تقرير عن الصراع المتزايد على السلطة بين رموز النظام الإيراني وجذوره

تم نشره الأحد 31st آب / أغسطس 2014 12:15 صباحاً
تقرير عن الصراع المتزايد على السلطة بين رموز النظام الإيراني وجذوره
علم ايران

المدينة نيوز :- عقب إقالة وزير العلوم في حكومة روحاني من قبل برلمان النظام ، لم يستمر ولو يوما واحدا ما كان الملا روحاني يتظاهر به من التفاهم بداية وتقديره لـ ”لاريجاني” كونه يتستر على تفجير الخلافات من خلال إجراءاته المتطابقة مع القانون ويجعل النظام كالحادي بلا بعير. حيث أطلق في كلمات متتالية له تصريحات غليظة وأعاد الخلافات بنسبة نوعية حيث وجه الضربة للولي الفقية ذاته. وإذ استند روحاني في جلسة المجلس الإداري لمحافظة أردبيل على الدستور، عرض كأنه تولى السلطة بأصوات المواطنين وأكد قائلا: «إن المواطنين وبأصواتهم و ثقتهم قد حملوا رئيس الجمهورية واجبا هاما. ولم يصوت المواطنون حتى يكون رئيس الجمهورية، رئيسا للجهاز التنفيذي بل إنهم صوتوا أن يكون الرئيس من ينفذ الدستور أولا. ويتولى رئيس الجمهورية مسؤولية تنفيذ الدستور في البلاد».

وأشار روحاني وهو على قبر خميني الدجال، إلى خميني تصديا للولي الفقيه وعصابته وهو يكيل سيلا من الشتائم السياسية كـ«التطرف والجمودية والتحجر وعبادة الخرافة» للعصابة المتنافسة، نسب نهجه في تجرع السم إلي خميني ونهجه مشيرا إلى تردد خامنئي في تجرع السم النووي حيث قال: «نحن... قد شاهدنا شجاعة السلام في الإمام الحسن».

وأشارت صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي (الأحد 24آب/ أغسطس) وبكل حدة وصراحة غير مسبوقتين إلى ما أطلقه روحاني من تصريحات بشأن الدستور ونبهته بألا يتسرع بل ويتذكر أن رئيس الجمهورية ليس أكثر ممن له منصب رمزي في نظام ولا ية الفقية والرئيس الحقيقي والرئيسي هو الولي الفقية شخصه.

وكتبت صحيفة كيهان في مذكراتها اليومية بعنوان «رئيس الجهاز التنفيذي فحسب!» بصريح العبارة تقول: «يعتبر رئيس الجمهورية في إيران ”رئيسا للسلطة التنفيذية“ فحسب وذلك ليست السلطة التنفيذية كلها وإنما يتولى رئاسة السلطة التنفيذية في الشؤون الغير مرتبطة مباشرة بالقيادة. ويجب القول إنه وخلافا لوجهة نظر السيد روحاني، صوت المواطنون فعلا أن يكون رئيس الجمهورية رئيسا للجهاز التنفيذي!».

وهكذا وعقب إقالة وزير العلوم في حكومة روحاني يبدو أن الصراع على السلطة في رأس دكتاتورية ولاية الفقية برزت أكثر وضوحا أكثر مما مضى وتعمق أكثر حيث وصل إلى الجذور. ولكن وفي النظام التعسفي لولاية الفقية المطلقة والعائدة إلى العصور الوسطى، هناك تناقض جوهري بين جميع رؤساء الجمهورية في النظام والولي الفقيه بحيث أن جميعهم وصلوا إلى هذه النقطة أمام الولي الفقية. كما شاهدنا أن أحمدي نجاد الذي جاء به خامئني وعينه على رأس السلطة التنفيذية لكي لا يواجه مثل هذه المشاكل، وقف في وجه الولي الفقية شاء أم أبى. ولكن إذا ما كان أحمدي نجاد قد وصل إلى هذه النقطة بعد مرور 4أعوام أي في ولايته الثانية فإن الملا روحاني قد وصل الآن بعد مرور عام إلى هذه النقطة ويتخذ مواقف نفس ما كان يتخذه أحمدي نجاد من مواقف وذلك بفرق وهو أنه ونظرا لكسر شوكة الولاية والظروف الداخلية والإقليمية والدولية المتفاقمة والطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات النووية، فإن روحاني هو أكثر تعجرفا وتيقنا بالمقارنة مع أسلافه بحيث أنه وبعد إقصاء وزيره يؤكد وفي منتهى الصراحة على أننا ماضون في دربنا. حتى وصل الأمر إلى حد يكشر فيه نائبه جهانكيري عن أنيابه مؤكدا على أننا لن نتخلى ولو حتى يتم استجواب 10وزراء.

وفي المقابل، الأمر المثير للعجب هو أن لسان الولي الفقيه شخصه أقصر وأكثر لينا بالمقارنة مع الماضي كما شاهدنا أنه وبعد ما أطلقه روحاني (11آب/ أغسطس) من التصريحات الحادة حيث أحال خلالها معارضيه الداخليين إلى الجحيم ووقف في وجه الولي الفقيه نفسه، أعلن خامنئي (13آب/ أغسطس) عن دعمه وتأييده التامين لروحاني وحكومته والمثير للحيرة هو أنه أيد وبصراحة تصريحات روحاني.

وأما الوضع المتناقض فهو في الوقت الذي يدافع فيه خامنئي نفسه عن روحاني وحكومته بشكل معلن غير أن العناصر التابعة لعصابته يحملون على روحاني ويستجوبون وزيره ويقصونه وفي سياق متصل وكما شاهدناه تكتب وتوجه وبأشد لهجة وسائل الإعلام التابعة لعصابة الولاية كلمات ضد روحاني وتطرح حالات الفشل لروحاني في جميع المجالات بدأ من المفاوضات النووية حتى الظروف الاقتصادية و ما شابه ذلك على طاولة الكشف. وإن اعتبرنا هذا الوضع المتناقض إما نتيجة تحايل خامنئي إما عصيان وتمرد جزء من عصابته فإنه لا يعني سوى كسر شوكة الولي الفقيه وضعفه المفرط حيث لم يعد يقدر على الإشراف على نظامه حتى بيته. وإن هذا الوضع هو من تداعيات نهج تجرع السم، أي بمعنى أنه وفي الوقت الذي تشير الأدلة كلها إلى أن أمام الولي الفقيه لا حل سوى تجرع الكأس النووي من جهة، ولكن هناك أدلة عديدة تقدمه طبقة هامة من النظام على وجه التحديد أي المهمومون وهي تشير إلى أن النظام لايقدر على تجرع هذا السم، كما لا يقدر على أن يرفضه. كما وإن كلا من تأجيل توقيع الاتفاق إلى بعد 4أشهر وتقديم الدعوة لـ«آمانو» مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة لإيران وبعد ذلك رفض طلبه بالتفتيش الدولي لموقع بارجين والكثير من التناقضات الأخرى للنظام في تعامله، كلها هي ناجمة عن تناقض ومأزق لا ينحلان تورط فيهما النظام كما وإن هذه التناقضات هي التي تثير الصراع على السطة في رأس النظام ويشعله أكثر فأكثر يوما بعد آخر. والآن السؤال المطروح هو أنه متى سيصل هذا الصراع المتزايد والمتفاقم على السلطة والذي وصل إلى الجذور إلى مرحلة الحسم الحتمي؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات