات ومقترحات حلول نظرية تفتقر الى الجدية والصدقية وتهدف فقط الى هدر الوقت وتخدر الشعب الفلسطيني الذي امضى اكثر من 42 عاما وهو يركض خلف سراب الحلول.

وعندما يقترح الثنائي بيريز وباراك مشروعا لاقامة دولة فلسطينية مؤقتة على %40 من الضفة الغربية فان المقصود هو اعطاء تسمية جديدة للأمر الواقع الراهن الحالي للتواجد السكاني الكثيف في قصبات المدن والبلدان والقرى في الضفة الغربية بحيث تسمى السلطة الوطنية التي تقوم بدور وكيل أمني واداري حاليا لتخفيف الاعباء عن سلطة الاحتلال والأهم هو توفيرها قناعا للاحتلال ، وهذا القناع يصبح ترويجه عالمياً مقبولا اكثر اذا اطلقتا عليه اسم دولة فلسطينية في ظل احتلال استيطاني عنصري خبيث ولا يهم ماذا يقترح رئيس وزراء السلطة سلام فياض بشأن استصدار قرار من مجلس الامن يعترف بدولة فلسطين وهو قرار شأنه مئات القرارات سيظل حبراً على ورق الا اذا كان المقصود انتزاع التسمية وهو الامر الذي تلقفه شمعون بيريز وايهود باراك وقدموا مقترحهم لانشاء دولة مؤقتة بضمانات امريكية ودولية.. الخ.

خلاصة القول ان ما هو قائم قديما وحتى اليوم هو تشغيل طاحونة الكلام المجاني والحلول النظرية ، وكل ذلك لهدر الوقت لتكريس الاحتلال الاسرائيلي واستمرار الكيان الصهيوني في خلق وقائع جديدة لابتلاع الضفة الغربية وهضمها تدريجيا والاصرار الصهيوني على ان الصراع هو صراع وجود عملياً ، ولا مانع ان يكون صراع حدود نظري




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات