مركز تدريب الفتيات التابع لمجلس الكنائس يسطر قصة نجاح في التنمية المحلية المستدامة

المدينة نيوز - سطر مركز تدريب الفتيات التابع لجمعية مجلس الكنائس للشرق الأدنى لإغاثة اللاجئين قصة نجاح تنموية مستدامة لالاف من الاسر اللاجئة والمنكوبة والمقيمة في مخيم الشهيد عزمي المفتي في محافظة اربد .
ويقدم المركز خدمات التدريب المهني النوعي النظري والتطبيقي للفتيات والنساء في العديد من المجالات وابرزها الخياطة والتطريز والتدبير المنزلي والحاسوب وبشهادة معتمدة ومعترف بها رسميا اضافة الى برامج الدعم النفسي والاجتماعي والتثقيف والدعم الصحي وملتقيات الاطفال والامهات التي تعقد يوميا وباشراف خبراء ومدربين معتمدين.
ووفقا لرئيس دائرة خدمة اللاجئين الفلسطينيين بمجلس كنائس الشرق الاوسط وعضو لجنتها التفيذية العالمية الدكتور عودة قواس والذي واظب بدايات عمل المركز ومن خلال عمله في لجان المخيم التطوعية وعلى مدى 25 عاما ان المركز نجح في تعزيز قدرات الاسر خاصة النساء والفتيات بمنحهن الثقة وجزء من استقلالهن الاقتصادي والنفسي كما رسم البسمة على وجوه اطفالهن و الامل بالغد الافضل الذي يرجونه . واضاف الدكتور عودة في احتفال نظمته جمعية مجلس الكنائس برعايته لتخريج الفوج ال 45 لمراكز تدريب الفتيات الكائنة في مخيم الشهيد عزمي المفتي باربد ومخيم الطالبية وذلك في مقر مركز مخيم الشهيد عزمي المفتي "اننا كمسحيين نفتخر بانتمائنا الى ثقافة عربية اسلامية في اردن المحبة والخير والسلام والانموذج العالمي للتعايش الديني" .
بدورة اكد رئيس جمعية مجلس الكنائس في الاردن الدكتور فرح عطا الله ان جمعيته تهتم الى جانب توفير المساعدات الإنسانية للمساهمة في التحسين الشامل للظروف المعيشية وتخفيف حدة الفقر الى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات من خلال التركيز على الصحة والتعليم والتدريب المهني،حيث يرافق العمل الإغاثي دراسة الحالة الاجتماعية والمقدم للعائلات المحتاجة بشكل نقدي أو مساعدات أخرى، ومناصرة وتطوير المجتمع وتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمعات المحرومة ولا سيما النساء والأطفال والشباب والشابات .
واعرب الدكتور عطا الله عن اعتزازه بعمل اللجان المشتركة بين الاردنيين والسوريين والفلسطينيين والتي تضم الذكور والاناث في 9 مناطق بالمملكة والتي وبعيد تدريبها كانت الذراع للجمعية في العمل مع المجتمع المحلي وتقصي احتياجاته واولوياته وقال " نجحت هذه اللجان في ايصال المعلومة للمجتمع المحلي وتحسس احتياجات المجتمع وكانت الرسول للجمعية في وضع البرامج التي تناسب كل منطقة استهدفتها الجمعية في عملها الاغاثي والتوعوي والصحي والدعم النفسي والاجتماعي.
واعلن الدكتور عطا الله عن برنامج استجابة للشكاوي من خلال وضع صندوق خاص في كل مركز تابع للجمعية وذلك حرصا من الجمعية على الشفافية في تقصي احتياجات المجتمعات بكافة فئاته واطيافه وحرصا على تطوير خدمات الجمعية وتقديم الاستجابة الامثل وفقا لوصف الدكتور عطا الله معربا عن شكره وتقديره لكافة مؤسسات المجتمع المدني على تعاونها ومساندتها لعمل الجمعية داخل المجتمعات المحلية .
وبحضور عدد من اعضاء اللجنة الادارية للجمعية وكبار وجهاء المخيم قال رئيس لجنة خدمات المخيم محمد شامخ ان المركز تميز بديمومة عمله وبرامجه التدريبية المهنية والانسانية في المخيم فكان له الاثر الايجابي في تغيير حياة الالاف من الاسر خاصة النساء والفتيات نحو ظروف معيشية افضل سيما وان الالاف من الفتيات قد تخرجن من دوراته التدريبية واصبح العشرات منهن معيلات لاسرهن .
ووفقا لمديرة المركز فريدة حداد فان المركز يعقد دورات تدريبية نظرية وتطبيقية تستمر كل منها سنة كاملة تحصل الخريجة بنهايتها على شهادة معتمدة من وزارة التنمية الاجتماعية وتشمل دورات الخياطة والتطريز وعمل لوحات جدارية بالتطريز وتهديب الشماغات والرسم على الزجاج وعمل الاكسسوارات والصابون والفسيفساء والقش . اضافة الى دورات في الحاسوب LCDL. اضافة الى تمكين الفتيات والنساء والايام الطبية المجانية فان المركز يعقد دورات توعية وتثقيف صحية واجتماعية ونفسية وملتقيات دائمة للامهات والاطفال ترفيهية توعوية وذلك على مدار العام .
وتقول الشابة السورية منال 28 عاما انها ومنذ لجوئها الى المخيم وعائلتها التحقت بالمركز حيث تعززت ثقتها بنفسها ومكنها من التعافي من صدمة اللجوء هي وعائلتها واصبحت اكثر قدرة على الاندماج بالمجتمع والتحقت بدورة الخياطة والتطريز واصبحت تطرز وتخيط الملابس التي يزودها بها المركز والذي يساعدها بدوره على تسويقها وبالتالي تستفيد من مردودها المادي الذي يساهم نوعا ما في سد احتياجات اطفالها وفقا لتعبيرها معربة في ذات الوقت عن املها في ان تتمكن وخلال الفترة القادمة من شراء ماكنة خياطة لتعمل في بيتها وتزيد من انتاجها .
اما الشابة الاردنية نور حسين 17 عاما والتي تقيم في الحصن انها تنتمي الى عائلة فقيرة فوالدها متقاعد ولديها اشقاء اطفال وعليه لم تستطع استكمال مسارها التعليمي فكان المركز الملاذ لها والتحقت بدورة الخياطة والتطريز وبالتالي اصبحت تتقنها ,وتتباهى نور بذلك كونها اصبحت اكثر ثقة بنفسها ولديها الكثير من الصديقات وقالت انها تنوي تعليمهن ما تعلمت لتحقيق حلمها بعمل مشروع تعليمي للخياطة لتستفيد منه اكبر عدد من بنات جيلها اللواتي لم يتمكن من اكمال تعليمهن . الشابة مي 18 عاما تقول ان المركز كان لها الداعم الاكبر في تعليمها العديد من المهارات المهنية والاجتماعية الحياتية والتي انعكست في بناء علاقات جيده مع اسرتها واشقائها والهمها بانها تستطيع ان تصنع من كل شي في بيئتها قطع فنية انتاجية تعزز من امنها الاقتصادي .
وتخلل حفل التخريج تسليم الدكتور عودة قواس الشهادات على نحو 32 خريجة والشهادات التقديرية على اللجان النسوية المحلية المشتركة ودرع تقديري لمديرة المركز السابقة رباب الزعبي .
(بترا)