وزارة الصحة : 24 % من الولادات في الاردن " قيصرية "

تم نشره الأربعاء 27 آب / أغسطس 2014 12:35 مساءً
وزارة الصحة : 24 % من الولادات في الاردن " قيصرية "
ام وطفلها - تعبيرية

تجرى عمليات الولادة القيصرية بناء على تقارير طبية اعدت اثناء فترة الحمل لتحديد طبيعة الولادة , الا ان هناك سيدات يلجأن الى اختيارها تفاديا لالام الوضع المصاحبة للولادة الطبيعية , وهذا الامر يعد خطرا نظرا للاعراض الجانبية المصاحبة لتلك العمليات وفقا لاختصاصيين بالامراض النسائية والتوليد .

احصائيات مستشفيات وزارة الصحة للعام 2012 تشير الى ان هناك تفاوتا في اعداد الولادات القيصرية بين مستشفى واخر , اذ بلغ عدد الولادات الطبيعية في مستشفى الاميرة بديعة مثلا 5457 والقيصرية 3224 حالة , وفي مستشفى الدكتور جميل التوتنجي بلغ 2634 حالة مقابل 1105 قيصرية .

الناطق الاعلامي لوزارة الصحة حاتم الازرعي يقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان نسبة الولادات القيصرية في مستشفيات الوزارة للعام 2012 بلغت 73ر23 بالمئة مشيرا الى انها مكلفة ماليا نظرا لاقامة الام وطفلها وقتا في المستشفى اضافة الى المضاعفات الكبيرة التي ترافق العملية , فالولادة القيصرية الخيار غير المفضل للطبيب بسبب خطورتها على الام والجنين .

احدى السيدات وهي ام لاربعة اطفال فضلت اجراء عمليات قيصرية لثلاثة من ابنائها بعد معاناتها في المرة الاولى وفقا لقولها، مشيرة الى ان اطباء في المستشفى الخاص الذي تقصده يعملون على تلبية رغبة الأم في اختيار نوع الولادة .

فيما لا تفضل سيدة اخرى اجراء عمليات ولادة قيصرية نظرا لما يترتب عليها من مضاعفات تؤثر على الأم والطفل اذ تشير الى بعض الاطباء الذين يلجأون لاجرائها لأهداف مادية , وبلا مبرر لذلك , وتقول ان صديقتها وضعت طفلة بعد اخضاعها لعملية ولادة قيصرية حيث لم يصبر الطبيب على الحامل واستسهل اتخاذ قرار اجرائها .

وتقول احدى السيدات ان موافقة سيدات على اجراء الولادة القيصرية دون مبررات طبية ياتي لعدم وعيهن بمخاطر اجرائها وآلامها التي تستمر فتره طويلة بعد الولادة .

ويقول استشاري النسائية والتوليد في مستشفى الجامعة الأردنية الدكتور كميل فرام ان المتابع يلاحظ زيادة مضطردة بنسبة الولادات بعمليات جراحية خاصة انها تعمل على اختصار المسافة الزمنية للولادة وما يرافقها من قلق وخوف وتقلبات وألم ، الأمر الذي اوجد معادلة صعبة بين القناعة بأسلوب الولادة الأمثل لأطراف المعادلة، وزيادة ملحوظة باتهام الأطباء بالتقصير .

ويضيف ان مبرر اللجوء للولادة الجراحية ( القيصرية ) بواحد من طريقين : الأول يعتمد على الأسباب بعمومياتها ومنها ما يتعلق بعوامل الجنين- الأم , كوجود درجة من درجات التضيق بالحوض التي تمنع سهولة الولادة الطبيعية ، أو الانفصال المبكر للخلاصة الذي يتسبب بضعف تغذية الجنين، أو وجود الخلاصة بوضع متقدم على الجزء الأول من الجنين، أو ان هناك تاريخا جراحيا لعملية قيصرية سابقة , سهلت قرار اللجوء لعملية جراحية مكررة .

ويقول :هناك أسباب متعلقة بالأم الحامل كوجود مرض يمنع عليها الولادة الطبيعية خصوصا أمراض القلب والرئة ، أو أمراض متزامنة مع زيادة بضغط السائل الدماغي ، أو أن هناك ما يعيق طريق الولادة الطبيعية كتضيق أو التهاب أو وجود شكل من أشكال الأمراض المعدية أو وجود (ليف) بمستوى عنق الرحم , او التي تتعلق بالجنين مثل وجوده بشكل مقعدي أو مستعرض بالرحم، أو أن فحوصات تقييم الجنين تشير الى خلل بوظائفه القلبية أو الحركية .

ويشير الى عنوان فرض نفسه بتطورات فنون الولادة يتمثل بإجراء العملية القيصرية بناء على رغبة السيدة الحامل لأسباب منها ما هو ضمن المنطق ومنها ما يحتاج الى تحليل وتوضيح .

وعن المبرر الثاني يبين ان هناك معايير طبية تحكم فنون الولادة منها العملية القيصرية الطارئة لأسباب خطورة معلنة على الأم و/ أو الجنين , والتي تفرض سرعة القرار الجراحي مثل الانخفاض الحاد بمعدل ضربات قلب الجنين أو وجود نزيف رحمي قبل الولادة وغيرها من الأسباب التي تبقى نقطة تقدير لصاحب القرار (الطبيب ) .

ويقول : هناك عملية قيصرية مبرمجة لأسباب متعددة من ابرزها (الجراحية) لتاريخ سابق خصوصا العمليات المكررة أو ضرورة الولادة قبل البدء بآلام الولادة الطبيعية لخطورة محتملة على الرحم أو الجنين أو الأم .

ويضيف ان السبب الرئيس الذي يفرض على السيدة طلب الولادة الجراحية يتمثل بالتخلص من فترة الألم المرافقة لمراحل الولادة والتي يتم التعامل معها , اما بإعطاء المسكنات بأشكالها المختلفة مثل طلب ابرة الظهر المسكنة للألم وقبل البدء الحقيقي لألم الولادة , وهذا الاجراء الطبي اسهم بخفض نسبة الولادات الجراحية التي تجرى بناء على طلب السيدة الحامل .

وحول لجوء بعض السيدات الى ابر التخدير النصفي يشير الدكتور فرام الى انها ليست بديلا عن العملية الجراحية , واستخدامها يجب ان يكون بوجود مبرر طبي لها، حيث ساهمت بزيادة الولادات باستخدام الأدوات المساندة مثل المحجم أو الملقاط الجراحي , ولكل منهما آثاره ومضاعفاته.

ويقول ان الالتزام بأصول فنون الولادة الطبيعية هو الطريق المثالي ما لم يكن هناك مبرر طبي للجوء للولادة الجراحية التي أصبحت سهلة بعد التقدم الهائل بعلم التخدير وتقنياته ، مبينا أن الولادة بمراحلها الطبيعية قد تفرض تغيرا بمساق القرار للولادة الجراحية بأي من لحظاتها خصوصا أن الأسلوب الأمثل للولادة يعتمد بشكل رئيس على اعتبارات مختلفة , وفيها درجة من الاجتهاد بعد مناقشات مستفيضة مع أصحاب الشأن .

ويوضح ان النسبة العالمية للولادات الجراحية ارتفعت لأسباب مبالغ فيها منها تقنيات مراقبة الجنين الحديثة التي تعطي اشارة خطورة أحيانا دون تفسير واقعي .

رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري يقول ان الطبيب هو من يقرر اجراء العملية القيصرية لاسباب عدة منها ضيق الحوض عند الحامل او تسمم الحمل او التعرض للعلاج بالاشعة اضافة الى عمليات قيصرية سابقة اجرتها ووضع الجنين المستعرض او حدوث نزيف للحامل .

ويشير الى ان نسبة العمليات القيصرية في المملكة تتراوح بين 35 و40 بالمئة وهي اعلى بقليل من المقاييس العالمية .

ويقول ان ادارة المستشفيات لا تتدخل باجراء العملية او لا , انما الطبيب المعالج للحالة هو من يقرر ذلك , والمستشفيات ليس لها مصلحة مادية في اجراء العمليات القيصرية مشيرا الى دور جمعية اختصاصيي الامراض والجراحة النسائية والتوليد ونقابة الاطباء الاردنيين في وضع معايير لاجراء تلك العمليات .

رئيس الجمعية الدكتور مازن الزبدة يقول ان الجمعية التي تاسست العام 1979 وتضم 746 عضوا تهدف الى مواكبة الدراسات والتطورات العلمية في حقل اختصاص النسائية والتوليد لرفع المستوى العلمي والاكاديمي لاعضائها للرقي بمستوى المهنة وخدمة المرأة والمجتمع .

ويشير الى ان هناك معايير عالمية مستندة الى دراسات وابحاث علمية ضمن اجراءات واحتياطات لازمة لاجراء العمليات القيصرية , كما ان هناك عوامل عدة لاجراء هذه العمليات , بالرجوع الى السجل الطبي للحامل واسباب اجرائها للعملية السابقة لافتا الى انه بامكان المراة التي اجرت ولادة قيصرية , الولادة طبيعيا بنسبة تتراوح بين 60 و 80 بالمئة اذا كان سجلها الطبي جيدا .

ويبين ان اطباءنا يطلعون على اخر المستجدات العالمية في هذا المجال لكن هناك بعضا منهم يلجأ لتلك العمليات اختصارا للوقت والجهد , وعلى الطبيب توضيح مضاعفات واجراءات الولادة القيصرية واعطاء الحامل وقتها وفرصتها للولادة الطبيعية التي تعتبر الافضل .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات