قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يخلق 82 ألف وظيفة

المدينة نيوز- ارتفعت مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتأثيره في الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر أو غير مباشرة الى 14.3 %، وفق ما أظهرت دراسة محلية حديثة. وتوزّعت هذه النسبة بين مساهمة مباشرة (9.5 %) ومساهمة غير مباشرة (4.8 %) وذلك حتى نهاية العام الماضي. وأكدت نتائج الدراسة، التي أعلنتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أمس، النمو المتزايد لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبالتبعية تأثيره في الاقتصاد ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد الحالي، حيث كانت نسبة مساهمة القطاع المباشرة وغير المباشرة في الناتج المحلي تصل الى 6.1 % في العام 1999.

ورصدت الدراسة - التي تحمل عنوان "تقييم أثر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الاقتصاد - المساهمة غير المباشرة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (4.8 %) في خمسة قطاعات اقتصادية، حيث كانت قطاعات التعليم والتعليم العالي والصحة الأقل تأثراً بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ إذ بلغت نسبة التأثير أو المساهمة 0.1 % في هذين القطاعين، فيما بلغت نسبة مساهمته في قطاع تجارة الجملة والتجزئة 0.3 %، وفي الصناعة 0.7 %، وفي قطاع المالية 0.9 %، فيما بلغت المساهمة في قطاعات أخرى 2.7 %.

وكان لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في توفير فرص العمل والتوظيف طيلة الفترة التي ركزت عليها الدراسة وتمتد بين (1999 -2008 )، حيث جاء في النتائج أن حجم الوظائف المباشرة وغير المباشرة والمستحدثة التي خلقها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال هذه الفترة تراكمياً قرابة 82 ألف وظيفة، منها حوالي 17 ألف وظيفة مباشرة في القطاع، وحوالي 50 ألف وظيفة غير مباشرة في القطاعات الأخرى، كما وفر 15 ألف وظيفة مستحدثة.

وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مروان جمعة، أكّد في تصريحات صحافية عقب انتهاء ورشة العمل التي أعلنت فيها نتائج الدراسة أهمية القطاع للمملكة والاقتصاد "كقطاع استراتيجي ومحرك لجميع القطاعات الاقتصادية الأخرى"، مشيراً الى أنّ الوزارة ستمضي في تدعيم هذا القطاع ومساهماته في الاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر.

 وقال إنّ الوزارة ستعمل خلال المرحلة المقبلة على تنفيذ سياسات عامة تركز على نشر شبكات وخدمات الاتصالات خصوصا عريضة النطاق، والتركيز على دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات وبخاصة المشاريع الناشئة في مضماره، ودعم تنافسيته محليا وإقليمياً وعالمياً.

وأكد الوزير أهمية مثل هذه الدراسة التي تجرى لأول مرة بهذا المستوى، مؤكداً على ضرورة البناء عليها خلال السنوات المقبلة للقياس والمقارنة ومعرفة اتجاهات القطاع في السنوات المقبلة. وقال جمعة "إن توفير المعلومة الدقيقة والإحصاءات أمر غاية في الأهمية لان ذلك يسهّل في عمليات بناء وإعداد الخطط ورسم السياسات المستقبلية".

 وبينت الدراسة أن قطاع الاتصالات وحده رفد الخزينة خلال العام الماضي بأكثر من 336 مليون دينار. الدراسة التي نفذتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال ائتلاف شركة اليقين للاستشارات وتكنولوجيا المعلومات (Y-Consult) وشركة دجاني للاستشارات الإدارية والاقتصادية أشارت إلى أن معدل مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الإنتاجية (Productivity) على مستوى الاقتصاد الوطني خلال العقد الماضي بلغت ما نسبته 13.9 %، وفي زيادة إنتاجية الأيدي العاملة (Labor Productivity) ما نسبته 22.1 %. يشار الى أن الدراسة، التي احيل عطاؤها على الشركتين المنفذتين قبل 6 شهور، عنيت بتقييم تطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن خلال السنوات الماضية، وباستخدام منهجيات كمية ونوعية متقدمة وبناء نموذج لتحليل البيانات والمؤشرات الخاصة بالقطاع لتقدير الأثر الاقتصادي للقطاع على مجموعة من العناصر التي تعتبر ركائز أساسية للاقتصاد الوطني مثل الدخل القومي والإنتاجية والعمالة وكفاءة الأداء وفرص التوظيف.

البيانات الرسمية تظهر أنّ قطاع الاتصالات (للخلوي والثابت والإنترنت وما يرتبط بهذه الخدمات الرئيسية من خدمات فرعية) يحركه 78 رخصة اتصالات عامة فيما يحرك قطاع تكنولوجيا المعلومات حوالي 300 شركة تكنولوجيا معلومات.

وفيما يتعلق بالاستخدام زاد عدد اشتراكات الهاتف الخلوي في المملكة أخيرا الى 6 ملايين اشتراك، وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت 2 مليون مستخدم، فيما بلغ عدد اشتراكات الثابت نصف مليون اشتراك.

 وكان تقرير "تكنولوجيا المعلومات العالمي"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أظهر خلال العام الحالي تقدّم المملكة ثلاث مراتب في مؤشر الجاهزية التكنولوجية لتستقر في المرتبة الرابعة والأربعين من بين 134 دولة شملها التقرير.

وجاء الأردن في المرتبة 47 من بين 127 دولة في تقرير العام الماضي والمرتبة السابعة والخمسين في المؤشر ذاته عام 2006-2007.