عرقلة حكومة الرفاعي!

تم نشره الأربعاء 16 كانون الأوّل / ديسمبر 2009 02:16 صباحاً
عرقلة حكومة الرفاعي!
ماهر ابو طير

كلام الملك لرئيس الحكومة واضح جدا ، وهناك اثنان وثلاثون خطا وتوجيها ، تقول لك ما الذي سيحدث خلال الفترة المقبلة على اكثر من صعيد.

رئيس الوزراء جاد ، ورده على خطاب التكليف احتوى على دلالات قاطعة عمليا وليس لغويا حول ان الحكومة سُتنفذ ما يريده الملك ، والجماعات التي تظن ان الرئيس سيتراجع تحت وطأة "التهويب" ، جماعات لا تعرف ان كلفة "التهويب" محسوبة ومعروفة جيدا ، وبشكل مُسبق ، وليس غريبا ان يتم حساب كُلفتها والاستعداد للتعامل معها ، ولن يتم السماح لها بقطع الطريق ، كما كل مرة ، على ما سيتم تنفيذه خلال الفترة المقبلة ، ورئيس الحكومة يعرف انه امام مهمة ليست سهلة ، وان التشويش على حكومته بدأ منذ اليوم الاول ، لكنه لن يتراجع ، ولن يخذل الملك.

حسنا ما فعلته الحكومة بشأن توسعة مصفاة البترول ، والقضية ليست مطعناً في ذمة الحكومة السابقة ، لا سمح الله ، والقضية تتعلق بمزيد من الوضوح والشفافية ، واعادة تعريف الاشياء سيشمل قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية ، ومن المتوقع ان تحدث هناك مقاومة لكل هذه التغييرات ، وهي مقاومة سُتغذيها اتجاهات مُحددة ، وأطقم نخبوية تريد افشال الجدية هذه المرة في الاصلاح والتغيير في الاردن ، لحساباتها الضيقة ، وهي تعتقد مرة ثانية ان مبدأ "الصوت العالي" الذي ربما سنسمعه قريبا ، او التهويب ، سيؤثر ويجعل التوجه يضعف ، وسيجعل الحكومة تتراجع ، كما تراجع غيرها.

ما اعرفه ان الحكومة ستكمل مُهمتها حتى النهاية ، وبمعايير شفافة ومحترمة على اكثر من صعيد ، وهي لن تتجاوز المعايير الاخلاقية ، ولن تنال من الشفافية ، لكنها ستقف مطولا عند ممارسات كثيرة ، تم توارثها عبر سنين طويلة.

مهمة الرفاعي صعبة لانه امام انتاج معايير جديدة ، سيتضرر منها كثيرون على اكثر من صعيد ، وكل متضرر لن يسكت ، ومهمتنا اليوم ليس التصفيق لرئيس الحكومة لاسباب شخصية ، وانما الانحياز لما يريده الملك ، الذي اطلق العنان لتغييرات كاملة بنيوية ، فيما تعرف الحكومة وتفهم لماذا تتردد جهات عديدة في الوثوق بما ستفعله الحكومة ، فقد تراجعت حكومات سابقة تحت وطأة التسخين والتهديد ومقاومة التغيير ، ومن يقاومون التغيير في الاغلب يقاومونه لاسباب شخصية بحتة ، ولمصالح ضيقة ، وليس من اجل الاردن ، الذي يستحق ان نقف الى جانبه.

نحن امام مرحلة حساسة جدا ، والكلام الطيب فيها ليس تملق هذا المسؤول او ذاك ، وانما فهم خطاب التكليف السامي وما احتواه من اشارات جاءت كخلاصة لعشر سنوات من حكم الملك عبدالله الثاني ، وهي خلاصة ستتم ممارستها على ارض الواقع ، عبر قرارات عديدة ، واجراءات مختلفة ، دون ان يعني هذا عودة الى معايير مُترددة ، او الى مراحل مضطربة ، وعلى العكس هناك رفع لمستوى المعايير مع ربطها بقيم اخلاقية على كافة المستويات.

يمكن القول بحق اننا امام انتهاء لقصص المراحل ، ودخول حقيقي نحو الاردن الذي يعنينا بهمومه ومصالح شعبه اولا.

الرفاعي لن يضيره النقد المحترم ، ولن يفيده المديح ، فلم يأت حتى يتحسس من الاولى ، او يتطلب الثانية ، وهو جاء وامامه اثنان وثلاثون عنوانا في خطاب التكليف ، ودوره مع اعضاء مجلس الوزراء ان يقوموا بتحويلها الى واقع حياتي وتشريعي ، اما محاولات عرقلة الحكومة لافشالها ، فهي متوقعة ، كما حدث مع غيرها ، غير ان الفرق اليوم ، ان العرقلة لن تكون مسموحة.

من يعش ير،.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات