المحطة الاخيرة : نفس السؤال بمرارة اكثر: عيد بأية حال عدت يا عيد

وحده المتنبي جرت كلماته فكرة وحكمة على لسان كل العرب في كل العصور ، وحتى من لا يقرأ ولا يكتب ظل يردد في استقباله لكل عيد الشطرة الاولى من بيت الشعر الذي يستهل به احدى قصائده وهي: «عيد بأية حال عدت يا عيد» هنالك عبارات كثيرة رددها الناس على لسان المتنبي بما في ذلك عامة الناس وذهبت مثلا وقولا مأثوراً مثل بيت الشعر: اذا أنت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمردا».
لا أبلغ من هذا السؤال: «عيد بأية حال عدت يا عيد» في هذه الايام ، التي نكاد ننسى فيها ان هنالك ماسي تتجاوز الخيال وبلدان عربية تكاد تختفي من الوجود وبلدان عربية توشك ان تتلاشى او يضعف دورها او حتى يزول نردد نفس الكلام،،
ربما اوضح مثال على بداية الانقراض التدريجي هو المثال الصومالي ، فالى ما قبل 20 عاما كانت الصومال دولة عربية مهمة على خريطة افريقيا والعالم ، لكن النزاعات والحروب والمؤامرات التي عصفت بها حولتها الى اشلاء بغض النظر عن التسميات لحكومات او سلطات لا تعمد وتتبدل نحو الاسوأ.
في وقفتنا امام عيد الأضحى الذي هو عنوان لوحدة الامة واتحاد وجدانها وارتقاء ايمانها على جبل عرفات أمس حيث يحتشد الحجيج من كافة انحاء العالم الاسلامي ، حيث حلم وحدة المؤمنين على عرفات باشراقة عيد اضحى افضل وزمن اجمل يصطدم بكابوس الفرقة والتمزق العربي الاسلامي فيما بين اقطار امتنا وكذلك الضعف والتفكك والارتباك الداخلي الذي قاد الى حرب اهلية في الصومال ثم في الجزائر زالت ذيولها ومفاعيلها تلقي بثقلها على المجتمع الجزائري ، اما العراق الذي تعرض لاحتلال استعماري فقد انقسم وتشظى عمليا واصبح مسرحا للفوضى بعد ان كان اكثر بلدان امتنا انضباطاً وامناً.
لا يوصف الحال في افغانستان الذي هو صومال آخر وكذلك الحال في باكستان التي لا تسر والتي تنذر بالاسوأ،،
نتأمل بشكل خاص في الجرح اليمني المتعدد الوجوه ، وما تحدثه كارثة التمرد الحوثي وسوء المعالجة الرسمية لها ابتداء وانتهاء وما يترتب على ذلك من تطرف وجراح في جسم قبلي يخزن ثارات سوداوية للمستقبل الذي سيكون رهينة للاقتتال العبثي القبلي ، وكذلك الحال في انفجار النزعة الانفصالية في الجنوب.
لا نريد ان نسهب في الامثلة فلا شيء يوحي بأن الصراع السياسي في لبنان في مراحله المختلفة يمكن ان يختفي او يعالج وكذلك هو الحال في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وليس خافياً ان الجسم العربي عموماً قد ضعفت مناعته ولذلك فان كل قضاياه وأمراضه بلا حل ، كما ان حالة التردي هي حالة عامة ولكن نظل نسأل: «عيد بأية حال عدت يا عيد».