هل تصنع سوريا المعجزة ؟

أحد مدراء صناديق التحوط الأميركية، بارتون بيجز، زار سوريا مؤخرا، والتقى الرئيس بشار الأسد، وكتب عمودا في مجلة نيوزويك الأميركية عدد 23/11/2009.
يقول الكاتب الأميركي أن سـوريا تتمتع بعلاقات حميمة مع إيران، وكانت قد صنفت في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنها تؤوي الإرهابيين، ولكنها مثل أحـد أبطال روايات جون كاري تستطيع أن تخرج من الثلاجة.
إذا فعلت سـوريا ذلك ؟ يضيف رجل الأعمال الأميركي؟ فستكون نقطة ساخنة على الصعيد العالمي، وتخطو الخطوة الأولى في الطريق لأن تصبح أحد الأسواق البازغة، ومركز نشاط اقتصادي مثل هونج كونج وتشـيلي.
والواقع أن سـوريا تتمتع بمزايا عديـدة، فلديها البترول، وشعب شاب ينمو بسرعة، واقتصاد يتجه نحـو الإبداع الاستثماري، ومديونية خارجية قليلة، وعملة مستقرة، فإذا اسـتطاعت أن تجتذب مستثمرين عربا وأجانب، لتطوير بنيتهـا التحتية، وإيجاد سوق حقيقية للأوراق المالية (بورصة)، فإنها يمكن أن تنطلق في مسار التنمية والتطور.
إذا حـدث هذا، فإن الرئيس الشاب بشار الأسـد سوف يصبح المحرك الأول. ومع أن والده حكم سـوريا بقبضة حديدية لمدة 30 عاما إلى أن توفي في عام 2000، فإن بشار يبـدو ملتزما بالتحرر السياسي والاقتصادي.
يعرف الرئيس السوري أن على حكومته أن تخلق فرص عمل، وتبني طرقا، وتطور بنية تحتية حديثـة وتلحق بركب العالم المتقدم.
يلاحظ رجل الأعمال الأميركي أن النظام السياسي في سوريا ليس ديمقراطيا بالمفهوم المعتاد، ولكن الصين وبلدانا أخرى أثبتت أن الديمقراطية السياسية ليست شرطا للنمو والرواج. وفي مقاييس التنمية فإن دكتاتورا عاقلا يستطيع في بعض الحالات أن يكون أفضل من صناديق الاقتراع!.
انقل هذا العمود لقراء (الرأي) من مجلـة نيوزويك الأميركية، ولا يزيد دوري فيه عن الترجمة الأمينة، حيث يهمنا أن تكون الجارة الشـقيقة سوريا في أفضل حال، سياسيا واقتصاديا، وأن تتحسن صورتها في العالم، وتنهض بمسؤولياتها القيادية كبلد عربي طليعي.