جائزة الحسين للصحافة تحفز الابداع وتدعم الحريات الصحفية

المدينة نيوز:- اكد الفائزون بجائزة الحسين للابداع الصحفي ان العمل الصحفي في المملكة يتحرك بمساحة كبيرة تسودها الحرية التي عملت الجائزة على تعزيزها , اذ فازت بها موضوعات صحفية حساسة واتسم محتواها بالنقد للحكومة .
وقالوا في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الجوائز التي وزعت على الفائزين برعاية ملكية سامية اذ سلمها نيابة عن جلالة الملك عبدالله الثاني , رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في حفل اقيم في نقابة الصحفيين الاردنيين الاسبوع الماضي , تؤكد ان السقف المرتفع المسؤول والطرح الجريء هما من صفات المادة الصحفية التي يمكّنها من المنافسة للفوز بالجائزة , الامر الذي يشير ايضا الى انه يتم انتقاء المادة الفائزة وفقا للاعتبارات المهنية وباستقلالية كاملة .
واشاروا الى ان الجائزة التي قدموا من خلالها موضوعات صحفية واعلامية نشرت العام الماضي , لها مكانة كبيرة لديهم كونها تحمل اسم المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه , كما شكلت حافزا كبيرا نحو تعزيز الابداع لديهم والبناء على هذا الانجاز , وايضا للزملاء في الهيئة العامة للنقابة.
الكاتب الصحفي الزميل ماجد توبة الفائز بجائزة افضل مقال صحفي والمعنون ( النسور يرفع درجة الحرارة ) والمنشور بصحيفة الغد قال " انه رغم ما حمله المقال من نقد لرئيس الحكومة الحالي في سياسة رفع الاسعار وخفض الدعم وبطريقة ساخرة وبسقف مرتفع جدا , إلا ان الدكتور النسور هو من سلمني الجائزة ما يدل على الحرية الصحفية التي يتمتع بها الصحفيون الاردنيون في مجال عملهم , إلا ان هذه الحرية تحتاج الى مزيد من التعزيز " .
واضاف ان الجائزة تعتبر محفزا للصحفيين للعمل بمهنية وملامسة آلام ومشكلات الناس والقضايا التي تهم المجتمع , وهي تكريم ملكي للزملاء في بيت الصحفيين كما انها تحمل في طياتها جوانب معنوية كبيرة سواء للصحفي ام للحرية الصحفية .
الفائز بجائزة افضل صورة صحفية الزميل المصور في وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) جازي المناصير قال ان الصورة التي فاز من خلالها بالجائزة والتي نُشرت في صحيفة العرب اليوم تضمنت حادثة اطلاق العيارات النارية في مجلس النواب ورغم انها ذات حساسية وسببت حرجا كبيرا لمؤسسة البرلمان , إلا ان فوزه بها يدل على الشفافية التي تعمل بها نقابة الصحفيين ومهنية ومصداقية النهج الذي عملت وفقه اللجنة المشرفة على الجائزة وهي اشارة قوية بان الاعلام في الاردن يعمل في ظل حرية وديموقراطية كبيرة .
ونوه باعتزازه الكبير بالجائزة كونها تحمل اسما عزيزا علينا - المغفور له الحسين - وفيها تقدير لجهود الزملاء , مشيرا الى ان الموضوعات والصور التي قدمت للمنافسة على الجائزة وان لم تفز هي موضوعات تحمل ابداعات كبيرة تسجل لاصحابها .
الفائزة بجائزة افضل تحقيق صحفي استقصائي الزميلة فاتن عبيدات , والمعنون " الممرضات الاجنبيات شهادات غير معترف بها " والمنشور في صحيفة الرأي , رأت ان فوزها بجائزة الحسين للابداع الصحفي شكل حافزا كبيرا لها لأن تكون موضوعاتها الصحفية المقبلة ذات ابداع في كشف ومعالجة القضايا التي تهم المجتمع .
وقالت ان الجائزة تعزز دعم الحرية الصحفية من خلال تحفيز الصحفيين على نشر محتوى له اهمية وما يحتاج ذلك من سقف مرتفع في طرح القضية , فالصحافة تحمل هموم المجتمع وتكشف تقصير الجهات ذات العلاقة وهذا يؤدي الى زيادة ثقة القارئ بالمادة الصحفية .
واشادت بتخصيص النقابة لهذه الجائزة التي تكشف عن ابداعات الصحفي والاعلامي الاردني , وقالت ان تحقيقها الاستقصائي كشف عن وجود ما يقارب 750 ممرضة اجنبية تعمل في المستشفيات الخاصة وتحمل شهادات من جامعات لا تعترف بها وزارة التعليم العالي ولا يحملن ايضا شهادة مزاولة المهنة , في ظل وجود بطالة كبيرة بين خريجي التمريض الاردنيين .
الفائزة بجائزة افضل تقرير صحفي , الزميلة تغريد الرشق من صحيفة الغد قالت ان التقرير الذي حصلت من خلاله على جائزة الحسين للابداع الصحفي وعنوانه " مخيمان عشوائيان للاجئين السوريين في عمان " تناول اللاجئين السوريين الذين أنشأوا مخيمين عشوائيين بجانب سوق الخضار المركزي بعمان , اذ انهم يفضلون العيش في هذين المخيمين, بسبب حرية التنقل غير المتوفرة في مخيم الزعتري , وان كان ثمن ذلك العمل الشاق لتوفير سبل العيش لهم .
واضافت ان فوز بعض الزملاء عن موضوعات ناقدة دليل على الحرية الصحفية التي يعمل بظلها الصحفي حيث لا يوجد أي تدخلات تمنع تلك الموضوعات الصحفية الناقدة والتي - اتسمت بحدتها - من ان تفوز بجائزة مرموقة لها قيمتها في العمل الصحفي .
واشارت الى ان الصحفي والاعلامي عليهما عبء البحث عن الابداع والتميز , وهذا يكون بالابتعاد عن التقليدية والمضي في طرح هموم المواطن بطريقة تسلط الضوء على القضايا وطرح الحلول المناسبة التي تساعد صاحب القرار على حلها ومتابعتها .
الفائز بجائزة افضل حوار صحفي الزميل يوسف ضمرة من صحيفة الغد , حيث حاور به في واشنطن مديرة صندوق النقد الدولي وعنوانه "الاقتصاد الاردني على المسار الصحيح رغم التحديات الخارجية " والذي جاء بالتزامن مع الاجتماعات السنوية للصندوق العام الماضي واثناء المراجعة الثانية لأداء الاقتصاد الاردني ..
قال ان الحوار كشف بان الاردن انسجم مع مؤشرات الاداء الموضوعة له اذ ان الصندوق وافق على الاجراءات الاصلاحية التي اجراها الاردن , اضافة الى طرح بعض المحاور المتعلقة بالاقتصاديات العربية والدولية .
واشار الى ان الفوز بالجائزة شرف كبير يعتز به وفيه ثقة كبيرة تعزز بداخله مواصلة عمله الصحفي المسؤول والبناء على هذا الانجاز الكبير الذي يحمل اسم انسان له في قلوبنا مكانة كبيرة وهو الحسين رحمه الله .
وقال "في جائزة الحسين للابداع الصحفي تنمية للعمل الصحفي وتنافس شريف تسوده المحبة وقيم واسس مهنية يتم وفقها اختيار الموضوعات الفائزة بعيدا عن اي اعتبارات , وهذا يتطلب المحافظة على هذا النهج وايضا تطوير الجائزة بشكل اكبر وفقا لما هو مناسب .
الفائز بجائزة افضل تقرير اخباري تلفزيوني الزميل عبدالله الحوت من التلفزيون الاردني قال ان تكريمه بجائزة الحسين للابداع الصحفي جعله يشعر بالراحة الكبيرة والمعنوية العالية التي انسته مشقة سنوات طويلة عمل بها في تغطية الكثير من الاحداث داخل الاردن وخارجه وكان الهدف الرئيس منها ان يعرف المواطن وعبر شاشة التلفزيون الاردني المعلومة الحقيقية وبمنتهى المهنية .
واضاف وهو الذي يعمل حاليا مديرا للاخبار المحلية ان الجائزة تحرك ما يتمتع به الاعلامي والصحفي الاردني من مهارة كبيرة لأن يبدع ويبوح بمكنونه المتميز وان يبحث ويستقصي عن الموضوعات الهامة منها والطريفة ليقدمها للقارئ الذي اصبح الآن يبحث عن المعلومة الهامة غير المكررة .
وبين ان التقرير الاخباري الذي فاز بالجائزة من خلاله كان استعرض حياة المعمر الاردني العلامة يوسف العتوم القاطن في منطقة سوف بمحافظة جرش والذي توفي بعد عدة اشهر من تاريخ نشر التقرير حيث عاش 123 عاما وهو العلامة والفقيه والخطيب الذي تلقى تعليمه في الشام ومن ثم جامعة الازهر اثناء سيطرة الدولة العثمانية على المنطقة .
واوضح ان الراحل العلامة كان قد حج الى بيت الله الحرام مرات عديدة , منها عشر حِجات على ظهر الجمل , وحفر قبره بيده قبل ان يتوفاه الله بعشر سنوات ولديه 400 حفيد , وكان يركز دائما من فوق المنبر وفي كل المجالس على قيم الاسلام الحنيف بما تحمل من تسامح ورحمة ومحبة وسلام , مشيرا الى ان العديد من العلماء من الدول العربية كانوا يأتون اليه طلبا للاستشارة .
نقيب الصحفيين الاردنيين الزميل طارق المومني قال ان جائزة الحسين للابداع الصحفي التي بدأ العمل بها منذ العام 1999 وتمنح في ستة حقول صحفية هي بدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني وتوزع جوائزها برعايته السامية نظرا لما تحمله من اسم غال على قلوبنا جميعا المغفور له جلالة الملك الحسين , وايضا تقديرا من جلالته للاسرة الصحفية .
واضاف ان النقابة تشكل كل عام لجنة مختصة تضم ستة اعضاء من الهيئة العامة للنقابة يمثلون مختلف المؤسسات الصحفية والاعلامية برئاسة نقيب الصحفيين للنظر بدقة في الموضوعات المقدمة , ويتم الاختيار من بينها وفقا لمعايير تحكيم دولية تعتمدها النقابة .
واشار الزميل المومني الى ان اختيار الموضوع الفائز يكون بقدر تطابقه مع المعايير المحددة مهما كانت شدة نقده للحكومة , مؤكدا ان الموضوعات التي فازت بالجائزة كانت ذات سقوف مرتفعة وجريئة في الطرح ما يدل على مدى التمتع بحرية الرأي والتعبير, اذ تعد الجائزة معززا للحرية الصحفية .
واوضح انه ومن خلال اتصالاته مع رؤساء تحرير الصحف ومديري المؤسسات الاعلامية , فانه لا يوجد تدخل من قبل الحكومة في عمل هذه المؤسسات , وهذا يسجل للحكومة الحالية , مبينا انه وفي حال حصول اتصال من قبل الحكومة يكون فقط لأجل تصحيح معلومة او توضيحها .