إسرائيليون يرفضون "صفقة الأجبان": أمننا الغذائي بقبضة الصين!

المدينة نيوز- أبرمت شركة "برايت" الصينية الغذائية صفقة لشراء حصة من أكبر شركة للمواد الغذائية في إسرائيل، في خطوة تسمح لها بالاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة.
وأعلنت شركة "برايت" الحكومية الخميس انها ستشتري 56 في المئة من أسهم شركة الألبان "تنوفا"، التي تسيطر عليها شركة الاستثمار البريطانية "أباكس"، بموجب اتفاق أولي. وكشفت شركة "ميفتاش شامير القابضة" الاسرائيلية، احد المساهمين الرئيسيين في "تنوفا"، ان الصفقة تقدر قيمتها بنحو 2.5 بليون دولار.
واعتبرت مصادر تجارية ومحللون أن الصفقة ستمنح "برايت" فرصة الاستفادة من التكنولوجيا الاسرائيلية المتطورة في مجال انتاج الألبان. وأوضحت "برايت" انها تتطلع الى تعزير التعاون مع المساهمين الاصغر في الشركة، بدلاً من شراء اسهمهم، كما تأمل في إتمام الصفقة بحلول نهاية العام. وقالت صحيفة "يدعوت أحرونوت" العبرية إن "الشركة الصينية التي اشترت الغالبية العظمى من أسهم الشركة الإسرائيلية، هي شركة حكومية بالكامل، ما يعني أن الأمن الغذائي القومي الإسرائيلي سيكون رهين الحكومة الصينية"، في حين ان الحكومة الاسرائيلية تشجع المزيد من الاستثمارات الصينية في البلاد. وتعتبر الصفقة واحدة من أكبر الصفقات في سوق السلع الاستهلاكية في إسرائيل، إذ تستحوذ العديد من الشركات الأجنبية على الشركات المتطورة تكنولوجياً في اسرائيل. وأحتج عدد من منتجي مشتقات الحليب في القدس وتل أبيب على عملية البيع، ورفعوا في احدى التظاهرات في شباط (فبراير) لافتات تحمل شعار المنتجات مع عبارة "صنع في الصين"، في إشارة الى السيطرة الصينية المرتقبة على قطاع الاجبان والالبان الاسرائيلي. وعبّر عدد من أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست عن معارضتهم القوية لعملية الشراء الصينية، وحذر اعضاء في الكنيست من "وقوع إحدى اكبر شركات الأغذية في اسرائيل في يد السيطرة الخارجية"، وطلب رئيس اللجنة أفيشاي برافرمان من الحكومة العمل سريعاً لمنع اتمام الصفقة، وفق ما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية.
وتأسست شركة "تنوفا" قبل نحو 80 عاماً، وكانت مؤسسة تعاونية مملوكة من قبل سكان المستوطنات. وفي عام 2007 انتقلت ملكيتها الى شركة الإستثمار البريطانية "أباكس بارتنرز" يعد أن اشترت اغلبية اسهم الشركة، إلى جانب شركة "ميفتاش شامير القابضة" الاسرائيلية. وشهدت اسرائيل في حزيران (يونيو) 2011 سلسة احتجاجات ضد الارتفاع المستمر في اسعار مشتقات الألبان والاجبان، وأطلقت حملة لحماية المستهلك على فايسبوك داعية إلى مقاطعة نوع من جبنة الماعز التي تعتبر احدى المواد الغذائية الاساسية في البلاد، وتنتجها شركة "تنوفا". وواجهت "تنوفا" في أيلول (سبتمبر) 2011 دعوى قضائية جماعية، اتهمت بموجبها بإستغلال موقعها في البلاد من اجل رفع اسعار جبنة الماعز لأكثر من 40 في المائة بين عامي 2006 و2011، فيما اطلقت حملة أخرى على فايسبوك الى مقاطع جميع منتجات "تنوفا" بعد ان رفضت الشركة خفض اسعار منتجاتها. وفي كانون الثاني (ديسمبر) 2013، فرضت الحكومة الاسرائيلية ضوابط سعرية على "تنوفا"، ما أدى الى انخفاض اسعار منتجات الالبان بنسبة 20 في المائة . وبلغت عائدات "تنوفا" من بيع منتجان الأجبان والألبان والبيض خلال عام 2013، 2.05 بليون دولار.