الأردن : 106 من الاطفال مقابل 100 من الطفلات

المدينة نيوز :- اصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " تضامن " بيانا وصل المدينة نيوز نسخة منه وتالياً نصه :
من أهداف حملة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" والمستمرة منذ أكثر من خمس سنوات ، هو زيادة الوعي العام والتعبئة الإجتماعية من خلال إشراك الرجال والشباب في منع إرتكاب العنف ضد المرأة. ويحتفل في 25 من كل شهر باليوم البرتقالي الذي يخصص على المستوى العالمي للتركيز على موضوع معين لتسليط الضوء على ما تعانيه النساء والفتيات والطفلات من عنف وتمييز وعدم مساواة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن موضوع اليوم البرتقالي الذي صادف يوم أمس 25 آب 2014 يركز على "الحد من العنف ضد الطفلات" بمختلف أشكاله، فالطفلات لهن دور هام داخل أسرهن وفي المجتمع وفي الإقتصاد إلا أنهن يعانين من تمييز بدءاً من مراحل حياتهن المبكرة وفقاً لما ورد برسالة منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء بهذه المناسبة.
وأشارت الرسالة الى أن الطفلات وخلال النزاعات المسلحة يكن عرضة للإغتصاب ويجبرن على أعمال الدعارة ويتعرضن للحمل القسري والإستعباد الجنسي ويستخدمن كأدوات حرب ونتيجة لعدم الإستقرار والنزاعات. وتتعرض العديد من الطفلات للإتجار بهن لغايات تجارة الجنس، ونظراً لإستخدامهن لأدوات التكنولوجيا يواجهن أخطاراً جديدة تشمل التحرش الجنسي والإعتداءات الجنسية والمشاكل النفسية.
إن الأرقام العالمية تؤكد على مدى إنتشار العنف والتمييز ضد الطفلات، فملايين الطفلات يتعرضن للمارسات الضارة أو المسيئة كإزالة أو تشويه الأعضاء التناسيلة والزواج المبكر أو القسري، فهنالك حوالي 130 مليون إمرأة يعانين من بعض أشكال إزالة أو تشويه الإعضاء التناسلية في 29 دولة بأفريقيا والشرق الأوسط، وهنالك حوالي 700 مليون إمرأة ما زلن على قيد الحياة تزوجن وهن طفلات منهن 250 مليون تزوجن قبل بلوغهن 15 عاماً. إن الطفلات اللاتي يتزوجن قبل بلوغهن 18 عاماً، يتركن في العادة مقاعد الدراسة ويكن أكثر عرضة للعنف الأسري، فيما تتعرض المراهقات لمشاكل في الحمل والولادة.
وتضيف "تضامن" على أن التمييز ضد الطفلات يبدأ حتى قبل ولادتهن فهنالك 1.5مليون أنثى حول العالم هن ضحايا لتحديد جنس الجنين سنوياً وفق تقرير صدر في شهر أيلول 2012 عن مكتب الاحصاء السكاني (PRB) ومقره واشنطن، وفي الأردن وبالرغم من أن نسبة الذكور الى الإناث من عدد السكان ضمن المعدلات الطبيعية وهي 103 ، إلا أن ما يثير المخاوف أن هذه النسبة هي أعلى بين فئة الأطفال حتى عمر 15 عاماً حيث تصل الى 106 (أي أنه يقابل كل 106 ذكور 100 أنثى)، وهذا مؤشر على بداية تأثير تحديد الجنس قبل الولادة على إرتفاع نسبة الذكور كما يؤدى الى تناقص عدد الإناث مما ينذر بمشكلات ديمغرافية مستقبلية تخل بالتوازن الطبيعي بين الجنسين، ويشكل تحدياً حقيقياً عند دخول الأردن للفرصة السكانية التي تكون فيها فئة الشباب هي الأعلى بالنسبة الى مجموع السكان.
إن التمييز ضد الطفلات يؤثر سلباً على تقدمهن وقدرتهن على ممارسة حياتهن الطبيعية والتمتع بحقوقهن التي أكدت عليها المواثيق الدولية خاصة إتفاقية حقوق الطفل، والعنف الذي يتعرضن له سواء داخل منازلهن أو في مدارسهن أو الأماكن العامة أو العنف الالكتروني، كلها تجعل من حياتهن حياة غير آمنة ومبنية على أسس غير سليمة ستعمل على زيادة فرص تعرضهن للعنف والتمييز وعدم المساواة مستقبلاً.
وتدعو “تضامن” الى الوقوف الى جانب الأسر التي لديها طفلات ، من خلال التوعية بأن النساء قادرات على المشاركة في مختلف الميادين الإقتصادية ، الإجتماعية ، الثقافية والسياسية وأن دورهن في الأسرة لا يقل عن دور الذكور، لذلك فإن “تضامن” تدعو الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الى التركيز على إصلاح القوانين من خلال تعديل النصوص التي تمييز ما بين الرجال والنساء وصولاً الى المساواة بين الجنسين ووقف الممارسات المسيئة والضارة بهن ، كما وتؤكد على أهمية تغيير النظرة المجتمعية النمطية الداعمة للمواليد الذكور على حساب المواليد الإناث من خلال برامج التوعية الموجهة للأسر، ومن خلال دعهم للنساء والفتيات للإنخراط في مجال التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية وتقلد المناصب العليا والمشاركة في صنع القرار. فتمتع الطفلات بحقوقهن مفتاح الحد من العنف والتمييز وعدم المساواة ضد النساء.
منير إدعيبس – المدير التنفيذي
جمعية معهد تضامن النساء الأردني
26/8/2014