لماذا تمحون الذاكرة يا معالي الوزير؟!

تم نشره الخميس 11 أيلول / سبتمبر 2014 11:52 مساءً
لماذا تمحون الذاكرة يا معالي الوزير؟!
ماهر ابو طير

يتم شطب قصة الشهيد فراس العجلوني، الذي استشهد وهو يحارب لاجل فلسطين والاردن، من مناهج الصف الثالث، فتقوم الدنيا، ولا تقعد، وعلى كثرة ان لا يسكتوا ايضاً.

الوزارة تتذرع وتقول ان المنهاج بأكمله قد تغير، ولم يتم شطب قصة الشهيد حصرا، هذا على الرغم من ظني – وبعض الظن اثم- ان كل المنهاج قد تغير لاجل شطب ذاكرتنا.

هذه ليست اول مرة يتم فيها محو الذاكرة، فكتاب القضية الفلسطينية للمرحلة الثانوية الغي من المناهج، والذي يدقق خلال العقدين الفائتين ومنذ معاهدة السلام، سيكتشف ان تغيرات هائلة جرت بنعومة على هذه المناهج، في سياق التوافق مع طلبات دولية، لمحو ما يمكن اعتباره تحريضاً على الشهادة.

محو قيمة البطل، ينتج اجيالا خانعة، وهو ايضا سيؤدي الى انتاج ابطال وفقا لمعايير جديدة، وفراس العجلوني طيار في سلاح الجو والده حارب اساسا ضمن معركة ميسلون، وفراس ذاته رحمه الله حارب في الخليل، عام ستة وستين، واستشهد عام سبعة وستين، وهو من ندرة عربية قصفت اهدافا في عمق فلسطين المحتلة.

يقال لوزير التربية والتعليم هنا، وهو الذي حظي بدعم غير مسبوق من كل قطاعات البلد، لاعادة الامور الى نصابها في قطاع التربية والتعليم، ان عليه ان يكشف لنا بصراحة عن سر محو قصة فراس العجلوني من المنهاج، ومن الذي يتولى عملية مراجعة المناهج، وماهي المعايير المعلنة لهذه المراجعات، وهل هناك طلبات من مؤسسات دولية، لإزالة ما يعتبرونه تحريضا على العنف؟!.

التجاوب بهذه الطريقة، قد يؤدي-لاحقاً- الى منع نشر آيات محددة من القرآن في المناهج، وقد نسمع بعد قليل ان القرآن يحرض على القتال والعنف، لان هناك من يسيء تأويل النصوص، في هذا الزمن.

اي جيل تريدونه اليوم، جيل العنف في الشوارع والجريمة والفساد والمخدرات ، ام جيل القيم الذي يؤمن بأمته ودينه ووطنه؟!.

الواضح انهم يريدون جيلا بلا ذاكرة، لا يعرف بطلا، ولا يقدر قيمة الشهادة، لكنهم ينسون هنا، ان ذات الاحتلال لم يشطب رموزه من الذاكرة والمنهاج، وهو يعرف ان قيمة البطل لديه، حية بعد رحيله، لان في البطل ادامة للبطولة، وحثّا لمن خلفه على تقليده.

الذي تنسونه هنا، انه كلما شطبتم بطلا، جادت السماء، علينا ببطل آخر، وصناعة الرموز هنا، سماوية قبل ان تكون ارضية، وعلينا ان نتذكر ان لهؤلاء الشهداء في المشرق العربي الذبيح قيمة لا يمكن ان ينساها احد!.

( الدستور 2014-09-12 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات